المطران عطا الله: مسئولية الحفاظ على الحضور المسيحى تقع على كاهلنا جميعًا
قال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم، إن الحضور المسيحي في هذا المشرق، والذي تراجع خلال السنوات الأخيرة، يحتاج إلى مبادرات خلاقة من أجل الحفاظ على ما تبقى من مسيحيين ينتمون إلى هذا المشرق بكل جوارحهم.
وواصل: «نسمع عن مؤتمرات تعقد هنا وهناك حول الحضور المسيحي في هذا المشرق، وهذا أمر حسن، ولكننا نعتقد أن هنالك أهمية كبرى بأن تخرج عن هذه المؤتمرات مبادرات عملية وليس فقط خطابات إنشائية تتغنى بعراقة الحضور المسيحي في هذا المشرق».
وأوضح أن السياسات الغربية، خاصة الأمريكية، هي التي تتحمل قسطا وفيرا من المسئولية حول مسألة تهجير المسيحيين من أوطانهم، فمَن الذي دمر العراق ومَن الذي دمر في سوريا ومَن الذي تآمر على فلسطين وما زال يتآمر عليها وعلى شعبها وقضيتها العادلة.
وتابع أن هذا الغرب الذي يتشدق بحقوق الإنسان والحريات هو الذي يتحمل مسئولية ما تعرض له المسيحيون في هذا المشرق، ولا أذيع سرا إذا ما قلت إن "الداعشية الفاشية الدموية" هنالك جهات في الغرب كانت داعمة لها ومستفيدة من أعمالها الإجرامية المروعة بحق كافة المواطنين.
واستكمل: «أقول إن مسألة الحفاظ على الحضور المسيحي في هذا المشرق هي ليست مسئولية الكنائس والمسيحيين لوحدهم، بل هي مسئولية الدول أيضا، كما أنها مسئولية إخوتنا المسلمين الذين نتشارك وإياهم الانتماء الإنساني والوطني».
وأضاف: «يجب أن نشدد دوما على الدولة المدنية التي لا يتحدثون فيها عن أكثرية أو أقلية بل يتحدثون عن المواطن بغض النظر عن انتمائه الديني أو الطائفي، وفي فلسطين تراجعت أعداد المسيحيين بشكل دراماتيكي بسبب سياسات الاحتلال وبسبب عوامل أخرى هامشية، ويبقى العامل الأساسي هو الاحتلال الذي يسعى لتقسيمنا وشرذمتنا وإثارة ثقافة الكراهية والتطرف في صفوفنا وبين ظهرانينا».
وواصل: إن فلسطين ليست لونا واحدا كما هو حال هذا المشرق، والتعددية القائمة عندنا هي إثراء لمجتمعنا، ونحن نرفض أن تتحول التعددية الدينية إلى جدار يفصل الإنسان عن أخيه الإنسان، فكلنا أخوة في الانتماء الإنساني أولا، وكلنا أخوة في الانتماء العربي والمشرقي وفي فلسطين كلنا ننتمي إلى شعب واحد وندافع عن قضية واحدة وهي قضية الفلسطيني المظلوم في وطنه والذي يجب أن تعود إليه حقوقه السليبة.
واستطرد: «نرفض خطاب التطرف والعنصرية والكراهية أيا كان شكله وأيا كان لونه وأيا كانت الجهة التي تنشره، فخطابنا يجب أن يكون دائما خطاب المحبة والأخوة الإنسانية بعيدا عن الكراهية والعنصرية».
واختتم: «فلسطين هي وطن لكل الفلسطينيين، وهي أرض السلام والمحبة والأخوة، فلا مكان عندنا لخطاب الكراهية والعنصرية، والمسيحيون الفلسطينيون الذين أصبحوا قلة في عددهم بسبب ما ألم بهم وبشعبهم إنما يفتخرون بانتمائهم المسيحي ويفتخرون بانتمائهم العربي الفلسطيني».