البابا شنودة عن أسبوع الآلام: يمتنع الأقباط عن الأطعمة الحلوة والنساء عن الزينة
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بحلول يوم الإثنين من البصخة المقدسة أو إثنين أسبوع الآلام.
ويقول البابا الراحل شنودة الثالث في كتاب لك القوة والمجد إنه أسبوع الآلام، أو أسبوع البصخة المقدسة، هو أهم أيام السنة وأكثرها روحانية. هو أسبوع مملوء بالذكريات المقدسة في أخطر مرحلة من مراحل الخلاص، وأهم فصل في قصه الفداء. وقد اختارت الكنيسة لهذا الأسبوع قراءات معينة من العهدين القديم والحديث، كلها مشاعر وأحاسيس مؤثرة للغاية توضح علاقة الله بالبشر. كما اختارت له مجموعة من الألحان العميقة، ومن التأملات والتفاسير الروحية.
وأضاف: “وقد كان آباء الكنيسة القديسون في عصور الكنيسة الأولي يلاقون هذا الأسبوع بكل هيبة وتوقير، ويسلكون فيه بنسك شديد للغاية فكانوا يمتنعون فيه عن أي طعام حلو المذاق "من الأطعمة الصيامية" كالحلوى والعسل والمربى مثلًا، لأنه لا يليق بهم أن يأكلوا وهم يتذكرون آلام الرب من أجلهم. والبعض ما كانوا يطبخون في هذا الأسبوع شيئًا على الإطلاق، بسبب النسك من جهة، ولكي لا يشغلهم إعداد الطعام عن العبادة من جهة أخرى. وغالبية الناس ما كانوا يأكلون فيه سوي الخبز والملح. والقادرون منهم كانوا يطوون الأيام صومًا، وكانوا يمتنعون عن الطعام من عشية الجمعة إلي ساعة الإفطار في العيد.
وتابع أن النسك في هذا الأسبوع كان يشمل الزينة أيضًا. ولذلك كانت النساء فيه يمتنعن عن التزين، بل يمتنعن أيضًا عن لبس الحلي، وكان هذا الأسبوع مكرسًا كله للعبادة، يتفرغ فيه الناس من جميع أعمالهم، ويجتمعون في الكنائس طوال الوقت للصلاة والتأمل، وكان الملوك والأباطرة المسيحيون يأمرون أن تتعطل دواوين الحكومة ومصالحها خلال هذا الأسبوع ليتفرغ الناس للعبادة.
بل كانوا يسمحون بخروج المحبوسين لكي يذهبوا هم أيضًا إلي الكنيسة ويشتركوا في صلوات هذا الأسبوع العظيم لعل ذلك يكون تهذيبًا لهم وإصلاحًا. وممن فعلوا ذلك الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير. وكان السادة يمنحون عبيدهم عطلة طول أسبوع البصخة، فلا يشتغلون هم أيضًا بل يعبدون الرب. وهكذا لا تكون روحيات السادة مبنية علي حرمان العبيد، بل الكل للرب، يعبدونه معًا ويتمتعون معًا بعمق هذا الأسبوع وتأثيره..