محللون أمريكيون: الحادث إرهابي لأنه روًّع المواطنين
الأمراض العقلية وتقنين حمل السلاح.. آفات أمريكية ترفع معدلات العنف
يمثل انتشار الأمراض العقلية وسهولة حيازة المواطنين للأسلحة النارية، عاملا مهما في ارتفاع معدلات العنف والحوادث والاعتداءات في عدد من الولايات الأمريكية، وآخرها تعرض ركاب مترو نيويورك لعملية إطلاق نار أسفرت عن عدد كبير من الإصابات، وهروب مرتكب الحادث، ما يتطلب إعادة النظر في التعديل الثاني من الدستور الأمريكي الذي يمنح المواطنين حق حمل السلاح، بحسب محللين سياسيين أمريكيين تحدثوا لـ"الدستور".
وعرضت السلطات الأمريكية مكافأة مالية ضخمة لمن يساعدها في الوصول إلى منفذ الهجوم في مترو مدينة نيويورك. ونشر مدير التحقيقات في شرطة نيويوك جيمس إيسيغ، تغريدة على حسابه بـ"تويتر"، تضمنت ملصقا عن مكافأة تصل إلى 50 ألف دولار، لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض على منفذ الهجوم.
مكافأة ضخمة
وجاء في الملصق: "جائزة تصل إلى 50 ألف دولار، لقاء أي معلومات تخص هجوم إطلاق النار" في مترو حي بروكلين بمدينة نيويورك.
وقال المحلل السياسي والمحاضر في جامعة جورج واشنطن الدكتور عاطف عبدالجواد، إنه: بعد تحريات مكثفة استمرت يوما كاملا تمكنت شرطة نيويورك من التعرف على شخص وصفته بالمشتبه به لأنه ما زال طليقا لم يقبض عليه.
وأضاف عبدالجواد في تصريحات لـ"الدستور"، أن: الشرطة تعرفت على المشتبه به من صورة التقطها أحد الشهود وعثر المحققون على مفاتيح سيارة شحن وجدت بالقرب من محطة المترو استأجرها نفس الشخص.
سهولة حمل السلاح
وأشار إلى أن عدم وصف الرجل بأنه الفاعل هو تباين وصفه سواء في الصور أو في أقوال الشهود، لافتا إلى أن ارتفاع معدلات العنف في الولايات المتحدة يعود إلى عاملين اثنين؛ تفشي الأمراض العقلية، ثم تفشي الأسلحة النارية وسهولة الحصول عليها.
وفي الربع الأول من عام 2022، ارتفع عدد عمليات إطلاق النار في نيويورك من 260 إلى 296 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، وفقا لأرقام شرطة نيويورك الصادرة الأسبوع الماضي.
وتابع بقوله، إن هناك دراسات عديدة تقول الدراسات إن عددا كبيرا من المشردين في شوارع مدينة نيويورك ومدن أخرى يعانون أيضا من أمراض عقلية. لكن المؤشرات لا تدلل على وجود دافع إرهابي وراء حادث إطلاق النار في المترو.
وأوضح عبدالجواد، أن جهودا عديدة لإلغاء التعديل الدستوري الثاني الذي يعود إلى القرن ١٨ فشلت، ويمنح هذا التعديل الأمريكيين الحق في حمل السلاح دفاعا عن النفس. لافتا إلى أن هذا التعديل الدستوري يحتاج إلى موافقة أغلبية مجلسي الكونجرس، وهو أمر شديد الصعوبة.
وواصل قائلا: المشكلة الأخرى تباين القوانين التي تنظم حمل السلاح من ولاية إلى أخرى، بالإضافة إلى وجود قوانين فيدرالية. وبالنظر لوجود خمسين ولاية أمريكية فإن هناك تباينا بين هذه الولايات الخمسين والتي تعد خمسين دولة مستقلة بقوانينها المحلية وبمواردها المالية، بمعنى أن الموارد المالية المخصصة للتعامل مع علاج الأمراض العقلية تتفاوت أيضا.
ترويع المواطنين
ويرى المحلل السياسي الأمريكي مايكل مورجان، أن حادث إطلاق النار في مترو الأنفاق بمدينة نيويورك وهي مدينة مزدحمة و دينامكية هو عمل إرهابي بغض النظر عن التعريف الدارج للإرهاب الذي تبنته الجماعات الدينية والمتطرفة والمطبوع في أذهان الجميع.
وقال مورجان في تصريحات لـ"الدستور"، إن الرعب الذي تعرض له ركاب هذا القطار سواء داخل العربة أو العربات المجاورة، هو إرهاب مباشر لهؤلاء المواطنين، وبعد الحادث مباشرة صرحت رئيسة قسم شرطة نيويورك بأنه ليس عملا إرهابيا بالرغم من عدم القبض على الجاني، لكن عمدة نيويورك لم يستبعد شبهة الإرهاب.
وأضاف أن مرتكب الحادث كان يريد قتل أكبر عدد من الأفراد، كما أنه فجر عبوة دخان، ما يعني أنه لم يكن يرصد شخصا أو عدة أشخاص بعينهم، كما أراد تنفيذ أكبر كم من الإصابات، وهو مانراه في الحوادث الإرهابية.
وتوقع مورجان أن تفضي التحقيقات إلى أن الحادث عمل إرهابي، متابعا: مهما كانت نتائج التحقيقات فهناك خسائر في الروح المعنوية لمواطني الولاية، وخصوصا بعد جائحة كورونا التي حالت دون السفر بشكل كبير في متر الأنفاق، وفور الانفراجة استيقظوا على هذا الحادث الأليم.
وواصل بقوله، إن: محطة قطارات نيويورك معتادة على الحوادث، وشهدت في الشهور القليلة الماضية، حادثي دفع مواطنين من على رصيف المحطة، ما أسفر عن مقتل مواطنين أمريكيين تحت عجلات المترو، وهو ما يتطلب يقظة أمنية بشكل أكبر.