«من فات قديمه تاه».. ملك الكنافة اليدوى بالإسكندرية «عم حودة»: شغلتنا بالوراثة (فيديو)
«من فات قديمه تاه» عبارة نرددها دائمًا لنؤكد جمال وأصالة كل قديم، وهوما ينطبق أيضًا على «الكنافة»، وطريقة صنعها وتقديمها، وبرغم تطور طريقة إعداد الكنافة من اليدوي إلى الماكينة الآلى، إلا أن الكثير من المواطنين ما زالوا يبحثون عن الكنفاني اليدوي، لما لمنتجه من مذاق خاص في شهر رمضان المبارك.
في أحد شوارع منطقة سيدي بشر شرق الإسكندرية، الجميع يعرف «عم حودة» أحد أقدم صُنّاع الكنافة والقطايف بمحافظة الإسكندرية، والذي ما زال محتفظا بطريقته القديمة التي توارثها أبًا عن جد، وعمل بها منذ 55 عامًا، بالطريقة القديمة التي فضلها الجميع بسبب المذاق والجودة.
«الدستور» أجرى بثا مباشرا مع «عم حودة» صانع الكنافة والقطايف للتعرف على سر الطعم والمذاق الشهي للكنافة اليدوي.
«خدمة العجين بإيدي وبراعي ربنا في اللي الناس بتاكله، بعمل حاجة كويسة عشان ربنا يباركلي»، بتلك الكلمات بدأ محمود صالح عبدالحميد، الشهير بـ«عم حودة»، 64 عامًا، حديثه لـ«الدستور»، متابعًا أن أهم ما يميز الكنافة والقطايف هو العجين الذي أتقنه على مدار سنوات طويله وتعلمه من والده وهو ما زال في السابعة من عمره.
وأضاف لـ«الدستور» أن الكنافة التي تتواجد في الأسواق الآن تضاف إليها محسنات طعم، كما يضاف للقطايف خميرة، وهو ما يفسد الطعم الأصلي للحلويات، مؤكدًا أن الكنافة التي يصنعها مكوناتها دقيق وماء فقط، أما القطايف فتكون من دقيق وماء وسكر، وما يميز منتجه هو خدمة العجينة التي تستمر لمدة ساعات يبذل فيها مجهودا كبيرا لكي يصبح العجين جاهزا.
وأوضح أن الكنافة لا بد أن تكون على قرص نحاس وليس صاجا، وتكون النيران هادئة حتى تسوى جيدًا، وكذلك في القطايف، التي تتميز بأحجامها المختلفة من العادية والعصافيري والعصاج، وهى 3 أحجام كلّ حسب طلبه، لافتًا إلى أنه ينفذ للعميل طلبه وما يحب، حيث تتواجد طرق للكنافة وهي الطرحة أو الشبكة، وتنفذ بالطلب لمن يريدها حيث إنها طرق قديمة أصبحت غير معروفة الآن.
وأشار إلى أنه يصنع الكنافة والقطايف طوال العام لأنها صنعته ويتواجد عليها الطلب، أما في رمضان فيكون العمل مضاعفا، ويعمل بمفرده، طوال اليوم، حيث ينتهي في البداية من القطايف حتى الرابعة عصرا ليبدأ في الكنافة حتى فجر اليوم التالي ولا يستريح سوى ساعتين فقط، لافتًا إلى أن الصنعة والخدمة هي من جعلت المواطنين يأتون إليه من جميع أنحاء الإسكندرية، بل والمحافظات الأخرى، وذلك بشهادة كل من يتذوق الكنافة والقطايف بطريقة عم حودة.
وأكد أن سر الصنعة هو الأهم، لذلك هو تعلم من والده، وعلم نجله الذي يدرس في الجامعة، لكي يتوارث المهنة والصنعة لكي تظل متواجدة ولا تندثر ويكون المذاق الجيد متواجدا دائمًا.