«انطلاقة حلم».. كيف يعيد إيهاب جلال روح الفراعنة التى افتقدناها مع كيروش؟
استبدال فلسفة اللعب من التحولات إلى الاستحواذ
التخلى عن ثلاثى الوسط المائل إلى الدفاع وتغطية المساحات فقط
امتلاك الكرة لا الجرى وراءها أمام كل المنافسين
يترقب عشاق الكرة المصرية الظهور الأول للمنتخب الوطنى مع المدير الفنى الجديد إيهاب جلال، حينما يدخل أول اختبارين أمام كل من غينيا الاستوائية وإثيوبيا، ضمن منافسات التصفيات المؤهلة لبطولة أمم إفريقيا ٢٠٢٣.
هل يختلف شكل «الفراعنة» عما كان عليه مع البرتغالى كارلوس كيروش؟ وما التغييرات المحتملة مع الإدارة الفنية الجديدة؟.. تساؤلان سيقابلانك فى أى مكان قبل ساعات قليلة من الظهور الأول للمنتخب مع «جلال».
«سنبدأ مما انتهى عليه كيروش».. بهذه الكلمات حاول المدير الفنى الجديد للمنتخب الوطنى بدبلوماسية شديدة «تجميل» صورة الجهاز السابق، وتقديم نفسه كنموذج يطبق العلم الذى يحث على البدء من حيث انتهى الآخرون.
فى حقيقة الأمر ربما نصدق قول إيهاب جلال إذا كان هناك شىء ملموس، أو مشروع، أو استراتيجية أطلقها «كيروش»، أو دشنها اتحاد الكرة وبدأها المدرب البرتغالى، ثم جاء «جلال» ليستكملها.
لكن ما جرى فى ولاية المدرب البرتغالى كان مقتصرًا على محاولة عبور المرحلة بشكل براجماتى، استهدفنا خلاله تحقيق المكسب بصرف النظر عن التفاصيل الخاصة بأسلوب اللعب والتطور الخططى والعناصر المستخدمة فى ذلك.
كان الهدف هو حماية مرمانا من الاستقبال دائمًا، ولم تطرح خطط البرتغالى الطريقة المناسبة لامتلاك الكرة وكيفية الوصول لمرمى الخصوم وتسجيل الأهداف، وبكل أمانة، ودون الخوض فى تفاصيل، نحن عشنا مرحلة كنا نطارد فيها الكرة أكثر كثيرًا مما لعبناها أو تملكناها.
ربما كان أسلوب «كيروش» مناسبًا لبطولة مجمعة أو مباراة مؤهلة للمونديال، فلا مجال هنا للحديث عن استراتيجية وفلسفة أمام الانتصار كهدف أهم، لكن ونحن نبدأ مرحلة جديدة تبدأ بتصفيات قائمة على تجميع النقاط، وأمام خصوم ليسوا جميعًا «مستوى أول»، وأفضلهم أقل جماعيًا وفرديًا وتاريخيًا وفى الحاضر من المنتخب، هنا لا يمكن القبول باستمرار نفس المنهج والطريقة القائمة على خطف المكسب وإهمال التفاصيل.
انطلاقة مرحلة إيهاب جلال يجب أن تكون بداية لبناء فلسفة لعب جديدة من شأنها أن نرى من خلالها منتخبنا قادرًا على امتلاك الكرة وتدويرها، ومبادلة الحيازة أمام خصوم معظمهم أقل منا، والأفضل ليسوا بعيدين عنا ويعدون على أصابع اليد الواحدة.
أول التغييرات المحتملة التى نترقبها مع «جلال»، غدا، التخلى عن التحفظ المبالغ فيه، واستبدال فلسفة اللعب من التحولات إلى الحيازة والتحكم، ولكى نحقق هذه الفكرة فإننا ربما نرى للمرة الأولى منتخب مصر لا يعتمد على ثلاثى وسط بأدوار وظيفية، تميل إلى الدفاع وتغطية المساحات أكثر منها هجوميًا.
ما ننتظره مع إيهاب جلال، غدا، تركيبة وسط مغايرة، بها على الأقل صانع ألعاب يتولى ضبط الإيقاع وتحقيق الكثافة العددية فى الثلث الهجومى وبمكان الكرة، ما قد يدفعه للاستعانة بمحمد مجدى «أفشة» فى مركز صناعة اللعب أمام ثنائى ارتكاز، وإذا لم يلجأ لذلك فسنرى ثنائى المحور بأدوار هجومية، بمعنى أوضح، إما أن نلعب «٤/٢/٣/١» على أن يكون هناك صانع لعب بشكل صريح، أو أن نلعب بـ «٤/١/٤/١»، وهنا سيكون ثنائى المحور بأدوار هجومية.
فى الطرح الأول سيكون ثنائى الارتكاز واحدًا من محمد الننى أو حمدى فتحى، وحظوظ الأول أكثر، مع عمرو السولية، لأن «جلال» يميل أكثر ليكون أحد ثنائى الارتكاز قادرًا على التكملة والتقدم بالكرة ولعب الأدوار الهجومية. فى هذه الطريقة سيكون هناك صانع لعب، وتقدم «السولية» سيحول الشكل فى بعض الأوقات إلى «٤/١/٤/١» أما فى الطرح الثانى فسيراهن على محورين صريحين، هما إمام عاشور وعمرو السولية، وخلفهما ارتكاز وحيد.
دفاعيًا سيميل إيهاب جلال إلى اختيار ظهير هجومى، لذلك ستكون فرص عمر كمال أكبر فى الجهة اليمنى، أما ثلاثى المقدمة فسيكون محمد صلاح مع مصطفى محمد و«تريزيجيه»، لكن أدوارهم ستختلف، لأننا سنتملك الكرة أولًا، وسيزيد عددنا فى الثلث الأخير، ومع هذه التعديلات ستختلف الأدوار، وستكون فاعليتهم أفضل إذا نجحنا فى تطبيق الأفكار الاعتيادية لـ«إيهاب جلال»، وإذا لم يلجأ هو لشكل مغاير بالأساس.