في ذكرى وفاته.. تعرف على قصة دخول الشيخ إمام لعالم الموسيقى

من منا لم يسمع ولو لمرة واحدة أغنية (مصر يامه يا بهية) أو أغنية (صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر) أو أغنية (جيفارا مات).. إنهم بعضًا من أشهر الأغنيات في تاريخ الموسيقى المصرية، فهي أغاني مميزة للمطرب العبقري الشيخ إمام.

لم يغني الشيخ إمام للحب بقدر ما ركز في أغنياته على حب مصر، كما أنها حاول المشاركة في الأحداث الحية التي عاصرها من خلال أغنياته فأثناء نكسة 1967 على سبيل المثال قدم لنا أغنية (شرفت يانكسون بابا) وأغنية (صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر) وعندما توفى المناضل الأرجنتيني – الكوبي تشي جيفارا عام 1967 شارك محبيه بأغنية (جيفارا مات).

إنه ابن قرية أبو النمرس الحافظ للقرآن الكريم ذو الذاكرة القوية الشيخ إمام (إمام محمد احمد عيسى) الذي ولد عام 1918 وتوفى عام 1995 عن عمر يناهز 77 عاما.

النشأة

ولد (إمام) في أسرة فقيرة بقرية أبو النمرس بالجيزة وأصيب في العام الأول من عمره بمرض الرمد الحبيبي الذي دفعه لفقد بصره نظرًا لاستعمال الوصفات البلدية في علاج عينيه منه. 

قضي (إمام) طفولته في حفظ القرآن الكريم وانضم إلى الجمعية الشرعية بأبي النمرس والتي فصل منها بعد ذلك لأنه كان يستمع للإذاعة وهي من الممنوعات في الجمعية لكونها بدعة. 

كان والده يتميز بالشدة ووالدته تغدق عليه بالعطف والحنان، وهو أول الذكور التي عاشت لأسرته حيث توفى قبله 7 إخوان.

الدخول لعالم الموسيقى

حالف الحظ الشيخ إمام كثيرًا، ففي إحدى المرات قابل الشيخ درويش الحريري الذي كان واحدًا من كبار علماء الموسيقى حينها. وقرر (الحريري) أن يتبنى (إمام) ويعلمه الموسيقى بمجرد سماع صوته وبدأ في اصطحابه في جلسات الطرب والإنشاد حتى ذاع صيته وتعرف عليه كبار المقرئين والمطربين من بينهم الشيخ محمود صبح والموسيقي زكريا أحمد.

وفي عام 1962 التقى (إمام) بالشاعر العملاق أحمد فؤاد نجم وكونا معًا دويتو بارع وأسسا شركة قوية معًا دامت لسنوات طويلة. فكان أحمد فؤاد نجم يكتب الأغنيات والشيخ إمام يلحنها ويغني بعضها. 

وبعد مسيرة فنية طويلة وبعد أن جاوز الشيخ إمام السبعينيات من العمر، قرر العزلة والاعتكاف في حجرته المتواضعة بحي الغورية إلى أن توفى في هدوء في 7 يونيو عام 1995.