«عشرينيات القرن الماضي».. «طه حسين» أبرز رموز حركة النهضة (بروفايل)
رغم وفاته منذ ما يقرب من 49 عاما، إلا أن أفكاره ومواقفه لا تزال تثير الجدل حتى اليوم، فهو أحد أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة، ويعد أحد رواد الفكر العربي خلال القرن العشرين إنه الأديب والناقد طه حسين (15 نوفمبر 1889 - 28 أكتوبر 1973)، وهو ما يتزامن مع مؤتمر وزارة الثقافة المصرية الذى تنطلق فعالياته اليوم الأحد ولمدة يومين فى هذا المحور الخاص بالثورة الثقافية والفكرية فى عشرينيات القرن الماضى.
وبحسب مقال للباحثة فيبكه فالتر بمجلة "فكر وفن" بعددها رقم 52 والصادر بتاريخ 1 يناير 1991 الذي جاء بعنوان "طه حسين - الرائد والعالم والكاتب"؛ فإن أعمال طه حسين الأدبية والفكرية تتميز بلغتها العالية الأسلوب، والرائعة الوضوح والبيان، والتي تمتع القارئ سواء عربيا كان أم مستشرقا، وقد اتخذت في أحيان كثيرة نصوصا للتعليم لدى طلاب الاستشراق والدراسات العربية، وقد تفرد في شخصيته وأعماله الأدبية والفكرية طوال نصف قرن من الزمان بحيث يمكن اعتياره شاهدا لعصره وعليه بمصر من حيث البيئة العلمية، والاتجاهات الاجتماعية والسياسية.
في كل أعماله العلمية والأدبية والتربوية دعا طه حسين إلى القيم الإنسانية العليا ذات الأصل الأوروبي، وتلك النابعة من المراحل المبكرة في التاريخ العربي الإسلامي، وفهم ذلك كله باعتباره دليلا مرشدا إلى التسامح، والانفتاح على التطورات الجديدة، والاستعداد الفكري والنفسي للدخول في حوار ونقاش مع الآخرين، والالتزام بمبادئ إنسانية سامية، والدعوة إلى عدالة اجتماعية وسياسية في وطنه والعالم، أما في أعماله الأدبية، فتبرز النزعة الإنسانسة المتحررة، ففي عمله الشاعري "دعاء الكروان" 1934، يحمل على الأعراف القديمة السائدة التي تقضي بقتل الفتاة غير المتزوجة التي فقدت عذريتها، ويصل إلى تجاوز مسألة الثأر والظلم والحقد بالتفاهم والحب، وفي "أحلام شهرزاد" 1943، يربط بطريقة جميلة بين المرأة الذكية والحكيمة التي تستوعب وتتجاوز، والحاكم المستبد الذي ينتصر في أعماقه الإحساس بالحق والعدالة، والشعب الذي يرغب في السلام والأمن.
النهضة الأدبية لـ طه حسين
اشتهر طه حسين (عميد الأدب العربي) بأنه أبرز رموز حركة النهضة والحداثة المصرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ دعا إلى نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، ورغم ما أثارته آراؤه من جدل ووجهت له اتهامات، إلا أنه لم يبالي بهذه الثورة ولا بهذه المعارضات القوية التي تعرض لها، واستمر في دعوته للتجديد والتحديث، فقام بتقديم العديد من الآراء التي تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة، فقد أخذ على المحيطين به ومن الأسلاف من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية في تدريس الأدب العربي، وضعف مستوى التدريس في المدارس الحكومية، ومدرسة القضاء وغيرها.
دعا طه حسين أيضا إلى أهمية توضيح النصوص العربية الأدبية للطلاب، بالإضافة لأهمية إعداد المعلمين الذين يقومون بتدريس اللغة العربية، والأدب ليكونوا على قدر كبير من التمكن والثقافة بجانب اتباع المنهج التجديدي، وعدم التمسك بالشكل التقليدي في التدريس.