من الأقرب للفوز بجائزة البوكر 2022؟.. نقاد يجيبون
أيام قليلة تفصلنا عن إعلان الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" في دورتها الخامسة عشرة، إذ من المقرر أن يجرى الإعلان عن الرواية الفائزة بالجائزة في 22 مايو الجاري، في أبو ظبي، وسيتم بث الفعالية افتراضيا.
وكانت الجائزة العالمية للرواية العربية، قد أعلنت في 22 مارس الماضي، عن الروايات المرشحة للقائمة القصيرة في دورتها الـ15، وهي "ماكيت القاهرة" لطارق إمام، و"دلشاد - سيرة الجوع والشبع" لبشرى خلفان، و"يوميات روز" لريم الكمالي، و"الخط الأبيض من الليل" لخالد النصرالله، و"خبز على طاولة الخال ميلاد" لمحمد النعّاس، و"أسير البرتغاليين" لمحسن الوكيلي، على أن يحصل كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار، كما يحصل الفائز بالجائزة على خمسين ألف دولار إضافية.
"من الأقرب للفوز بجائزة البوكر" هذا هو السؤال التي طرحه "الدستور" على عدد من النقاد، لتوضيح رأيهم وسبب اختياراتهم..
الناقدة الدكتورة هدى عطية، قالت إنها تتوقع فوز الكاتب طارق إمام بروايته "ماكيت القاهرة" الصادرة عن منشورات المتوسط، بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية بعد وصولها للقائمة القصيرة، مشيرة إلى العمل جيد ويستحق الفوز، وقدم طارق إمام مغامرة رائعة ولافتة، ومليئة بالتجريب.
وأوضحت الدكتورة هدى عطية أن هناك أعمالا أخرى من الروايات المرشحة للقائمة القصيرة للبوكر تستحق الفوز أيضا، ولكنها تتمنى أن تفوز "ماكيت القاهرة" التي تمثل مصر، مضيفة أن "البوكر" جائزة معتبرة في الدول العربية، ووجودها يساعد الكاتب، ويقدم توجها للقارئ العربي، كما أنها تلعب دورا كبيرا بجانب بقية الجوائز الأدبية.
أما الدكتور محمد سليم شوشة، أستاذ الأدب العربي بجامعة الفيوم، قال إن رواية "دلشاد - سيرة الجوع والشبع" للقاصة والروائية بشرى خلفان، والصادرة عن منشورات تكوين - العراق، هي الأقرب للفوز بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية بدورتها الخامسة عشرة، واصفا إياها بأنها "الأقوى والأكمل".
وأوضح «شوشة» أن مؤلفة رواية "دلشاد" قدمت ملحمة حقيقية، كما أنه عمل قوي ومختلف، قائلا: "غالبا هي الفائزة، وهي أكثر رواية عجبتني من بين الـ6 أعمال".
ومن جهته؛ أكد الناقد الدكتور شريف الجيار، أستاذ النقد والأدب المقارن بجامعة بني سويف، أن الأعمال التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، تعد متقاربة إلى حد كبير في الوصول للفوز بهذه الجائزة، مستطردا: وإن كنت أرى أن "دلشاد - سيرة الجوع والشبع" لبشرى خلفان، "أسير البرتغاليين" لمحسن الوكيلي، و"ماكيت القاهرة" لطارق إمام، هي الأقرب للفوز؛ نظرا للقضايا المطروحة، وحالة البنية التجميلة التي يعتمد عليها الأعمال الأدبية الثلاثة.
وبسؤال الدكتور سيد إسماعيل ضيف الله، أستاذ النقد والأدب العربي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ذكر أنه يتوقع فوز رواية "ماكيت القاهرة" لطارق إمام بالفوز بجائزة البوكر لعام 2022، مستطردا: أتمنى أن يتحقق توقعي لأن ذلك سوف يكون انحيازا للقيمة الجمالية على حساب أي قيم أخرى أيديولوجية أو سياسية أو أخلاقية، والملاحظ أن أغلب الروايات العربية ومنها الروايات المتنافسة على البوكر أصبحت تنافس على قيمة أيديولوجية ما مع تغافل عن القيمة الجمالية بذاتها.
وأضاف أنه يتمنى أن تعيد الجائزة الاعتبار لما هو جمالي بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أنه يظن أن ميزة "ماكيت القاهرة" أنها نقلت مستوى كتابة الفانتازيا عربيا إلى منطقة جديدة، حيث إن بناء عالم فانتازي على أساس من الوعي الفلسفي الواضح بإشكاليتين يمثلان جوهر أزمات الإنسان المعاصر وهما إشكالية علاقة الإنسان لاسيما بالمكان وإشكالية علاقة الأزمنة بالمكان وبعضها البعض، وأن التاريخ لمدينة القاهرة عبر حقب زمنية ماضية وحاضرة ومستقبلية عمل فلسفي جمالي اتخذ من الفانتازيا وسيلة لتقديم رؤية طارق إمام لهذه الإشكالية التي تؤرقه كمبدع.