بعد فشلها في الشرق الأوسط.. دعوات لمواجهة نفوذ الإخوان في أمريكا
دعت داليا العقيدي، كبيرة الباحثين في مركز السياسات الأمنية للأبحاث في واشنطن ومرشحة الكونجرس السابقة عن الحزب الجمهوري، لمواجهة وهزيمة نفوذ الإخوان في الولايات المتحدة.
وقالت العقيدي في مقال لها نشرته صحيفة "آراب نيوز" السعودية الناطقة بالإنجليزية، إنه بعد فشل الجماعة البائس في الشرق الأوسط، بدأت الإخوان تحاول تعويض خسائرها وتتجه نحو الغرب مستغلة حريتها الدينية والإنسانية والقوانين بها.
وكشفت الباحثة، أن في الولايات المتحدة، ستكون العديد من المنظمات النشطة على أراضيها والمرتبطة بالجماعة ستكون على استعداد للترحيب بأعضاء جماعة الإخوان بأذرع مفتوحة، حيث تروج معظم هذه الكيانات للإسلام السياسي وهو مفهوم سلطوي يسعى إلى فرض قوانين مثيرة للجدل في الديمقراطيات الغربية، والذي ترفضه الغالبية العظمى في أمريكا، بمن فيهم المسلمون.
وأشارت إلى أن عناصر الإخوان والإسلام السياسي يعرفون جيدا كيف يمارسون اللعبة السياسية في العالم الغربي، من خلال تقربهم من السياسيين الليبراليين والمسؤولين وصناع القرار والناخبين التقدميين، وتبنيهم شعارات مناهضة للعنصرية والتمييز والحرية الدينية.
ولفتت العقيدي في تقريرها إلى حدث عُقد في مينيسوتا الأمريكية قبل أيام، كان يتحدث فيه اثنان من العناصر الرئيسية من جماعات الإسلام السياسي المعروفين، أحدهم كان إمام مركز دار الفاروق في مدينة بلومنجتون، يدعى عبد الرحمن عدن كاري، وهو ابن لاجئين جاءوا إلى الولايات المتحدة ودرس تحت إشراف كبار عناصر الإخوان والإسلام السياسي من مصر.
ونقلت العقيدي عن بنجامين بيرد، الباحث الرئيسي في مشروع مراقبة حركات الإسلام السياسي المتطرفة، فى منتدى الشرق الأوسط البحثى بالعاصمة الأمريكية واشنطن، قوله: "كان دار الفاروق قناة لتجنيد الإرهاب، حيث غادر 6 ممن يتوافدون عليه على الأقل أو حاولوا الانضمام إلى تنظيم داعش وحركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة في الصومال".
وأوضحت أن المتحدث الآخر المثير للجدل هو أسعد زمان، المدير التنفيذي وإمام الجمعية الإسلامية الأمريكية في مينيسوتا، والذي كتب عنه سام ويستروب، مدير منظمة إسلاميست ووتش التابع لميدل إيست الأمريكي: "حساب زمان على فيسبوك مليء بدعم مجرمي الحرب المدانين".
وأكدت العقيدي أن العديد من منظمات الإسلام السياسي في الولايات المتحدة ترتبط بعلاقات وثيقة مع جماعة الإخوان، وهي جماعة خطيرة تم تصنيفها على أنها منظمة إرهابية في عدة دول في الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر، حيث أسسها حسن البنا عام 1928.
وأضافت أن مجتمع الإخوان في الولايات المتحدة لا يمكن إخفاءه، فعلى سبيل المثال في عام 2004، أثبتت صحيفة شيكاغو تريبيون الأمريكية أن الفرع الأمريكي لجماعة الإخوان يعمل تحت اسم الجمعية الإسلامية الأمريكية، التي تأسست في إلينوي عام 1993 بعد نقاش مثير للجدل بين أعضاء جماعة الإخوان، وأظهرت أوراق التأسيس أن مدير الجمعية حتى عام 1994 كان قائدا بارزا لجماعة الإخوان الأمريكية يدعى أحمد القاضي، وهو جراح مصري المولد انتقل إلى أمريكا عام 1967.
واستطردت أنه في عام 2005، كشف ديفيد جارتنشتاين روس، المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أن الأعضاء المساعدين في الجمعية الإسلامية الأمريكية أخذوا أفكارهم من كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" والذي يدعو إلى العنف.
وأشارت العقيدي إلى أن تعاليم تلك التنظيمات ينبثق من أيديولوجية حسن البنا الذي يروج بشكل قاطع للعنف ويصفه بأنه وسيلة مقبولة لنشر أفكار الجماعة.
وكشفت العقيدي أن بيانًا على موقع الجمعية الإسلامية الأمريكية على الإنترنت يؤكد أن معظم كتابات “البنا” يمكن تصنيفها على أنها “فكر تأسيسي وتستمر في تضمين كتابات ”البنا" في مناهجها.
ولفتت إلى أن السياسيين الأمريكيين لا يدركون جميع أهداف تنظيمات الإسلام السياسي ويحجمون عن مواجهتها حتى لا يتم وصفهم بأنهم معادون للإسلام وللعرب وهو ما يروجه عناصر تلك الجماعات وتمثيل دور الضحية ناشرين مصطلح "الإسلاموفوبيا".
وأوضحت العقيدي أنه لا يوجد حل جاهز لمعضلة الإسلام السياسي في الولايات المتحدة طالما أن السياسيين يخشون مواجهته، مستشهدة بحديثها مع سارة عيدان، ملكة جمال الكون السابقة في العراق ومؤسسة Humanity Forward، والذي قالت فيه إن مجموعات مثل الجمعية الإسلامية الأمريكية لا تمثلها كمسلمة معتدلة، وأبدت عيدان العراقية الأمريكية مخاوفها من انتماء التنظيم لجماعات متطرفة، إذ شددت على أنه إذا فهم الأمريكيون تاريخ الشرق الأوسط وتعقيداته، لكانوا في حالة تأهب وقلق مثل دول الشرق الأوسط، حيث أن هذه الجماعات تتبنى نفس الاستراتيجية التي استخدموها لتدمير الأوطان والمجتمعات هناك.
وختمت العقيدي مقالها قائلة أنه بقيادة جماعة الإخوان، تتنمر منظمات الإسلام السياسي التابعة لها على أي شخص يقف ضد الإيديولوجية الخاصة بهم وتتلاعب بالأنظمة الغربية والأمريكية باستخدام المصطلح السحري "الإسلاموفوبيا".