قصة الاحتفال بيوم «الصداقة الأخوية» بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية
تحتفل الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية، في 10 مايو الجاري، بـ«يوم المحبة الأخوية» بين الكنيستين، إذ يعد يوم المحبة الأخوية لقاءً سنويًا بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية بدأ عام 2013 كاستجابة للدعوة التى أطلقها قداسة البابا تواضروس الثانى؛ بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؛ فى أول زيارة خارجية له عقب رسامته بطريركًا للفاتيكان واستقبال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان له عام 2013 أن يكون 10 من مايو يوم المحبة والصداقة بين الكنيستين.
يأتي ذلك نظرًا لأن هذا التاريخ أيضًا شهد عام 1973 زيارة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث للفاتيكان ولقائه مع البابا بولس السادس والتى كانت أول لقاء بين بابا الإسكندرية وبابا الفاتيكان.
قصة زيارة البابا شنودة للفاتيكان
ففي عام 1973 قام البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117 بزيارة إلى الفاتيكان وزيارة البابا الراحل بولس السادس، بابا الفاتيكان آنذاك، وكانت الزيارة بمثابة انطلاق الحوار الرسمي بين الكنيستين الكاثوليكية والقبطية الأرثوذكسية لأول مرة، وذلك منذ مجمع خلقيدونية عام 451 الميلادى والذي تسبب فى انشقاق الكنائس المسيحية ابتعاد الكنائس الشرقيّة القبطيّة والأرمنيّة والسريانيّة، عن الشراكة مع الكنيستين الرومانيّة والبيزنطيّة الذين يرون أن مجمع خلقيدونية المجمع المسكونى الرابع.
والتقى البابا شنودة خلال تلك الزيارة مع البابا الراحل بولس السادس، وخلال تلك الزيارة استعاد البابا شنودة الثالث رفات القديس أثناسيوس أثناء الاحتفال بذكرى مرور 16 قرنًا على وفاته، واستمرت تلك الزيارة لمدة 6 أيام، نتج عنها التوقيع بين البابوين على بيان مشترك للاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لإعداد دراسات مشتركة في "التقليد الكنسى، وعلم آباء الكنيسة، الليتورجيات، واللاهوت، والتاريخ، والمشاكل العلمية"، حتى يتمكن قادة الكنيستين من التعاون والسعى لحل الخلافات القائمة بين الكنيستين بروح الاحترام المتبادل.
وبعد انعقاد اجتماع بين الكنيستين فى العام التالى، أخذت تتوالى الاجتماعات بعد ذلك، وعقب مزاولة البابا شنودة مهام منصبه البابوى عام 1985 عاد الحوار من جديد بين الكنيستين، والمستمر حتى اليوم، والتقى البابا يوحنا بولس مع البابا شنودة داخل المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية فى لقاء استمر 45 دقيقة، وخلال وجوده فى القاهرة أقيم قداس صلاة كبير للبابا يوحنا فى اليوم التالى داخل استاد القاهرة الدولى، حضره نحو 23 ألف مسيحى.
استضافة الكاثوليك ليوم الأخوة
وفي عام 2019 أقامت الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية يومًا للمحبة الأخوية بينهما، استضافه دير الآباء الفرنسيسكان.
فترأس البابا تواضروس الثانى، والأنبا إبراهيم إسحق، ذكري يوم المحبة الأخوية في بيت الأباء اليسوعيين، التابع للكنيسة الكاثوليكية، وتضمن اللقاء الذي يعقد في كنيسة البيت التابعة للآباء اليسوعيين، كلمات لقداسة البابا تواضروس الثاني وسفير الفاتيكان بمصر برونو موزار والبطريرك الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك إلى جانب بعض الجلسات النقاشية.
وتلا المشاركون بلقاء يوم المحبة الأخوية صلوات مشاركة في إطار الدعوة للتقارب بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية.
وخلال اللقاء زرع البابا تواضروس الثاني، والأنبا إبراهيم إسحق شجرة المحبة" شجرة الزيتون" في لقاء يوم المحبة الذي يجمع بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية.