حنين طارق: لم أتوقع الحصول على جائزة الدولة التشجيعية.. و«الموال المصرى» نتيجة شغفى (حوار)
حنين طارق.. أصغر حائزة على جائزة الدولة التشجيعية في دورة 2022، وذلك من خلال كتابها المتعلق بالفن الشعبى «الموال المصري .. تنويعات أدائية»، تعمل بالصحافة الثقافية إلى جانب عملها كباحثة ميدانية في مجال جمع وتوثيق الموال المصري.
وأجرى «الدستور» حوارًا مع حنين جاء نصه كالتالي:
كيف كانت البداية ؟
بدأت أتعرف على الأدب الشعبي عبر دكتور خالد أبوالليل، الذي كان بالنسبة لي البوابة الأولى على الأدب الشعبي وداعمًا لي طوال الوقت، إلى جانب ذلك شغفي بالموسيقى بكل أنواعها، لذا كانت فكرة أنني لو استكملت دراسات عليا سيكون في هذا السياق «الأغاني الشعبية»، وكان الموال هو الأقرب لي ولاهتماماتي الشخصية والثقافية.
ماذا يعني الموال.. وهل هناك أنواع منه؟
الموال متعدد ومتنوع، فمنه الموال الثلاثي والرباعي والخماسي والأعرج.. إلخ.. وهناك نماذج كثيرة تشير إلى هذا.
التنويعات الأدائية وهو العنوان المكمل للموال المصري، والذي يعني تعدد الأداء باستدعاء حالات حزن وفرح وغضب أو صراع، ولكن بنفس الموال.
والكتاب مقسم لأكثر من فرع، منه المقدمة التي ذهبت فيه للحديث عن علاقتي بالموال والدوافع الأولي والقديمة التي جعلتني أخوض تلك التجربة، إلى جانب الحديث عن الموال المصري في السينما والمسرح، من بعد ما جاء جزء الجمع الميداني مع فرقة النيل للفنون والآلات الشعبية وعلى رأسهم العظيمة فاطمة سرحان واستقبلتني في بيتها، وكلهم رحبوا وساعدوني كثيرًا مثل محمد الشحات ومحمد عواد والست نعمة، وصديقي أحمد التوني المنشد الحفيد الأصغر للتوني الكبير، وكانت توليفة قامت بعمل تتبع الأشكال المختلفة للموال، وهناك جزء جمع نصوص ورحلات الأرشيف المصري.
هل أضاف لك العمل بالجمعية المصرية للمأثورات الشعبية؟
لعبت الجمعية دورًا كبيرًا ومؤثرًا في إتاحة العديد من المصادر الأولى، والأبرز والتي اشتغلت على جمع وتوثيق الموال المصري، فكانت بالنسبة لي المفتاح الأهم والأبرز لإنجاز كتاب الموال المصري.
هل يمكن نسب الموال إلى شرائح اجتماعية بعينها، نشير إلى أنها منتجة لهذا النوع من الفن؟
الحقيقة أنا ضد هذه التصنيفات، الموال ملك لكل الشرائح الاجتماعية، وبطبيعة الحال جميعها يمكن إنتاج الموال.
ما الذي يميز الموال المصري عن غيره اللبناني والسوري والعراقي؟
كل منطقة لها خصوصيتها ولغتها ومفرداتها، ولها ما يميز عن غيرها، وفي العموم، أن الموال المصري ما يميزه عن غيره اللبناني والعراقي، هو الموال القصصي، متعلق بالحكي وبيئة المصريين وقصصهم المتوارثة، ومن أهم وأبرز تلك النماذج المعتمدة على التراتب القصصي الشعبي أعمال مثل "شفيقة ومتولي، وعزيزة ويونس"، وغيرها.
هل توثيق الموال غايته الانتصار لفكرة التوثيق والخوف من الاندثار؟
ليس فقط الخوف من الاندثار، بل لتوثيق لغة ومفردات وطبيعة حياة ، بالإضافة إلى طرحه كمادة للبحث العلمي والثقافي، لنعرف أنفسنا ويعرفنا الآخر.
الموال يلعب دورًا رئيسًا في نقل قيم أخلاقية واجتماعية، فمثلًا ستجد الإذاعة والتليفزيون، وصولًا لوسائل التواصل الاجتماعي تلجأ أحيانًا إلى الموال لتسريب العديد من القيم الدينية والأخلاقية والثقافية، إلى جانب أن الموال يلعب دورًا في مواجهة العديد من المعارك الثقافية والسياسية، ومنها ما هو متعلق بالصحة العامة مثل استخدامه في مواجهة الإدمان والتدخين ..إلخ.