الأمثال الشعبية في سيناء تحدد الطقس وطبيعة الحياة
الأمثال الشعبية جزء من نسيج ووجدان الشعوب وتعبير لتاريخه الشعبي تتوارثه الأجيال.
وفي التقرير التالي نرصد العديد من الأمثال التي عبرت عن حالة الطقس في صحراء سيناء:
يذهب الباحث والمدون مسعد بدر إلى أن سيناء تمتلك تراثًا أدبيًا شفويًا زاخرًا بالأمثال الشعبية وهذه الأمثال بلغت من الكثرة والذيوع منزلة لم تترك شأنًا من شئون الحياة إلا وتطرقت إليه.
وذهب بدر إلى رصد أمثال فصول السنة منها «الخريف في انتظار المطر» ومنها «سنة تندي ما تردي» ومعناه الرجاء بأن تكون السنة طيبة.
«الغربية تجيب المطر والشرقية تعمي البصر» أي أن الرياح الغربية تجيء بالمطر، والشرقية تتسبب في العمي من شدة حرارتها.
ويذهب «بدر» إلى التأكيد على أن هناك العديد من الأمثال والتي تقال في نزول الغيث وبرد الشتاء والربيع والصيف.
ويشير إلى أن استعمال الأمثلة لا يتوقف فقط في التعريف بالفصول، بل يستخدم الكثير منها في شئون عامة، فالمثل القائل «إن نطرت بلاد، بشر بلاد» ويضرب للخير الذي يصيب أحد الناس ويتوقع أن يعم الجميع، والمثل القائل «إن أخصبت وراها دار وإن أمحلت وراها دار» ويضرب للتعليق على نتائج أي فعل يفعله الإنسان إن كان خيرا أو شرا، فوراءه المحاسبة التي يرمز لها بشهر آذار.
ويلفت الباحث مسعد بدر إلى أن هناك أمثلة عامة توثق لمظاهر الطقس للتعبير عن معان معينة منها: «القمرا ما تيجي على هوى الساري» ويعني به الليلة المقمرة و«هوى الساري: رغبة من يسرى مبكرا» ومعناه أن الساري قد لايجد القمراء، «تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن».
ومن تلك الأمثال التي تأتي بصورة «الفلا يرمي الغزلان»، والفلا يعني الربيع الخصيب ويرمي الغزلان يجذبها ويغريها للمكان.
والأمثلة الشعبية في سيناء تأتي بمثابة توثيق لطبيعة الحياة ورصدها، وقراءة تلك الأمثال هي بمثابة قراءة للحالة وطبيعة المكان والبشر في تلك المنطقة إلى جانب التعريف بمفردات لغتهم المتداولة.