محمد عبلة لـ«الدستور»: حصولى على وسام «جوته» انتصار لربط الفن بقضايا الوطن
عبر الفنان التشكيلي محمد عبلة عن سعادته بالحصول على جائزة جوته في الفنون من ألمانيا، قائلا: “هي حاجة جميلة ومهمة في مسيرة الفنان، وأن يتحصل فنان على جائزة تحمل اسم جوته هو أمر في غاية الأهمية، خاصة أنه يمثل الفكر الألماني، فهو ليس فقط الشاعر كما هو معروف، والفيلسوف، فإلى جانب هذا هو السياسي والعالم”.
ولفت “عبلة” في تصريح لـ"الدستور" إلى أن الجائزة نفسها يتنافس عليها العديد من فناني العالم، ويتم الاختيار بينهم، وما أعلنه بيان الجائزة "يرى نفسه وسيطًا بين مصر وأوروبا، يؤمن أن للفنانين مسئولية اجتماعية ولا يمكن فصل حياتهم عن عملهم لعقود من الزمان، كان ملتزمًا بالتسامح والتنوع، خاصة في المشهد الثقافي المصري، وقام بحملات من أجل حرية التعبير"، متفق تماما مع مشواري وقناعاتي، ومع ما ذهبت إليه من ربط الفن بقضايا الشارع من وقت مبكر جدا في مشواري الفني، فقد أقدمت على مبادرات منها “الفن ميدان” ومن قبل مبادرة القرصاية، وأسست متحف فن الكاريكاتير، وكل هذا نابع ونتاج ربط الفن بقضايا الشارع والوطن.
وتابع “عبلة”: قضيت 6 سنوات في ألمانيا، وشاركت وأسست أحد أبرز المبادرات الفنية "كلنا أجانب" والمعنية بتغيير وجهة نظر الألمان المتعصبة تجاه العرب، ووصفهم بالإرهابيين، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، وكانت المدارس الابتدائية هي هدفنا للتوضيح وإزالة اللبس، وإعطاء صورة صحيحة وسليمة عن العرب والمسلمين والإسلام كدين للتسامح.
ومن بيان الجائزة: “محمد عبلة كفنان وسائط متعددة، فإن دافعه الأساسي هو تعريف الجمهور المحلي والدولي بكل جوانب المجتمع المصري، سواء كانت تصويرات واقعية للموضوعات المعاصرة والاجتماعية والسياسية أو الصور المجردة لمصر وشعبها، أعمال محمد عبلة لا توفر فقط رؤى شاملة حول جذور الفنان ومجتمع بلاده، ولكن أيضًا في تراث مصر الغني، على مر السنين، طور عبلة لغة فنية فريدة تساعده على التعبير عن آرائه من خلال أعماله”.
ويعد عبلة أول فنان تشكيلي عربي يحصل على وسام معهد جوته، وخامس مصري، حيث سبقه لذلك أستاذ اللغات السامية الدكتور مراد كامل (1957)، أستاذ الفلسفة شفيق العاصي (1961)، والمترجم مصطفى ماهر (1979)، أستاذ الفلسفة عبدالغفار مكاوي (2000)، وجميعهم من دارسي الفلسفة والأدب الألماني ومترجميه إلى العربية.
ومن المقرر تسليم الوسام للفنان محمد عبلة في احتفالية كبرى تقام بمدينة فايمار الألمانية، 28 أغسطس القادم، في ذكرى ميلاد جوته، على أن يصاحب الاحتفال معرض تشكيلي لعبلة يستمر أسبوعين، ويفتتحه الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير وعدد من المسئولين.