يوسف إدمون.. جواهرجى السينما الذى برع فى التمثيل والترجمة والتأليف
الفنان يوسف إدمون سليم تويما، مصرى من أصل لبنانى، واحد من الذين يمكن وصفهم بـ"نجوم فى الظل"، لأنه ورغم عدم تقديمه بطولة مطلقة، كان حضوره فارقًا فى جميع الأدوار النوعية التى قدمها. و"إدمون" فنان متعدد الإمكانات، فهو ممثل ومترجم ومؤلف من أصل لبنانى، وعمل مدرسًا فى المدارس الفرنسية بالقاهرة، وألف الكثير من المسرحيات وترجمها للغتين الفرنسية والعربية، واشتهر فى السينما المصرية بأداء أدوار "الجواهرجى" أو "الخواجة" الذى يتكلم "عربى مكسر".
ولد "إدمون" فى مصر، حيث كانت أسرته اللبنانية تقيم فى منزل بميدان رمسيس بالقاهرة، وكان والده "سليم" موظفًا فى الحكومة المصرية، وتلقى الابن تعليمه فى المدارس الفرنسية، وأجاد اللغة الفرنسية. وبدأ مسيرته فى فرقة "رمسيس" بالعمل فى الإدارة المسرحية خلف الكواليس مع اثنين من مديرى المسرح الرواد هما محمد حجازى وعلى هلالى. وكانت سياسة الفرقة تعتمد على تقديم روائع المسرح العالمى بجانب المسرح المصرى، وكوّن عميد الفرقة الدكتور يوسف وهبى لجنة قراءة، أطلق عليها اسم "لجنة التأليف والترجمة" للاطلاع على ما يُقدم إليها من مؤلفات أو ترجمات، بجانب الاطلاع على المسرحيات العالمية فى أصولها الأجنبية، خصوصًا ما كان يُنشر منها فى مجلة "الليستراسيون" الفرنسية، وكان من بين أعضائها ثلاثة من الذين يجيدون اللغة الفرنسية فى ذلك الوقت، وهم عزيز عيد وفتوح نشاطى وإدمون تويما. ولم يقتصر دور "إدمون" على قراءة ما يُقدم إليه من المسرحيات ليرشحها للترجمة أو التمصير أو الاقتباس، بل كان كثير الرحلات إلى باريس لمشاهدة العروض المسرحية الجديدة التى تقدم على مسارحها، خصوصًا المسرح التجارى الذى كان يقدم الكوميديا. وكان يعود من كل رحلة وهو يحمل فى حقيبته النصوص المسرحية، لتقدم على مسارحنا باللغة العربية، وقد ظل يعمل فى فرقة رمسيس إلى أن أُنشئت الفرقة القومية عام ١٩٣٥، فالتحق بها منذ التاريخ فى قسم الترجمة، حيث كان يتولى مراجعة المسرحيات الفرنسية المترجمة على أصولها الأجنبية.
وترجم وراجع مسرحية "الوطن" للكاتب الفرنسى فيكتوريان ساردو، التى قُدمت على مسرح دار الأوبرا، من إخراج زكى طليمات، وقدم العديد من الخدمات للمسرح والسينما المصرية خلال أكثر من نصف قرن من الزمان.