سر العثور على جثتين محنطتين لطفلتين داخل مقبرة توت عنخ آمون
سلطت صحيفة "إكسبرس" البريطانية الضوء على واحد من أهم الأفلام الوثائقية التي تناولت قصة مقبرة الملك توت عنخ آمون، وكشفت عن العديد من أسرارها.
ولفتت الصحيفة في تقرير نُشر عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد، إلى أن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر في عام 1922، يعد من أهم الاكتشافات الأثرية حول العالم؛ لاحتواء المقبرة على كنز ضخم من القطع الأثرية يفوق عددها ٥ آلاف قطعة، حيرت علماء الآثار لسنوات عديدة ولا تزال تبوح بأسرارها حتى يومنا هذا.
وذكرت أن من بين أحد الاكتشافات الصادمة في المقبرة التي أذهلت الباحثين يتمثل في العثور على جثتين محنطتين لطفلتين داخل مقبرة توت عنخ آمون، ضمن ما يقرب من 5398 قطعة أثرية دفنت مع الملك الشاب، وهو ما تناوله الفيلم الوثائقي لقناة سميثسونيان "الأسرار: مهمة توت الأخيرة" في عام 2020.
وأوضحت أن الفيلم أظهر أنه بتحليل الحمض النووي للطفلتين، أشارت النتائج إلى أنه من المحتمل أن يكونوا بنات توت عنخ آمون، مضيفًا أن كلتيهما كانتا من حديثي الولادة، حيث يعتقد أن إحداهما توفيت عن عمر يناهز أربعة أشهر، والأخرى في عامها الأول تقريبًا، حيث كانت لديها حاجبان ورموش وشعر ناعم على رأسها.
وفسّر الوثائقى وجود الطفلتين داخل المقبرة بأن المصريين القدماء كانوا يؤمنون بأن وجود الفتيات بجانب آبائهن في مقابرهم ربما يساعدهم لمواجهة الشياطين أو الأرواح المظلمة في الحياة الآخرة، مشيرًا إلى أنه غالبًا ما كان يتم تصوير النساء والفتيات على أنهن يمثلن حضورًا وقائيًا في الشعائر المصرية القديمة، حيث يقفن جنبًا إلى جنب مع آبائهن أو الآلهة.
ونقلت الصحيفة عن عالمة المصريات البروفيسورة جويس تيلديسلي قولها، إن بنات توت عنخ آمون كانوا بمثابة "بوليصة التأمين في الحياة الأخرى"، مضيفة "لقد كان توت ثريًا للغاية وكان بإمكانه حفر مقبرة لبناته في أي وقت، ولكن ظهور جثثهن معه يشير إلى أن هناك سببًا شعائريًا لوجودهن في المقبرة وليس سببًا علميًا".
وتابعت "تيلديسلي" "ابنتا توت عنخ آمون ربما كانتا مشاركتين بشكل نشط في رحلة والدهما إلى الحياة الآخرة، من خلال التواجد جسديًا في مقبرته لدعم روحه وحمايته في العالم الآخر".