عقب ظهورهم في «الاختيار 3 ».. «القطبيين» من عهد عبد الناصر للإخوان
يواصل مسلسل الاختيار 3 الذي يجسد اللحظات الحاسمة التي عاشتها مصر في عهد جماعة الإخوان بدءًا من الحكم وثورة الغضب ضدها من الشعب ومؤسسات الدولة.. ويرصد المسلسل تفاصيل خطط العنف التي كانت تشهدها البلاد، وعلى رأسهم نشاط عدد من جماعة «القطبيين».
وظهر مصطلح دخول عدد من جماعة القطبيين مصر خلال تسريب أذاعته حلقة أمس للقيادي خيرت الشاطر.. في هذا التقرير نرصد طبيعة عمل جماعة القطبيين ونشأتهم وظهورهم في مصر.
-تأسيس القطبيين
تأسست جماعة القطبيين عام 1975 على يد الشيخ عبدالمجيد الشاذلى، عقب خروجه من الاعتقال عام 1965، ومعه عدد من رفاقه المعتقلين، أمثال الشيخ محمد المأمون زكريا ومصطفى الخضيرى وأطلقوا على جماعتهم حينها «دعوة أهل السنة والجماعة» ولكنها اشتهرت بـ«القطبيين» لأنها امتداد فكرى وتنظيمى مباشر لمدرسة سيد قطب، ويمتهجون فكره العنفي والجهادي.
وكان «الشاذلى» عضو في جماعة الإخوان لكنه كون جماعة سرية ضمت عدد من الإخوان الخارجين من السجون وعلى رأسهم تاجر الغلال الدمياطى عبدالفتاح إسماعيل، الذي كان يعتنق فكر سيد قطب ، وحاولوا إعادة تكوين جماعة الإخوان لكن على أساس العنف والجهاد والتسليح، ولكن تم القبض عليهم عام 1965 بتهمة قلب نظام الحكم واغتيال الرئيس جمال عبدالناصر ونسف القناطر الخيرية وغيرها من الاتهامات.
حكمت المحكمة بالإعدام على عبد الفتاح إسماعيل والسجن المؤبد لعبد المجيد الشاذلي ، إلا أنه قضى منها 10 سنوات، وبقى فى السجن الحربى، فما زاده السجن والتعذيب إلا تشدداً فى أفكاره وإصراراً عليها.
وبعد تأسيس الشاذلى جماعته، صنفت فى مقرات أمن الدولة على أنها جماعة «تكفيرية متطرفة» ووضعت تحت المراقبة الأمنية وتعرض أعضاؤها للاعتقال فى عام 1981، بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، ثم تحولت بعد ذلك للعمل السرى، خاصة بعد تصاعد العمليات الإرهابية ضد النظام السابق مطلع التسعينات .
وعاد الشيخ الشاذلى لمنزله بالإسكندرية تحت الحصار الأمنى، وبات فى وضعية تشبه «تحديد الإقامة» بسبب النظام الذى لا يرى الشيخ شرعيته، ويدعو من آن لآخر لإسقاطه بحجة أنه من الأنظمة العلمانية، وبعد ثورة يناير عادت الجماعة بقوة للظهور وبدأت توزيع بياناتها بعد أن اختفت عن الأنظار لعقود.
-أعداد القطبيين وتجنيدهم
أعداد جماعة القطبيين صغيرة كما أن معدل تجنيدهم لأفراد جدد بطيء فعدهم لا يزيد عم 20 ألف شخص ، وليس لهم نشاط فى الجامعات ولا المعاهد ولا النقابات بعكس كل من الإخوان والسلفيين والجهاد والجماعة الإسلامية سابقاً، وهذا أيضاً يعد من مظاهر الخلل فى أساليب عمل جماعة القطبيين.
ورغم ذلك كله فإن التيار القطبى مازال تياراً مؤثراً وموجوداً فى معظم دول العالم خاصة العالم العربى، لكنهم فى كل مكان لهم نفس الخصائص الموجودة فيهم فى مصر، من حيث البطء وعدم الفعالية.
-موقف القطبيين من الجيش
ويختلف القطبيين في العمل المسلح على الرغم من اعتناق أخرين له ، ويحكمون أيضاً على أفراد الجيش والشرطة بالكفر العام، لكنهم مع ذلك رفضوا العمل المسلح باعتباره قد يكون معوقاً لهم عن العمل الدعوى الذى يريدون انتشاره.
-عودة جماعة القطبيين
وعاد ظهور جماعة «القطبيين» السياسي بعد ثورة 25 يناير، إثر خروج قياداتها التاريخية والجديدة وفي عهد ظهور الإخوان.