صاحبة ثانى عرض سينمائى بعد باريس.. قصة السينما فى مصر
كانت مصر هي ثاني دولة في العالم تعرض فيلما سينمائيا، أي أنها الدولة الثانية بعد باريس وقبل لندن وهوليوود وبوليوود وكل العالم، أما تاريخ أول عرض فقد كان في باريس عام 1896، وبعد عامين فقط وفي الإسكندرية تم تقديم عرض سينمائي، فكيف كانت النهضة المصرية آنذاك وما هو السبب في تقدمها على جميع دول العالم.
مصر الكوزموبليتانية
كانت القاهرة والإسكندرية في ذلك الوقت متعددة الجنسيات، فكان يسكن فيها إيطاليون ويونان ونازحون من كل دول العالم، وذلك ساهم بقوة في تلك النهضة السينمائية التي تولدت في أواخر القرن التاسع عشر، فأول مصور هو إيطالي وهناك مخرجون ومنتجون كلهم من جنسيات أخرى.
قصة أول عرض سينمائي
كان أول عرض سينمائي مصري في الإسكندرية عام 1898، فى المكان الذى يقف فيه قصر ثقافة الشاطبى حاليًا، وكان اسمه «نادى محمد على»، وخرجت باسمه أول رخصة للعرض السينمائى فى مصر، وكُتب فيها «مكان للألعاب السيماوية»، التى صدرت عام ١٨٩٩، وتغير فيها الاسم إلى «سينماتوغراف»، وكانت تلك الرخص تتيح إقامة الحفلات العامة أيضًا.
السينما في مصر
يؤكد مكرم سلامة، جامع الأرشيف الشهير، أن مصر كانت لديها في خمسينيات القرن الماضي أكثر من 1000 دار عرض سينمائي موزعة في جميع المحافظات: " نعم، أملك عقودًا كان يستخدمها الموزعون السينمائيون، وتثبت أن مصر ضمت ١٠٠٠ دار للعرض السينمائى فى جميع المحافظات، خلال فترة ما، الأقصر مثلًا كانت تضم ٥ دور عرض، منها «دريجو» و«النصر» و«شركة السكر»، وأرمنت كانت تضم دارى عرض، إحداهما تابعة لمصنع السكر، بجانب ٤ دور عرض فى قنا، و٢ فى نجع حمادى، إحداهما صيفية والأخرى شتوية، ثم جرى افتتاح دار ثالثة، وكانت هناك سينمات فى إدفو وكوم أمبو وإسنا وفرشوط وجرجا وسوهاج وأسيوط، وأسوان وحدها كانت تضم ٤ دور عرض.
حكاية أول إنتاج سينمائي في مصر
- أول إنتاج لفيلم سينمائى فى مصر كان عام ١٩٢٧، وحمل اسم «ليلى»، وكان من إخراج السيدة عزيزة أمير، وبعدها قدمت النجمة فاطمة رشدى فيلم «فاجعة فوق الهرم»، وفى عام ١٩٣٢ قدم يوسف وهبى فيلم «أولاد الذوات»، وجميع تلك الأفلام كانت صامتة، ثم جاءت تقنية الصوت فيما بعد.
أقدم مصور في مصر
كان الإيطالي الفيزى الفانيلى هو أقدم مصر في مصر، وكان مصورًا ومنتجًا، وله الفضل فى دخول توجو مزراحى السينما، و«الفانيلى» اشترى شركة كانت تصور الميادين والشوارع أثناء الحروب، واستخدم معداتها ليبدأ صناعة السينما فى مصر، ومات هذا الرجل فى سبعينيات القرن الماضى.
فيلم أولاد الذوات
يؤكد الكثيرون من رواد السينما أن فيلم أولاد الذوات هو أول فيلم عربي ناطق واختلف معه البعض الآخر الذي يقول إن أنشودة الفؤاد هو أول فيلم ناطق.
أُنتج عام 1932 من بطولة عميد المسرح العربي يوسف وهبي، والفنانة الكبيرة أمينة رزق، ودولت أبيض، وسراج منير وأنور وجدي، ومن إخراج محمد كريم.
وكانت قصة الفيلم تدور حول يوسف وهبي الذي تزوج من فرنسية خانته، فقال لها خلال أحداث الفيلم «يا امرأة الكل.. يا مزبلة التاريخ"، وصرح يوسف وهبي خلال لقاء نادر له بأنه أصر على أن يكون «أولاد الذوات» هو أول فيلم ناطق للعربية، دفاعًا عن الشرق الذي وصفه الغربيون بأنه همجي ومتوحش وتافه أثناء محاكمة المرأة التي قتلت الشاب المصري، وقد أثار الفيلم وقتها جدلا كبيرا لأنه تطرق للعلاقة بين المجتمع الشرقي والغربي والذي اعتبرته الجاليات الأجنبية إهانة لها، الفيلم من إخراج المخرج الكبير محمد كريم،وعرض لأول مرة في يوم 14 مارس عام 1932 ، أما فيلم أنشودة الفؤاد فقد عرض لأول مرة في إبريل من نفس العام.
أول فيلم غنائي
يعتبر فيلم (أنشودة الفؤاد) هو أول فيلم سينمائي غنائي في تاريخ السينما العربية، وهو أيضا ثاني فيلم ناطق في تاريخ هذه السينما، إضافة إلى أن هذا العمل يحتل الرقم 15 من سجلات هذه السينما. الفيلم عرض في العام 1932 ومنذ عرض شغل حيزا من اهتمامات الفن السابع والحياة الغنائية والموسيقية ولا أحد يعرف أين ذهبت نسخته الأصلية، إلى أن أعلنوا أخيرا في مهرجان الفيلم العربي بمعهد العالم العربي في باريس أنهم توصلوا إلى هذه النسخة وأنهم بصدد ترميمها، غير أن الأمر اقتصر بعدئذ على الاعتراف باكتشاف بضعة فصول من هذا العمل السينمائي الذي لم يكتمل جزء العثور عليه كاملا.