القيصر الجديد.. ماذا فعل بوتين آخر 10 سنوات من حكم روسيا؟

خلال العام الجاري، أصاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المجتمع الدولي والمراقبين بصدمة بعد قراره بغزو أوكرانيا، وهو الأمر الذي يعد أكبر خطوة يُقدم عليها منذ ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، إلا أنه لم يخف مطلقا إصراره على إعادة فرض النفوذ الروسي في جارته الأوكرانية.

“الدستور” يرصد في السطور التالية أبرز تداعيات القيصر الجديد خلال سنوات حكمه:

◘ 4 فترات من الحكم 

- شغل فلاديمير بوتين منصب رئيس روسيا في 4 فترات بداية من 2000 - 2004 ثم من 2004 - 2008 فـ 2012 إلى 2018 ومن 2018 إلى الوقت الحالي. 

كما شغل بوتين، أيضًا، منصب الرئيس بالنيابة من 1999 إلى عام 2000 خلفا لبوريس يلتسن الذي قدم استقالته، إضافة إلى منصب رئيس الوزراء لمدة 3 أشهر في 1999، وخلال فترته الرئاسية كان بوتين عضوا في وحدة حزب روسيا الموحدة، وهو محسوب، أيضًا، على الجبهة الشعبية.

- البوتينية

في 2011 نظم مجموعة من أنصار بوتين تظاهرة للمساعدة في تحسين نظرة وصورة روسيا الموحدة، ويشار إلى الأيديولوجية والأولويات السياسية للرئيس الروسي أحيانًا بـ"البُوتينية"‏.

- يحظى بوتين بدعم كبير داخل الأوساط الروسية، وبمعارضة يمكن وصفها بالشّرسة، حيث حصل عام 2007 على شخصية العام من مجلة التايم.

- حصل بوتين في 2015 على الرقم واحد ضمن قائمة أفضل 100 شخص أكثر تأثيرًا في العالم. 

- في أعوام 2013 و2014 و2015 و2016 فاز بوتين بالمركز الأول في قائمة فوربس للأكثر نفوذًا حول  العالم.

وعلى الرغم من كل هذا، فقد عانى الاقتصاد الروسي من أزمات متتالية خلال عهد بوتين كما تدهورت الحريات السياسية وتم تضييق الخناق عليها بشكل وُصف «بالرهيب».

وتعتبر البوتينية بأنها «القومية الروسية الاستبدادية التي تُشكل الحكومة والتي تهيمن على السوق الحرة الديمقراطية، وتُشير البوتينية عادة إلى الحكومة الروسية في عهد بوتين والتي شهدت صرامة عسكرية وأمنية بالإضافة إلى احتكار السلطتين السياسية والمالية.

◘ الليبرالية الاقتصادية وانعدام الشفافية في الحكم 

دائما ما يؤخذ في الاعتبار عن النظام السياسي في عهد بوتين بالليبرالية الاقتصادية وانعدام الشفافية في الحكم، والمحسوبية وتفشي الفساد السياسي. 

وأيّد هذا الرأي العديد من المحللين والجمعيات الحقوقية التي وصفت عهد بوتين «بالنظام المؤسسي»، خاصة القيادي في المعارضة الروسية بوريس نيمتسوف الذي اغتيل ليلاً في فبراير من العام 2015 رميًا بالرصاص وسط العاصمة موسكو.. 

وما بين 1999 و2008 نمى الاقتصاد الروسي بوتيرة ثابتة، ويعزو بعض الخبراء ذلك إلى الانهيار الحاد في قيمة الروبل منذ عام 1998؛ أي في عهد الإصلاحات الهيكلية للرئيس بوريس يلتسن وفي ظل ارتفاع أسعار النفط وائتمان البنوك الغربية.

ووصف السفير السابق مايكل ماكفول في يونيو 2004 دولة روسيا «بالدولة المثيرة للإعجاب» وذلك بفضل النمو الاقتصادي الذي حققته على المدى القصير لكنه أكد في الوقت ذاته على أن هذا النمو تزامن مع تدمير وسائل الإعلام الحرة وتهديدات المجتمع المدني، إضافة إلى تفشّي الفساد داخل صفوف العدالة.

◘ إصلاحات اقتصادية ليبرالية

خلال الفترتين الرئاسيتين الأولى والثانية للرئيس الروسي بوتين؛ قام هذا الأخير بعدة إصلاحات اقتصادية ليبرالية مثل شن ضريبة الدخل في حدود 13%، إضافة إلى انخفاض الأرباح على ضريبة الأراضي الجديدة والتضييق على الحريات المدنية من خلال سن عشرات القوانين المثيرة للجدل. خلال هذه الفترة انخفض الفقر في روسيا بنسبة مهمة، كما نما الناتج المحلي الإجمالي.

ومكث بوتين في السلطة منذ ذلك الحين، وإن كان قد اضطر إلى شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2008 و2012 حيث كان ممنوعا بموجب الدستور الروسي من تولّي فترة رئاسية ثالثة.

وعاد بوتين إلى سدة الحكم من خلال الفوز في انتخابات 2012 بأكثر من 66% من الأصوات، وسط اتهامات بحدوث عمليات تزوير شابت الاقتراع.

أعاد بوتين العروض العسكرية التي تتسم بالأبّهة والعظمة كتلك التي كانت تتم خلال الحقبة السوفيتية، كما بدأت صور ستالين في الظهور مرة أخرى بعد أن كانت محظورة.

◘ استفتاء مثير للجدل

في 2020، أجُرى استفتاء مثير للجدل على إصلاحات دستورية منحت الرئيس بوتين فرصة البقاء في منصبه بعد انتهاء فترة رئاسته الرابعة في 2024، ما يعني أنه قد يمكث في الكرملين حتى 2036.

◘ لقاح سبوتنيك في

حتى اللقاح المضاد لكوفيد-19 الذي أنتجته روسيا أطلق عليه اسم "سبوتنيك في" تيمنا بالقمر الصناعي السوفيتي سبوتنيك الذي أصبح أول قمر صناعي في العالم عام 1957.

◘ علاقات باردة مع الغرب

التوترات السابقة بين روسيا وأوكرانيا وتدخل موسكو في الحرب الأهلية السورية لدعم الرئيس بشار الأسد أثارت من جديد شكوك الغرب تجاه بوتين.

وكانت برودة العلاقات بين الطرفين تحاكي تلك التي اتسمت بها خلال الحرب الباردة في القرن العشرين، باستثناء العلاقات بين واشنطن وموسكو خلال فترة رئاسة دونالد الذي أعرب علنا عن إعجابه بنظيره الروسي.

◘ اضطرابات في الداخل

شعبية بوتين بين المواطنين الروس الأكبر سنا أقوى بكثير مقارنة بشعبيته بين الشباب، فالأجيال الشابة نشأت في عهده، ويبدو أن الكثير منهم متعطشون للتغيير.

الآلاف من الشباب الروسي تظاهروا في يناير 2021 في مختلف أنحاء البلاد تأييدا لأليكساي نافالني، المعارض اللدود لبوتين الذي اعتقل فور عودته من برلين.

اشتهر نافالني بفضحه للفساد المستشري في البلاد، ووصف حزب روسيا الموحدة الذي ينتمي إليه بوتين بأنه "حزب المحتالين واللصوص".

المظاهرات التي خرجت وقتذاك كانت من بين أضخم مظاهرات تشهدها روسيا في الأعوام السابقة قامت الشرطة بقمعها، واحتجزت آلاف الأشخاص.