الكنيسة المارونية تحتفل بعيد مار يوحنّا الإنجيليّ
تحتفل الكنيسة المارونية اليوم الأحد، بحلول عيد مار يوحنّا الإنجيليّ والرسول.
وولد يوحنّا في بيت صيدا عند بحيرة طبريّة. كان صيّاد سمك ودعاه يسوع مع أخيه يعقوب فتركا شباكهما وأباهما وتبعا يسوع، هو من الرسل الاثني عشر ومن المقرّبين من يسوع، هو التلميذ الحبيب الذي اتّكأ على صدر يسوع في العشاء الأخير.
هو وأَخوه طلبا أن يجلسا عن يمين يسوع وعن شماله في مُلكه. كان سريع الغضب فزجر الأولاد الآتين إلى يسوع وأراد أن ينزل نارًا وكبريتًا على مدينة سامريّة رفضت استقبال يسوع. رافق معلّمه حتّى الجلجلة وشهد قيامته الباهرة. بشّر في أورشليم وتركيا واليونان. أقامت مريم العذراء معه بعد صعود ابنها إلى السماء.
وأُلقي في خلقين من الزيت المغليّ لكنّ الله حفظه من كلّ ضرر فخرج سالمًا، نُفي إلى جزيرة بطمس حيث دوّن رؤياه، ثمّ عاد إلى أفسس ودوّن الإنجيل المقدّس مات سنة 105م.
بينما تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الأحد الرابع للفصح، كما تحتفل كنيسة الروم الملكيين الأحد الرابع بعد الفصح وهو أحد المخلّع وتُقرأ فِيهِ رسالة تذكار القدّيس الرسول المجيد والبتول الحبيب المتَّكئ على الصدر يوحنّا الإنجيليّ اللاهوتيّ، هذا بالاضافة الى تذكار القديس البار أرسانيوس الكبير وقالت الكنيسة إنَّ القدّيس أرسانيوس، سليل إشراف روما، ومن كبار موظفي البلاط الإمبراطوري، جاء مصر وانقطع إلى الله بالصلاة والزهد، وانتقل إلى الحياة الأبدية حول سنة 445.
وتلقي الكنيسة عظة بهذه المناسبة تقول فيها: " أيّ شخص يسمع قصة عبور البحر الأحمر يدرك ما هو لغز المياه التي ننزل فيها مع جيش العدو كلّه، والتي نخرج منها بمفردنا، تاركين جيش العدو غارقًا في الهوّة. ما الذي نرى في جيش مصر؟ هو يرمز إلى عذابات النفس التي يخضع لها الإنسان: مشاعر الغضب، أو الرغبة، أو الحزن أو الجشع... هذه الأمور كلّها تسقط في الماء وراء الإسرائيليّ الذي هو هدف هذه الملاحقة الحاقدة.
لكنّ المياه، وبفضل عصا الإيمان وقدرة السحابة المشعّة، أصبحت نبع حياة للذين يبحثون فيها عن ملجأ، وسبب موت للذين يقومون بمطاردتهم. وبهذا، يعلّمنا التاريخ أنّ الذين يجتازون المياه المقدّسة يجب ألاّ يجرّوا وراءهم شيئًا من آثار جيوش العدوّ عندما يخرجون من المياه.
أولئك الذين يخرجون من المياه برفقة العدوّ سيبقون دائمًا عبيدًا له، ألم يبقوا معهم الجلاّد حيًّا، عوض إغراقه في الهوّة؟ عليهم أن يستمعوا إلى تفسير قانون الإيمان لكي يفهموا سرّ المياه: كلّ الذين يعبرون من خلال ماء العماد المقدّس عليهم أن يميتوا داخل المياه كلّ العيوب التي تشن حربًا عليهم: البخل، والشهوات، وروح التملّك والتفاهة، والكبرياء، وسرعة الغضب، والحقد، والحسد، وسائر آلام الطبيعة.
هذه التصرّفات الخاطئة للنفس تشبه إلى حدّ بعيد سرّ الفصح، كما في هذا السّر تلزمنا الشريعة بأكل الخبز الفطير بدون إضافة الخميرة القديمة، هكذا علينا أن نُغرِق بلاد مصر كلّها، أي كلّ شكل من أشكال الخطيئة، في حمّام الخلاص، من أجل أن نخرج وحدنا، محرَّرين من كلّ عبوديّة.