«قارئ القرآن لا يُهان».. كيف فارق «قيثارة السماء» الشيخ محمد رفعت الحياة بطريقة درامية؟
في التاسع من مايو من كل عام يتجدد للمصرين وكل المسلمين تحديدا الشوق والحنين إلى عميد دولة التلاوة الشيخ "محمد رفعت"، ففي هذا التاريخ تختلط مشاعر الفرح والحزن فيما يخص "قيثارة السماء"، فهو يوم ميلاده في عام 1881، ويوم رحيله عنا في 1950. وفي هذا اليوم نسرد لكلم تفاصيل وفاته التي لا تخلو من الدراما كحياته.
"قارئ القرآن لا يهان".. الزغطة أودت بحياته واحتفظ بعزة نفسه حتى النهاية
أصيبت حنجرة الشيخ محمد رفعت في عام 1943م بزغطة أو “فواق” تقطع عليه تلاوته، وكان رهينًا لها، وتستمر قرابة الثلاث ساعات يوميًا، فتوقف عن القراءة، وقد سببت الزغطة ورمٌ في حنجرته يُعتقد أنه سرطان الحنجرة، ذهب الشيخ محمد رفعت إلى العديد من الأطباء دون أن يجد علاجًا ناجحًا، ليقطع سبع سنوات من عمره كان حينها نجمًا متوهجًا في سماء التلاوة المصرية، وصل به الحال إلى أنه في إحدى المرات داهمه المرض خلال التسجيل الإذاعي، فامتنع عن الذهاب إلى الإذاعة، وكان يرغب من وراء هذا القرار أن تحتفظ آذان الناس الذي عشقته بصوته المعهود، فقرر العودة من حيث بدأ من مسجد فاضل باشا ليقرأ القرآن به.
صرف عليه ما يملك حتى افتقر لكنه لم يمد يده إلى أحد، وعندما توقف عن التلاوة حزُن محبيه، الأمر الذي جعلهم يجمعوا التبرعات له من أجل الإنفاق على مرضه، حتى وصلت التبرعات إلى عشرات الآلاف من المقربين والمحبين والمعجبين بصوته، ولكنه رفض كل ذلك حتى عروض ملوك وحكام العالمين العربى والإسلامى بالعلاج، وعلى رأسهم الملك فاروق، واعتذر عن قبول المبلغ الذي جمع في اكتتاب (بحدود خمسين ألف جنيه) لعلاجه على رغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج.
واستمات محبي “ قيثارة السماء” في إقناعه وعلاجه لكان محاولاتهم بائت بالفشل، وقابل ذلك بجملته الشهيرة «أنا مستور الحال والحمد لله.. ولست في الحالة التي تستوجب جمع كل تلك الأموال، والأطباء لن يستطيعوا وقف المرض دون إرادة الله، فالله وحده القادر على شفائي، واشكر كل الذين جمعوا لي هذه التبرعات، و قارئ القرآن لا يهان».
فارق الشيخ الحياة في 9 مايو عام 1950م وكان حلمه أن يُدفن بجوار مسجد السيدة نفيسة حتى تقرر منحه قطعة أرض بجوار المسجد فقام ببناء مدفنه عليه، وقد كان من عادته أن يذهب كل يوم اثنين أمام المدفن ليقرأ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم.