كيف يعبر «المارد الأحمر» موقعة كازابلانكا فى أصعب محطات «الأميرة السمراء»؟
مصحوبًا بدعوات الملايين، يسعى فريق الكرة بنادى الأهلى لتجاوز عقبة الرجاء البيضاوى، حينما يحل ضيفًا ثقيلًا على بطل المغرب، فى الثانية عشرة منتصف الليل، ضمن منافسات ربع نهائى دورى أبطال إفريقيا، بعدما انتهت موقعة الذهاب فى القاهرة بهدفين مقابل هدف وحيد.
الأهلى فرّط فى فوز ثمين خلال الجولة الأولى، حينما أهدر ركلة جزاء والعديد من الفرص السهلة أمام المرمى، ما خلق حالة من الضغوطات الكبيرة على اللاعبين، بعد اتهامهم من الأغلبية الأهلاوية بـ«الدلع» الذى قد يكلف الفريق تذكرة العبور لنصف النهائى.
ولأنه تحت الضغوط الشخصية الكبيرة، سيكون هذا المدخل إحدى نقاط قوة الأهلى فى مباراة اليوم، مثلما تعودنا من هؤلاء اللاعبين مع الجنوب إفريقى بيتسو موسيمانى خلال العديد من المواقف المماثلة.
بخلاف الجميع، خرج «موسيمانى» عقب مباراة الذهاب واثقًا من قدرة لاعبيه على الفوز وتجاوز بطل المغرب فى الإياب، لأنه يؤمن تمامًا بأنه حينما لا يكون مطالبًا بالفوز، وخصمه يكون مطالبًا بالخروج للتسجيل، فإنه أمام السيناريو الأمثل الذى يحبه هذا المدرب منذ جاء الأهلى، وكان سبيله لتحقيق الإنجازات، على عكس معاناته فى البطولة المحلية حينما تضيق المساحات أمامه مع الفرق المتكتلة.
«موسيمانى» سيعود الليلة إلى الطريقة التى بدأ بها الموسم، وكانت تجربته قبل أن يتخلى عنها أمام تكتلات الدورى العام، والهدف الأساسى منها مواجهة الفرق الإفريقية الصعبة خارج الديار.
العودة إلى «٣- ٤- ٣» باستخدام حمدى فتحى بين قلبى الدفاع ستكون أداة مدرب الأهلى لتحقيق هدفين رئيسين أمام الرجاء، وستؤدى إلى اختلاف كلى فى فلسفة اللعب عما كانت عليه فى الذهاب.
أول أهداف «بيتسو» من هذه الطريقة هو غلق المساحات وتأمين الخط الخلفى، خاصة أن واحدة من أهم ميزات الرجاء البيضاوى هو اللعب الطولى خلف المدافعين فى المساحة الفارغة، وسط تمتع ثلاثى الهجوم: محمد زريدة وحميد أحداد ومحسن متولى بحالة من اللا مركزية وتبادل الأدوار وطلب الكرة فى ظهر المنافس، كما أن ذلك سيكون الضمانة لخلق العمق الدفاعى وغلق المساحات، وبالتالى حرمان الخصم من نقطة قوته الرئيسية.
كذلك يستهدف مدرب الأهلى عند امتلاك الكرة تقدم حمدى فتحى كليبرو وسط أو لاعب ارتكاز أمام الرباعى الدفاعى، لإجراء عملية البناء، وتحقيق فكرة الاستحواذ حتى لو كان سلبيًا فى بعض الفترات، وذلك بفعل الكثافة فى المنطقة الخلفية.
ويمنح وجود حمدى فتحى بعض الحرية لتقدم الظهيرين، خاصة إذا بدأ على معلول المباراة، والذى سيمثل قوة إضافة كبيرة للأهلى، لكن مقابله سيعود محمد الناهيرى، نجم الرجاء، الذى يُعد أفضل لاعبيه فى صناعة الفرص.
«الناهيرى» الذى غاب عن لقاء الذهاب يتميز بالكرات العرضية، سواء متحركة أو ثابتة، وهذه هى ثانى نقاط القوة هجوميًا للفريق المغربى، التى سيعول عليها كثيرًا للوصول إلى مرمى الأهلى.
ولأن استقبال هدف واحد ونهاية المباراة بهذه النتيجة سيطيح بالأهلى خارج دورى أبطال إفريقيا، فإن الإعداد لشكل هجومى قوى قادر على التسجيل مهم للغاية فى مباراة الليلة، لذلك سيكون الأقرب أن يبدأ «موسيمانى» بالثلاثى الهجومى: أحمد عبدالقادر وبيرسى تاو «أفشة» مع محمد شريف، مع الرهان على التحولات والارتداد السريع.
وسيعمل «موسيمانى» على تقريب الثلاثى من عمق الملعب ومنطقة الرجاء لتحقيق الكثافة الهجومية، لكن ذلك لن يتم سوى بصعود أحد ظهيرى الجانب على أقل تقدير، وتقدم عمرو السولية خلال الحيازة والتحكم فى الكرة.
ستكون بداية المباراة مهمة للغاية، فالرجاء سيحاول استغلال الانطلاقة والضغط الجماهيرى والكرات الثابتة لخطف هدف، لذلك من المهم للغاية ألا يقل التركيز عن ١٠٠٪ خلال أول ٢٠ دقيقة، وأن نتجنب سيناريو مباراة منتخب مصر والسنغال.
ويمكن تحقيق ذلك بتدوير الكرة وعدم ترك التحكم كليًا للخصم، وبعدها سيكون بمقدورنا الحصول على المساحات مع تقدم الخصم، وتزداد القدرة على التسجيل والعبور.