قسم مقدس.. مذكرات وزير دفاع ترامب
تصدر دار النشر الشهيرة «هاربر كولينز»، الثلاثاء، كتاب «قسم مقدس: مذكرات وزير دفاع خلال أوقات غير عادية» لوزير الدفاع الأمريكى السابق، مارك إسبر، الذى يكشف فيه عن تفاصيل صادمة فى فترة وجوده فى منصبه خلال مدة الرئيس السابق دونالد ترامب.
ووفقًا للكتاب الذى يتجاوز ٧٥٠ صفحة، قال «إسبر» إنه منذ تعيينه فى يونيو ٢٠١٩ وحتى إقالته بعد انتخابات نوفمبر ٢٠٢٠، كان شاهدًا على أكبر اضطرابات داخلية فى الولايات المتحدة، ورأى كيف كان البيت الأبيض وقتها يعمل على كسر الأعراف والاتفاقيات من أجل المصالح السياسية، ساردًا أحداثًا ولحظات خطيرة لم تمر بها الولايات المتحدة من قبل خلال تاريخها.
وزعم أن الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، اقترح إطلاق النار على المتظاهرين ضده، والتصويب على أرجلهم، كما طالب بإطلاق صواريخ على المكسيك لتدمير مختبرات المخدرات هناك، كاشفًا عن أن كبير مستشارى «ترامب»، ستيفن ميلر، أراد نشر القوات الأمريكية على الحدود الجنوبية.
وقال إنه خلال الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد، الرجل الأمريكى من أصل إفريقى، على أيدى أفراد من الشرطة فى صيف ٢٠٢٠، سأله «ترامب» آنذاك عما إذا كان يمكن إطلاق النار على المحتجين حول البيت الأبيض، قائلًا: «ألا يمكنك إطلاق النار عليهم فقط؟.. فقط أطلق عليهم النار فى الساقين أو شىء من هذا القبيل؟»، موضحًا أنه طلب منه ذلك فى الأسبوع الأول من يونيو ٢٠٢٠.
وكشف عن أن اللحظة كانت خطيرة، حيث واجه «ترامب» وهو جالس داخل المكتب البيضاوى، ووجهه أحمر ويشتكى بصوت عالٍ من الاحتجاجات الجارية فى العاصمة واشنطن، مشددًا على أن منع إطلاق النار على المتظاهرين لم يكن أمرًا سهلًا، موضحًا: «كان علىّ إيجاد طريقة لدفع ترامب للتراجع دون إحداث الفوضى التى كنت أحاول تجنبها».
وزعم أن «ترامب» كان غاضبًا من الجنرال مارك ميلى، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ونائب الرئيس آنذاك مايك بنس، عندما قال «ميلى» إنه ليست لديه سلطة قيادة على أعضاء الحرس الوطنى والموظفين العاملين الذين أراد «ترامب» نشرهم خلال احتجاجات مقتل جورج فلويد، لافتًا إلى أن الرئيس السابق رد على «ميلى وبنس» قائلًا: «أنتم خاسرون.. أنتم جميعًا فاشلون».
وأضاف: «لم تكن هذه هى المرة الأولى التى أسمعه فيها يستخدم هذه اللغة، ولكن لم أتوقع ظهور هذا الغضب الشديد فى وجودى ووجود بنس وميلى»، متابعًا: «كرر هذه الإهانات مرة أخرى، وهذه المرة وجه سمومه إلى نائبه أيضًا، الذى جلس بهدوء، وكان وجهه متحجرًا على كرسى فى أقصى نهاية نصف الدائرة الأقرب إلى حديقة الورود بالبيت الأبيض، ولم أره أبدًا يصرخ كهذا فى وجه بنس من قبل، لذلك لفت انتباهى ما حدث».
وقال: «صرخ ترامب: لا أحد منكم لديه أى شجاعة للوقوف فى وجه العنف، إننا لا نفعل شيئًا مع إحراق المحتجين لمدننا»، لافتًا إلى أن «ترامب» سأله مرتين عن إمكانية إطلاق صواريخ على المكسيك لتدمير مختبرات المخدرات.
وأوضح: «قال ترامب إنه يمكننا فقط إطلاق بعض صواريخ باتريوت، وتدمير معامل المخدرات بهدوء ولن يعرف أحد أننا نحن من قمنا بذلك»، مكملًا: «ترامب قال إنه سينكر أن الولايات المتحدة مسئولة عن الضربات الصاروخية»، لافتًا إلى أنه كان يعتقد أن الرئيس السابق يمزح.
وزعم أيضًا أن مستشار البيت الأبيض، ستيفن ميلر، اقترح إرسال ٢٥٠ ألف جندى أمريكى إلى الحدود الجنوبية، وادعى أن قافلة مهاجرين كبيرة فى طريقها إلى الولايات المتحدة، مضيفًا أنه أخبر «ميلر» أن القوات المسلحة الأمريكية ليست لديها ٢٥٠ ألف جندى لإرسالهم إلى الحدود من أجل مثل هذا الهراء.
وقال «إسبر» إن «ميلر» اقترح فى أكتوبر ٢٠١٩ أخذ جثة زعيم تنظيم داعش المقتول أبوبكر البغدادى، وإغراقها فى دماء الخنازير واستعراضها كرسالة تحذير للإرهابيين الآخرين، لافتًا إلى أنه قال لـ«ميلر» إن ذلك سيكون جريمة حرب.
وفى جزء آخر من الكتاب، قال إنه حذر «ترامب» من استخدام الحرس الوطنى فى إحداث انقلاب، لافتًا إلى أن «ترامب» كان يحاول استخدام الجيش الأمريكى للبقاء فى السلطة.
وبين أنه قبل أسبوع من يوم الانتخابات فى ٢٠٢٠، كان قلقًا للغاية من سعى «ترامب» استخدام الجيش فى محاولة للبقاء فى السلطة، كما طلب من الجنرال الذى يقود الحرس الوطنى الأمريكى إخطاره بأى تفاصيل، أو أى اتصال بينه وبين أى مسئول فى البيت الأبيض.
وقال: «بدون أن أكون صريحًا للغاية، كانت رسالتى واضحة: لن يشارك الجيش الأمريكى فى التصويت فى الانتخابات، بغض النظر عمن يأمر بذلك»، مضيفًا أنه كان سيستقيل لو كان «ترامب» قد أصر على إشراك الجيش، وكان سيناشد الجمهوريين فى الكونجرس مقاومة ذلك، ويعقد مؤتمرًا صحفيًا لمناشدة الشعب الأمريكى الوقوف أمام هذه الخطوة، مكملًا: «أردت أن أوجه نداءً إلى الشعب الأمريكى وقادته المنتخبين فى الكونجرس ومؤسسات الحكومة للتدخل، والهدف هو كسب الوقت والضغط على الرئيس للتنحى».
ورأى «إسبر» أن «ترامب» قد يأمر باتخاذ إجراءات مثل مصادرة صناديق الاقتراع فى الولايات الرئيسية، ولكن فى النهاية، لم يحاول استخدام الجيش للتأثير على الانتخابات، التى خسرها أمام الرئيس الحالى جو بايدن، لكنه سعى إلى قلب النتيجة بوسائل أخرى.
وتابع: «لم أتخيل أبدًا ما حدث بعد ذلك، محاولة ترامب قلب الانتخابات من خلال إطلاق الأكاذيب حول التزوير الانتخابى والتنسيق مع الجمهوريين فى الكونجرس والجماعات اليمينية الأخرى والمستشارين للاعتراض على النتيجة».