شارع فؤاد يتجدد بالتطوير ويحتفظ برونق تاريخه العريق
مزج حضاري حفرت على طراز منازله التي بنيت على جانبي الطريق، فإن كنت تريد التعرف على عروس البحر المتوسط ما عليك سوى أن تسير في شارع فؤاد، وأن تتأمل مبانيه التراثية بتفاصيلها التي بقيت مع مرور الزمن.
- نائب المحافظ: بدء تطوير شارع فؤاد وفق الهوية البصرية
ولقيمة الشارع التاريخية وأهميته ومكانته لدى أهالي الإسكندرية وزوار المدينة الساحلية، كلف اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، الدكتورة جاكلين عازر نائب المحافظ، بعقد اجتماع للتنسيق لبدء مشروع تطوير ورفع شارع فؤاد، وتوحيد أشكال وألوان واجهات العقارات واللافتات الإعلانية وأشكال الإضاءة وكافة النواحي الجمالية بالشارع، بما يتسق مع النسق الحضاري والمعماري لشارع فؤاد ولما يمثله من مكانة حضارة عريقة.
فشارع فؤاد يعود إنشاؤه إلى عام 331 قبل الميلاد فى عهد البطالمة، وكان يسمى "الطريق الكانوبى" لذلك فهو أقدم الطرق التي يتم استخدامها في العالم حتى الآن.
أطلق على شارع فؤاد عديد من الأسماء، فأطلق عليه طريق رشيد بعد الفتح الإسلامي لمصر، ثم تغير اسمه إلى شارع فؤاد- نسبة إلى الملك فؤاد- ثم تغير الاسم إلى طريق الحرية وجمال عبدالناصر وذلك بعد ثورة يوليو، ليستقر على شارع فؤاد.
فيمتد الشارع من منطقة محطة الرمل إلى منطقة المنشية، وتتفرع منه عدة شوارع ومناطق مهمة، مثل شارع النبي دانيال، ومنطقة كوم الدكة القديمة، ويضم عدداً من دور السينما، المباني الحيوية وأيضا مبنى دار أوبرا الإسكندرية.
قدم الشارع بمبانيه العريقة هو محل جذب لعديد من الأشخاص، سواء للتجول بشوارعه وحواريه أو التقاط عدد من الصور التذكارية ذات المشهد العريق للاحتفاظ بها، لاستحداث مساحة تصويرية أخرى غير مشهد كورنيش الإسكندرية المعتاد.
وخلال الاجتماع التطويري، استمعت “عازر” إلى مطالب أصحاب المحال بشارع فؤاد ليتم البدء في أسرع وقت ممكن في توحيد أشكال الإعلانات التجارية وواجهات المحلات والعقارات، للحفاظ على مظهره الحضاري كواحد من أعرق وأقدم الشوارع بالمدينة، مؤكدة التزام المؤسسات الحكومية والبنوك بالشارع بتطبيق التصميمات الخاصة بعملية التطوير.
أصحاب المحال: نرحب بالتطوير مع الحفاظ على رونق الشارع التاريخي
قال سيد عبدالرحيم، أحد أصحاب المحال، إن شارع فؤاد قيمة تراثية وسياحية كبيرة، فلا بد للتطوير محل التنفيذ أن يخدم تلك القيمة ولا يهدم منها، لأن المساس بقيمة أقدم شوارع العالم والمدينة الساحلية لن يلقى قبولا من أهل المدينة ولا زوارها.
وتابع محمود رمضان، أحد أصحاب المحال، أن ما طالبناه في خطة التطوير أن يحتفظ الشارع برونقه ذاته، فجمال مبانيه في قدمها، ولا نطالب بتوحيد ألوان واجهته لأن كل مبنى له شخصيته الخاصة التي تمحوها ألوان الطلاء الجديدة.
وأكمل محمد سعد، أحد أصحاب المحال، “أن حرصنا على احتفاظ الشارع برونقه لا يعيق أن بعض المباني المتهالكة تحتاج لأعمال تطوير، والشارع يحتاج إلى استمرار لأعمال النظافة وإزالة الإشغالات، ليكون ساحة سياحية، كما يليق بتاريخه”.