الكنيسة الكاثوليكية تحي ذكرى القديس كارلو إيوجينيو من مازنود الأسقف
تحيي الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم ذكرى القديس كارلو إيوجينيو من مازنود الأسقف، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: “ولد القديس كارلو في أول أغسطس عام 1782م بمدينة إيكس أون بروفانس بفرنسا من عائلة نبيلة، وبسبب الثورة الفرنسية اضطر والديه للسفر الى إيطاليا وهو مازال طفلاً صغير. وبسبب الفقر الذي أصاب عائلته لم يستطيع أن يكمل تعليمه ومنذ الصغر تعلم من والديه حب المسيح والكنيسة، فكان يحضر بعض الدروس التي كان يعقدها كاهن الرعية في المدرسة التي أنشأها للتكوين الروحي”.
وأضاف: “وفى سن العشرين تمكن من العودة إلى فرنسا بالرغم من عدم موافقة والديه للعودة فالتحق بمدرسة سان سولبيزيو، حيث أتم الدراسات العلمية واللاهوتية وسيم كاهناً عام 1812م في أميان. ثم عين في رعية مسقط راسه وبدأ خدمته بالوعظ وسماع الاعترافات وأثمرت رسالته ثماراً كثيرة من النفوس، ونظم مجموعة من الكهنة للبعثات التبشيرية في الرعايا الريفية الفقيرة والتي تركت بعد الثورة. وكانت البدايات صعبة بسبب عدم وجود دعم من المطران بيير فردناند دي باوسيه روكفور رئيس أساقفة إيكس. لكن في عام 1826م حصل على الموافقة الباباوية باعتبارها جماعة معترف بها من الكنيسة. وأسس جماعة للتنشئة المسيحية للشباب، وكرس نفسه أيضا للرسالة المسيحية في زيارة المساجين وتقديم المشورات المسيحية والإنسانية لهم، وأسس أيضا جماعة أخرى في كرمل إيكس القديمة من أجل سكان الريف الفقراء”.
وتابع: “وفى عام 1832م عينه عمه أسقف مارسيليا فورتونيه شارل دي مازنود أسقفاً مساعداً لأبرشيته. وفى الأول من إبريل عام 1837م وبعد استقالة عمه الأسقف بعد بلوغه السن القانوني، تم اختياره خلفاً له فقام ببناء كاتدرائية جديدة. وبترميم العديد من الكنائس الأخرى المهدمة بسبب الثورة، وأصبح رئيس أساقفة لأنه كان موضع احترام وتقدير من الجميع، وفى ظل اسقفيته زاد عدد الكهنة من 171 الى 378 كاهن. وزاد أيضا عدد سكان مرسيليا من خمسة عشرة ألف إلى ثلاثون ألفاً وانتشرت جماعاته التي تهتم بالوعظ والتعليم المسيحي للشباب والكبار في كل مكان. وكان يركز على أهمية سر الإفخارستيا وأن يسوع المسيح ضحى بنفسه من أجلنا”.
واستكمل: “وكانت مرسيليا كلها تبجله وسرعان أن انتشرت هذه الجماعات في عدة دول مثل كندا والمملكة المتحدة وسيلان وجنوب أفريقيا”.
واختتم: “وبعد حياة مملؤة بالقداسة والعمل الرسولي رقد بالرب يوم 21 مايو عام 1861م. ثم طوبه البابا بولس السادس في 19 أكتوبر 1975م. وفى 3 ديسمبر 1995م أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني قديسا”.