«أقول عليك إسكندراني».. سمير صبري يروي ذكرياته مع أسامة أنور عكاشة
ارتبط الفنان سمير صبري الذي توفي قبل قليل بعلاقة صداقة مع عدد من مشاهير السياسة والفن والثقافة في مصر والعالم العربي، وكانوا ضيوفا على برنامجه الأشهر «النادي الدولي»، ومن بينهم: (السلطان قابوس، الملكة فريدة، الشيخ زايد آل نهيان، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، محمد علي كلاي، محمد عبد الوهاب، داليدا، فكري أباظة، وأحمد رامي، وفاتن حمامة، سعاد حسني، محمد الموجي، فريد الأطرش، البابا شنودة) وغيرهم كثيرين.
ويروي الفنان سمير صبري في كتابه الأخير «حكايات العمر كله» والصادر عم الدار المصرية اللبنانية للنشر، بعض من أسرار وحكايات علاقته بالمثقفين والسياسيين والفنانين، ومن بينهم السيناريست الكاتب أسامة أنور عكاشة.
يصف الفنان سمير صبري السيناريست أسامة أنور عكاشة بأنه كان يعشق الإسكندرية، حتى أنه كان يعشق الجلوس في شرفة شقته الكائنة في 479 قصر الشاطئ بسيدي بشر، وينظر إلى البحر قبل أن ينزل عليه الوحي، ونهر الإبداع، وبحر النغم الدرامي الفريد، في بساطته ونعومته، ويدخل القلب، دون استئذان، مثله هو تماما، لا نستطيع أن ننساه أو ننسي ابتسامته، دعاباته، ورقة مشاعره، وحبه للإسكندرية.
ويضيف الفنان سمير صبري عن ذكرياته مع الكاتب أسامة أنور عكاشة: «قلت لصديقي الأديب والروائي الكبير يعني أقدر أقول عليك إسكندراني؟، فقال أسامة أنور عكاشة أكثر منك ومن كثيرين من مواليد الإسكندرية، ومحبيها زيي أنا».
وتابع: «يعني بكرة يوم تكريمك في مهرجان الإسكندرية، وأنا أقدمك على المسرح، ممكن أقول الأديب السكندري الكبير، أسامة أنور عكاشة؟ فأجابه “عكاشة”: “يا أبو سمرة أنا خلاص أخدت الجنسية هنا، وما أعرفش أكتب حرف ولا كلمة، إلا وأنا في شقتي والبحر قدام عينيا، البحر هو الحياة كلها، هواء إسكندرية هو حياتي.. المياه والهواء هنا هما أصحاب الفكر في” الراية البيضا"، “السيالة”، “الحلمية”، “المصراوية”، و"الشهد والدموع" كمان، شوف أن إسكندراني من إمتي؟».
ــ موقف طريف ودعابة المخرج إسماعيل عبد الحافظ لــ«عكاشة»
ويتابع سمير صبري حكاياته وذكرياته عن الكاتب أسامة أنور أنور عكاشة: «وفي المساء وفي حديقة السلاملك بقصر المنتزه، جلس أسامة أنور أنور عكاشة، بجوار رفيق عمره إسماعيل عبد الحافظ، والقديرة سميحة أيوب، وهما أيضا من المكرمين في تلك الليلة، وعلي المائدة نفسها التي تضم اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت، وفضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية آنذاك، وعندما جاء دور تكريم أسامة أنور أنور عكاشة، قلت في الميكرفون: ”الكاتب السكندري الكبير وعاشق الإسكندرية الأول أسامة أنور أنور عكاشة، وهنا ضج الحضور بالتصفيق والضحك، وتسلم أسامة درع التكريم من المحافظ، وأمسك الميكرفون ليقول بلدغته الجميلة: “أشكغ الحضوغ…. أشكغ السيد المحافظ.. أشكغ الإسكندغية، أشكغك سا سميغ”، وهنا قال المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ: “يعني لازم تقول كلام فيه حرف الراء كتير كده”، مقلدا أسامة في نطقه لحرف الراء».
وضحك الحضور، وأكمل أسامة كلامه مستعينا بعدة كلمات فيها حرف الراء أيضا، وقال: “زنا من مواليد كفر الشيخ، متخرج من كلية الآداب بجامعة عين شمس، وهنا تدخلت سميحة أيوب مقلدة طريقة نطق أسامة أنور عكاشة لحرف الراء، قائلة: ”وقدمت أروع الأعمال مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ، بنجاح كبير، صنع تاريخ الدراما التليفزيونية المصرية.
ويؤكد سمير صبري علي أنه: “فعلا كان أسامة أنور عكاشة في كل أعماله، الإنسان المصري المعاصر لتاريخه الحديث، والذي استطاع أن يعبر عنه ببراعة، حتي أن كثيرين يقارنون خماسية ”ليالي الحلمية" بثلاثية نجيب محفوظ. حيث أن العملين ينتميان إلي أدب الأجيال، واستطاع أسامة أنور عكاشة أن يرسم بقلمه حياة الشارع المصري بحرفية وإتقان شديدين، وملأ التليفزيون بأعماله الفنية وشخصياته الرائعة التي خلدت كثيرا من النجوم الذين قاموا بتجسيدها، ومعظمها طبعا في شهر رمضان ( الشهد والدموع ــ زيزينيا ــ ليالي الحلمية ــ أرابيسك ــ المصراوية ــ امرأة من زمن الحب ) والفنانين: ( صلاح السعدني ــ يحيي الفخراني ــ صفية العمري ــ هدي سلطان .. ألخ )، حتي أصبحت أعماله جزءا لا يتجزأ من طقوس الأسرة المصرية، التي تتجمع حول اسم مؤلف المسلسل، مثلما تتجمع حول مائدة الإفطار.
ويشدد سمير صبري على أنه: “حرص أسامة أنور عكاشة دائما على سرد هموم وأحوال الوطن بدقة شديدة، مثلما ظهر في آخر أعماله ”المصراوية" الذي عرض في رمضان 2011 واختتم به نجم شباك الدراما التليفزيونية مشواره الفني الكبير، ولكن سيذكر التاريخ دائما أن أسامة أنور عكاشة هو نجم الشباك، الملك الذي توجته الجماهير على عرش مسلسلات رمضان".