هويتنا البصرية للفنان سيد هويدى على طاولة المركز الدولى للكتاب.. الأحد
يحتضن المركز الدولي للكتاب، بمقره الكائن خلف القضاء العالي بوسط البلد، في السابعة من مساء الأحد المقبل، حفل توقيع ومناقشة كتاب “هويتنا البصرية”، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، من تأليف الناقد الفنان التشكيلي سيد هويدي.
ويتناول الكتاب بالنقد والعرض والتحليل كلا من: الدكتورة نرمين يوسف، الوزير المفوض بوزارة الخارجية المصرية السابق ــ الكاتب الصحفي طلعت إسماعيل ــ والناقد الدكتور رضا عطية.
ويشير الفنان سيد هويدي في مقدمته لكتابه “هويتنا البصرية”، إلي أنه: تجسدت أسئلة الهوية عبر التاريخ وكأنها صخرة سيزيف يستجمع الإنسان المصري كل طاقته لحمل الصخرة كل مرة صعودا إلى قمة الجبل وعندما يصل تهوي إلى السفح مرة أخرى في معاناة وتحد عصي علي التصنيف بين قبطي، وعربي، وإسلامي، مجتمع زراعي، صناعي، حداثي، تقليدي. فهل "الهوية" المختلف عليها متغيرة أم ثابتة في وجود تحد سلفي أصولي والعلاقة الملتبسة المعقدة مع الغرب. وتأثير ذلك على الفن، أو أن تضخم سؤال الهوية المراوغ المحير أحد أسباب عرقلة التقدم، والوقوع في فخ الاستغراق في الذات على نحو صرفنا عن أسئلة أهم وهي : كيف نتقدم ..؟
هل سؤال الهوية كان سببا من أسباب العزلة ..؟ أم أن سؤال الهوية تجاوزه الوقت إلي أفاق وفضاءات جديدة .. في ظل عالم متغير وسماوات مفتوحة وإعادة صياغة الخريطة العالمية، والسعي الحثيث للعولمة والنشاط الكوكبي.
ويلفت “هويدي” إلى أن: تخضع الهويات لمحددات الثوابت المميزة للهوية والعناصر القابلة للتحول، وإلا كانت الهوية عرضة للخطر والتدمير، فالهوية تتضمن مكونات ثابتة وأخري قابلة للتغيير. وتعد العقائد واللغة من الثواب الراسخة، بينما تكون المكونات الأخرى من عادات وقيم وطرق تفكير قابلة للتغيير في الشكل الإيجابي الذي تحدده حركية المجتمع وتفاعله بمحيطه الخارجي. وإذا القول بثبات اللغة كمعطي أساس يحيل إلي الهوية، فإن ذلك لا يعني تخشيبها وتقديسها، والحيلولة دون تطوير بينهما لإنتاج أفكار جديدة وتوليد مصطلحات لغوية ذات قيمة.
ــ سؤال الهوية
ويوضح الفنان سيد هويدي في كتابه “هويتنا البصرية”: أن الشخصية المصرية واجهت، تحديات أساسية في صراعها على هوية، مختلف عليها، في ظل مجتمع تقليدي إقطاعي، وقبضة استعمار إنجليزي، فقد نازعت الهوية عناصر ومكونات عديدة، أبرزها: تحد ديني سلفي، تراوح بين سلطة الأزهر والأكاديمية الروحية، والبروز الديني لجماعة الإخوان المسلمين، وظهور الدولة القومية الوطنية بعد مطالب ليبرالية في الأربعينيات وتأثيرها على الثقافة والفن، لكن الدولة القومية اختارت الاشتراكية طريقا لبناء مجتمع جديد، لتواجه وجها لوجه المشروع الغربي للهيمنة، وهو الأمر الذي وضع المجتمع المصري مع الثورة الناصرية، وسعيها لمشروع قومي، في مأزق تاريخي، فالتبست العلاقة مع الغرب، سواء الأوروبي أم الغرب الأمريكي بعد الخروج من إطار الهوية العثمانية الإسلامية.