الكنيسة الكاثوليكية بمصر تختتم احتفالاتها بالشهر المريمى غدًا
تختتم الكنيسة الكاثوليكية في مصر، غدا الثلاثاء، احتفالاتها بالشهر المريمي، والذي بدأ أوائل مايو الجاري، واستمر طيلة الشهر.
وحسب الموقع الرسمي للكنيسة القبطية الكاثوليكية، فإن «شهر مايو هو الشهر الذي خصصته الكنيسة المقدسة لإكرام العذراء مريم، فشهر مايو هو شهر الورود والجمال والحياة والتجدد، فكما أن الورد في شهر مايو يملأ الدنيا عطرا وجمالا، كذلك أمنا العذراء يفوح منها عطر قداستها وشفاعتها سماء الكنيسة المقدسة والعالم أجمع».
وتابع: إن إكرام العذراء مريم في شهر مايو هو تقليد غربي، ومن ثم انتقل إلى الشرق، فبعض المؤرخين ينسبون نشأته إلى الطوباوي هنري (+1365)، غير أن ممارسة شهر مايو كما يعرفها العالم اليوم نشأت في إيطالية في عام 1784 علي يد الكاهن لويس ريشولي، ومن ثم انتشرت ممارسة الشهر المريمي في كل دول أوروبا وأمريكا والعالم أجمع.
مضيفًا: إن الكنائس الشرقية منذ القدم تكرم العذراء مريم في الطقوس الكنسية والصلوات الليتورجيا، والآباء الشرقيون يشيدون بقداسة العذراء مريم، حيث يقول القديس مار افرام السرياني (+373) إن العذراء مريم هي التابوت المقدّس، والمرأة التي سحقت رأس إبليس.
وتابع: «في هذا الشهر يُظهر المؤمنون عاطفتهم البنوية للبتول مريم، وهي بدورها تظهر عاطفة الأمومة لكل من اتخذها شفيعة واحتمى بكنفها فهي ملجأ الجميع في شهر مايو، وفي كل مساء تدعو الكنيسة المؤمنين للقاء العذراء، أم المؤمنين، لكي يرتلوا لها أناشيد الفرح وصلاة الوردية وطلبة العذراء والقراءات المخصصة لشهر العذراء مريم».
ثوب السيدة مريم العذراء
ويرتبط شهر مايو ارتباطاً مباشراً بثوب السيدة العذراء، والذى أصبح تقليداً ورمزاً للشهر المريمى، حيث ترتدى معظم البنات المسيحيات اللواتى قدمن نذوراً لهذا الشهر ثوب السيدة العذراء ذا اللون الأزرق، والذى تتم الصلاة عليه من قبل راعى الكنيسة مسبقاً، ويتزنّرنّ بزنار باللون الأبيض ويغطين رأسهن بوشاح أبيض اللون أيضاً.
من جهتها، تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يوم الأحد 7 أغسطس المقبل، لبدء صوم السيدة العذراء مريم، التي تحمل مكانة كبيرة لدى جميع المصريين على حد سواء.
ويستمر الصوم على مدار 15 يومًا متتاليًا، على أن يختتم الصوم بقداس العيد يوم 22 من نفس الشهر، بجميع الكنائس التي تحمل اسم العذراء بالمحافظات المصرية.
ويُعد صوم السيدة العذراء مريم من الأصوام التي يحرص الشعب القبطي على صومها؛ تقديرًا لمكانتها، حيث يمتنع الأقباط عن تناول اللحوم، مكتفين بتناول المأكولات بالزيت فقط، مع السماح بتناول الأسماك باعتباره من أصوام الدرجة الثانية، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هناك من يمتنع خلاله عن أكل الأسماك.
وهو الصوم الذي صامه الرسل أنفسهم، فعندما عاد توما الرسول من التبشير في الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، فقالوا له إنها قد رحلت، وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا جسدها، فابتدأ يروي لهم أنه رأى الجسد صاعدًا إلى السماء، فصاموا 15 يومًا من أول مسرى حتى 15 من الشهر نفسه، حتى يروا نفس الرؤية، وهو ما حدث فعليًا، فأصبح عيد العذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي.