داعشى أسترالى تخلى عن الإسلام.. «موسى سرانتونيو» يورط الجهاديين فى سوريا (صور)
في مايو 2016، اعتقلت السلطات الأسترالية موسى سرانتونيو وأربعة آخرين بزعم التخطيط للإبحار إلى إندونيسيا بنية الانضمام إلى داعش في سوريا، وكان الداعية الداعشي السابق "سرانتونيو" يتواصل بالفعل مع إرهابي آخر عبر إحدى شبكات التواصل الاجتماعي لفترة طويلة قبل اعتقاله.
وكشفت التحقيقات بعد ذلك أن "سرانتونيو" كان يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بقتل المسؤولين الأمريكيين وللإشادة بالمتطرفين السوريين، حتى سافر إلى الفلبين في عام 2013، للدعوة إلى الجهاد وإقناع عددًا كبيرًا من الإرهابيين الأجانب بالانضمام إلى جماعة إرهابية جهادية في سوريا والعراق.
الداعشي الصغير
اعتنق "سرانتونيو" الإسلام في سن الـ17، وتحديدًا في عام 2002، وكان اسمه "روبرت" قبل أن يبدله بـ"موسى"، فهو ابن عائلة أسترالية إيطالية من الطبقة المتوسطة خارج ملبورن، كان يمتلك أسلوبًا ساحرًا في إقناع الآلاف من المسلمين بالذهاب إلى سوريا والعراق، للقتل والموت من أجل الخلافة الإسلامية، وكُل ذلك كان يتم عبر منصته الشخصية على موقع "يوتيوب"، والتي خصصها للتحريض على العنف والقتال.
منذ اعتناقه الإسلام، أظهر ميلًا غير عاديًا في علم اللغة والتاريخ الإسلامي، وفي غضون بضع سنوات، وظفته القناة الفضائية "اقرأ"، ليعظ على الهواء، في موضوعات تشمل فقه اللغة العربية والقراءات الإسلامية لـ "ساحر أوز".
وبعد فترة وجيزة، أصبحت رسالته سياسية أكثر من اللازم، وتبرئت القناة منه، حتى نشأة "داعش"، التي كانت بداية ظهوره من جديد على الساحة، مستخدمًا معرفته الواسعة والكاريزما الظاهرة أمام الكاميرا، للتأثير على الآلاف من إخوانه المسلمين، والمساعدة في إقناع الكثيرين بالهجرة إلى سوريا والعراق، للقتال والموت من أجل الخلافة الجديدة.
في الوقت الذي سافر فيه إلى الفلبين، ليبتعد قليلًا عن الحياة الإلكترونية، ويستقطب الجهاديين على أرض الواقع، قامت السلطات الفلبينية في يوليو 2014، بترحيله على الفور، ولكن لم تمنعه عودته إلى أستراليا من الملاحقة الأمنية، فقد أدركت الشرطة الاتحادية الأسترالية حينها ضرورة مراقبة وتقييم الرسائل التي يبعثها الداعية موسى سيرانتونيو، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رغم إنها لم تسبب أي انتهاك للقانون الأسترالي.
مُرتد عن الإسلام
ورغم اختفاؤه عن الأجواء منذ حبسه في عام 2016؛ إلا أنه ظهر مؤخرًا ليفجر مفاجأة جديدة، بخبر ارتداده عن الإسلام بشكل نهائي، معلنًا أنه كان مخطئًا تمامًا طوال الـ17 عامًا الماضية، ومعبرًا عن ذلك: "رؤية الأفراد يكرسون أنفسهم لطوائف الموت الاستبدادية التي يقودها الانتحاريون أمرًا سيئًا بما فيه الكفاية، إن معرفة أنني ربما أكون قد ساهمت في اختياراتهم أمر فظيع".
تلك الكلمات تصدرت محركات البحث على موقعي "فيسبوك" و"تويتر" خلال الساعات القليلة الماضية؛ ما جعل "الدستور" تبحث عن حقيقة الأمر، ومدى صدق الرواية المنقولة من مغرد لآخر، وهل حقًا ارتد أحد الداعشيين عن الإرهابية علنًا من داخل سجنه؟.
وبالتحقق من المعلومات المتداولة، تّبين أن موسى سرانتونيو، أرسل خطابًا إلى الكاتب الأمريكي غرايم وود، ومؤلف كتاب “طريق الغرباء: لقاءات مع الدولة الإسلامية”، من سجن بورت فيليب في ملبورن العام الماضي، ليروي له تجربته عندما تخلى عن الإسلام علانية، ولكن الكاتب نشره بتاريخ 31 مارس 2022، بمجلة The Atlantic الأمريكية.
وأنكر "سرانتونيو" حينها صلته بتنظيم داعش في الوقت الحالي، كما اعترف بدوره في تأجيج الجهاد في يونيو 2021، موضحًا أنه في الفترة التي قضاها داخل السجن، كان قد بدأ في قراءة القرآن بشكل أكثر شمولاً، مع التركيز على المقاطع التي كانت تحيره أكثر من غيرها.
وأعرب في الرسالة عن ندمه الشديد: "كنت أفضل لو اكتشفت كل ذلك قبل 17 عامًا، وتجنبت العديد من المتاعب"، فقد تخلى سرانتونيو ليس فقط عن داعش ولكن أيضًا عن الإسلام والدين بشكل عام، لكنه تردد كثيرًا قبل الكشف عن انشقاقه، لأن منتقديه سيقولون إنه كان يحاول فقط الخروج من السجن مبكرًا، وليس بسبب خوفه من القتل على يد الجهاديين الإسلاميين.