أغرب اعترافات السياسيين.. مخطوطات سعد زغلول ظلت فى خزائن أحد البنوك 18 عاما
تتحدد أهمية المذكرات فى الوثائق التاريخية، فهى تكشف عادة عن مستور أو خبىء يتصل بذات صاحبها بالدرجة الأولى، وتلقى الضوء على العلاقات المتشابكة التى تربط صاحبها بالشخصيات والتنظيمات والمؤسسات الحكومية والدستورية التى اتصل بها.
كما تصور الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية فى الجيل الذى نشأ فيه الكاتب، وذلك مما قد لا يتيسر الكشف عنه بدون هذه المذكرات، ومن أخطر المذكرات السياسية التى نشرها الدكتور عبد العظيم رمضان فى كتاب يحمل عنوان "مذكرات السياسيين والزعماء فى مصر 1891/1981" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كل من مذكرات الحزب الوطنى وأبرزها مذكرات محمد فريد، وعبد الرحمن الرافعى، ومذكرات حزب الوفد، ومذكرت حزب الأحرار الدستوريين، ومصر الفتاة، وإليكم أغرب وأخطر 5 اعترافات فى مذكرات السياسيين:
_ فى مذكرات محمد فريد التى نشرها رؤوف عباس عام 1974 بعنوان "تاريخ مصر من ابتداء سنة 1891 مسيحية" أوضح أن الاتجاه الإسلامى فى فكر محمد فريد بلغ ذروته فى كتابه "تاريخ الدولة العلية العثمانية" الذى نشر عام 1894، وذهب فيه إلى أن الإبقاء على دولة الخلافة الإسلامية إبقاء للإسلام نفسه.
وأوضح "عباس" أن محمد فريد كان يقيس الشعور الوطنى عند المصريين بمقدار ما يظهرونه من تأييد للدولة العثمانية، واستدل بما كتبه محمد فريد تعليقا على حملة الاكتتاب لمساعدة الدولة العثمانية فى حربها ضد اليونان (15 مايو 1897) فقد رأى فبها دليلاً على "زيادة الإحساسات الوطنية عند المصريين".
وتضمنت مذكرات سعد زغلول زعيم حزب الوفد على أنه بوفاة سعد زغلول ترك فى وصيته تسليمها إلى مصطفى النحاس خليفته فى الوفد الذى أودعها بخزينة بنك مصر من عام 1930 حتى 1948، أى ظلت قيد خزائن البنك لمدة 18 عام دون أن تنشر.
وبعد اندلاع ثورة 23 يوليو وإلغاء الأحزاب رفع ورثة سعد زغلول قضية يطالبون فيها برفع حيازة النحاس عن المذكرات، ولكن القضاء المصرى حكم باستمرار هذه الحيازة فى إبريل 1963.
ورغم نشر مذكرات محمد حسين هيكل زعيم حزب الأحرار الدستوريين، إلا أن عبد العظيم رمضان أشار إلى أن لـ"هيكل" مذكرات شخصية فى شكل يوميات وهى مخطوط لم ينشر، تتضمن يومياته فى أوروبا سنة 1909.