جمعته صداقة قوية بحسن البنا.. حكاية أشهر فتوة في القرن العشرين
كان لكل حي في القاهرة فتوة، فكان هناك فتوة الجمالية وفتوة الناصرية وبولاق، وكان إبراهيم كروم فتوة بولاق والسبتية ويعد من أشهر فتوات القرن العشرين، وكان يقول دائمًا آنذاك الفتوات القدماء ظهروا في عصر العصا والكرسي، وأقصى عقوبة كان يفرضها القانون هى الحبس 7 أيام، وأما أنا وحميدو وحسن لمبي فقد ظهرنا في عصر المسدسات والبنادق والمدافع الرشاشة. بحسب ما جاء في كتاب "تاريخ الفتوات في مصر ومعاركهم الدامية" للكاتب سيد صادق عبدالفتاح.
وتعد أول معركة للحاج كروم حدثت في 1926، حينما كان قادمًا من زفة من روض الفرج إلى درب نصير ببولاق، وعند كوبري أبي العلاء تقدم فتوة اسمه رمضان طرطور، وطلب من الزفة البلدي أن تقف ثم أسر في أذن إبراهيم كروم ببضع كلمات، فلم يعبأ به كروم ونحّاه جانبًا ثم أمر الزفة بالمسير، وقبل أن يدخل الموكب شارع بولاق الجديد هاجمهم 20 فتوة بالعصى، فقابلهم كروم وانتصر عليهم.
وبعد انتهاء المعركة، استأنف الموكب سيره إلى بيت العريس، بعد أن ضمد رجال الإسعاف الجروح والكدمات والرضوض التي أصابت رجال الموسيقى والطبل البلدي.
وفى 1942، أعلن توبته من عالم الفتوة، وقام بأداء فريضة الحج مرتين، وانضم إلى جماعة الإخوان ونشأ بينه وبين حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان في هذا التوقيت صداقة قوية، وقال البنا عن فتوة بولاق: "لقد كان إبراهيم كروم فتوة الأشقياء فأصبح الآن فتوة الأتقياء".
وكان الحاج إبراهيم كروم كما أطلق عليه الناس آنذاك، تبنى دعوة البنا، واستخدمه الأخير من أجل استقطاب الشباب للانضمام في الجماعة، وقام أيضًا من خلال الفتوات الذين كان يعرفهم بنشر أفكار البنا وجماعته في القرى والحواري والأماكن التي كان يسيطر عليها الفتوات آنذاك.