كاتب بريطانى ينتقد موقف بلاده من أزمات اللاجئين فى العالم
انتقد الكاتب البريطاني الصحفي جوشوا سورتيس موقف الحكومة البريطانية من طالبي اللجوء إليها بعد عقد بريطانيا صفقة مع رواندا لاستقبال هؤلاء اللاجئين.
وأضاف سورتيس في مقال نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية إلى أن هذه الخطوة تعتبر وصمة فى جبين بريطانيا ولا سيما أن رواندا بالفعل تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين يزيد بمقدار خمسة أضعاف اللاجئين الذين تستضيفهم بريطانيا، حيث تستضيف رواندا أعدادًا كبيرة من لاجئي بوروندي والكونغو.
ويقول الكاتب إنه حين كان يعمل فى مكتب شئون اللاجئين التابع للأمم المتحدة كانت هناك مقولة شائعة أن الدول الأكثر فقرًا فى العالم هى التى تستضيف معظم النازحين واللاجئين، مؤكدًا أن الإحصائيات الحالية تشير إلى أن ما يقرب من 85 بالمائة من اللاجئين على مستوى العالم يعيشون فى دول نامية بينما تستضيف الدول الغنية حولى 15 بالمائة فقط من هؤلاء اللاجئين.
ويوضح الكاتب أنه على الرغم من أن رواندا تعتبر من الدول النامية الواعدة اقتصاديًا، إلا أنها ما زالت ضمن الدول الأكثر فقرًا على مستوى العالم بينما تُصنف بريطانيا أنها من أغنى 10 دول فى العالم، معربًا عن اعتقاده أن هذه الإحصائيات تشير إلى نموذج واضح من غياب العدل.
ويضيف الكاتب أن الخيال يقف عاجزًا أمام هذا الظلم الواضح، حيث إنه من المعترف به صراحة أن هناك فارقًا شاسعًا فى حجم ثروات البلدين، وعلى الرغم من ذلك رأت الحكومة البريطانية أن رواندا هى الأقدر على استضافة هؤلاء اللاجئين، مؤكدًا أن الاتفاق الذي أعلنته الأسبوع الماضى فى كيجالى وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن بريطانيا تغلق أبوابها فى وجه من يلجأ إليها من الدول الأخرى طلبًا للحماية والأمان.
ويرى الكاتب أن تباهى بريطانيا باستضافة 25,000 لاجئ من سوريا أمر مثير للسخرية حيث إن أعداد اللاجئين الذين فروا من سوريا على مدار 11 عامًا تجاوز الستة ملايين لم تستقبل منهم بريطانيا سوى 25,000 فقط بينما استقبلت لبنان مليونى لاجئ من سوريا وهو عدد يمثل ثلث تعداد السكان في لبنان البالغ حوالى ستة ملايين نسمة.
ويستشهد الكاتب بحالات أخرى مشابهة حيث قال إن دولة مثل بنجلادش تستضيف ما يقرب من مليون لاجئ من الروهينجا الذين فروا من ميانمار كما تستضيف بولندا 2.7 مليون لاجئ أوكراني.
ويقول الكاتب إن بريطانيا بذلك تكون قد تخلت عن مسئوليتها تجاه من يلجأ إليها من اللاجئين وإنها لم تتحمل نصيبها من تخفيف معاناة هؤلاء اللاجئين.
ويختتم الكاتب مقاله موضحًا أن هناك وسائل عديدة لحل أزمة اللاجئين فى العالم على المدى البعيد مثل معالجة الأسباب التى تهدد حياة الشعوب وتدفعهم لطلب اللجوء، مشيرًا إلى أن المبدأ الأساسي الذي يجب أن يحكم سياسة أى حكومة هو العمل على احترام حقوق الإنسان وتوفير حياة آمنة وكريمة لمن يلجأ إليها طلبًا للحماية وألا تسعى لإلقاء المسئولية التى يجب أن تتحملها على أكتاف دول أخرى أقل منها فى قدرتها على استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين.