«أفضل الخيارات».. تقرير فرنسي يرصد اهتمام إيطاليا بالغاز المصري
رصدت صحيفة "Nice-Matin" الفرنسية اتجاه إيطاليا إلى تأمين إمدادات الطاقة من إفريقيا، وسط سعي أوروبا في الوقت الراهن لتنويع مصادر إمداداتها من الطاقة والتخلص من اعتمادها على الغاز الروسي، في أعقاب العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا وما رافقها من تداعيات أثرت على أسواق الطاقة العالمية.
وقالت الصحيفة، إن مصر تأتي في صدارة أفضل الخيارات البديلة المناسبة التي قد تلجأ إليها دول القارة الأوروبية، وعلى رأسها إيطاليا، في الوقت الحالي للحصول على إمداداتها من الطاقة، مشيرًا إلى أن الغاز المصري يتلقى بالفعل اهتمامًا متزايدًا من عملاق النفط الإيطالي "إيني" في الوقت الذي تحاول فيه روما- واحدة من أكبر مستهلكي الغاز في أوروبا وتستورد 95٪ من غازها- الابتعاد عن الغاز الروسي.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيطاليا تحاول الاستفادة من"العلاقات الممتازة" التي أقامتها شركة الطاقة الإيطالية العملاقة "إيني" خلال 69 عامًا من التواجد في إفريقيا، وتحتل المرتبة الأولى من حيث الإنتاج والاحتياطيات، بحسب ما أكده ديفيد تاباريلي، رئيس مركز "نوميسما إنيرجيا" لأبحاث الطاقة.
وسلطت الصحيفة الضوء على توقيع مصر، ممثلة في الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، مؤخرًا اتفاقية مع "إيني" تسمح بزيادة إنتاج الغاز وصادرات الغاز الطبيعي المسال، مما يساهم في تعزيز صادرات الغاز المصري إلى أوروبا وتحديدًا إيطاليا، التي تستورد إيطاليا حوالي 40٪ من وارداتها من الغاز من روسيا.
وبينَّت الصحيفة أن الاتفاقية المبرمة مع مصر تتيح إمكانية نقل ما يصل إلى ثلاثة مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا وإيطاليا هذا العام، وهو ما يمثل أحدث خطوة لزيادة إمدادات الغاز من مصر وشمال إفريقيا إلى روما، مشيرة إلى أن إيطاليا تراهن على الغاز المصري للتخلص من اعتمادها على الغاز الروسي وفي "سباق مع الزمن" لتحقيق هذا الهدف.
ونقلت عن خبير الطاقة «ديفيد تاباريلي»، قوله أن فكرة استبدال إيطاليا للغاز الروسي ستستغرق ما لا يقل عن عامين أو ثلاثة أعوام على المدى القصير، لافتًا إلى أن روما تخطط تتجه أيضًا إلى الاستفادة من الاتجاه العالمي نحو مزيد من الطاقة الخضراء المتجددة بعد سلسلة الأزمات التي ضربت قطاعات النفط والغاز الطبيعي على مستوى العالم، في تقليل هذا الاعتماد على الوقود الأحفوري من خلال تسريع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة.
