على جمعة: 3 أمور بُنى عليها نظام الميراث فى الإسلام
قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، خلال مشاركته في الحلقة الخامسة من برنامج القرآن العظيم، إنه يجب مراعاة الخصائص، ومراعاة الوظائف التي كلف الله بها الخلق، ومراعاة المراكز القانونية، هذه الأمور الثلاثة هي التي بني عليها نظام الميراث في الإسلام.
وأضاف المفتي السابق، ولذلك فإن الله وزع الوظائف طبقا للخصائص، وطبقا للأهداف، فوزع بناء عليها مراكز قانونية تعين كل فئة للوصول إلى أهدافها، { لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} ، كل واحد يقول : يا رب وفقني فيما أقامتني فيه، لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ" الرجل رجل ، والمرأة امرأة، المرأة تفرح أنها إمرأة ، والرجل يفرح أنه رجل لأن لكل منهما هدف ، ولكل منهما وظيفة تتوافق مع الخصائص الخلقية التي خلقها الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الناس.
- كيفية معاملة النساء
وتحدث شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، عن معاملة النساء، حيث قال: نراه في قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ } فهنا أمرنا بإنشاء المجتمع الرجل والمرأة ، وجعل هذه الأسرة أسرة اجتماعية ، ولذلك قال: {فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ} هذه الآية تنشأ الاجتماع البشرى، وتبين أن المرأة لها حقوق، وأن المرأة قد تكون هي الطرف الضعيف فى تلك المعادلة لأنها تحمل ولأنها تلد، ولأنها ترعى الأطفال، ويتعلق قلبها بأطفالها تعلقا شديداً، ربنا سبحانه وتعالى خلقها هكذا من أجل العمارة ، وهذا يجعلنا نرعى هذه المرأة رعاية فائقة، فلها المهر، ولها النفقة، ولها المسكن، ولها حق الحضانة، هذه حقوق وصلت إلى درجة الواجبات.
- الرشوة داء ومصيبة اجتماعية
وأضاف: يجب النهى عن الرشوة، لأن الرشوة فى الحقيقة داء اجتماعي ومصيبة اجتماعية ينبغي محاربتها، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } الرشوة فيها قتل للنفس الملهمة، قتل للنفس التي تلوم صاحبها، قتل للنفس فى حالة الكمال، ولذلك يجب علينا أن نحمل القتل هنا على معناه الحقيقي - وهو صحيح لأنه نهانا عن الفساد في الأرض و نهانا عن قتل النفس-.
وأيضا على المعنى المجازي، هل يجوز ذلك أن نحمل اللفظ الواحد على معنيين أحدهما حقيقي والآخر مجازي أو على مشترك؟، هذا له معنى وهذا له معنى؟ فالعلماء أجازوا استعمال لفظ واحد في معنيين ؛ كالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} صلاة الملائكة غير صلاة ربنا وهي لفظة واحدة "يصلون" استعملت في الحقيقة والمجاز.
- قضية قوامة الرجل على المرأة
وأوضح" جمعة" قائلا : قضية قوامة الرجل على المرأة، أو قوامة الرجل في الأسرة؛ "الخصائص والمراكز القانونية والوظائف"، ثلاثة يجب علينا أن نهتم بها فى هذا المجال، فالميراث حدث حوله لغط كثير بعد محاولة التساوي بين الرجل والمرأة، القضية ليست هكذا، القضية متعلقة بـ"الخصائص والوظائف والمراكز القانونية" ، لأن على هذا الرجل مهام، وعلى المرأة مهام، ولابد من الوصول إلى التكامل الذي نصل به إلى النجاح وإلى سعادة الدارين.
وفي عصرنا الحاضر عندما دعا كثير من الناس إلى تساوي الرجال بالنساء، رفضوا فكره القوامة، والحقيقة أن هذا الرفض غير سديد، الرجال كما يقول ربنا: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا} الباء هنا للسببية، أي بسبب {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} يتكلم عن قضيتين في قوامة الرجل "الخصائص والمراكز القانونية والوظائف"، ويتكلم عن قضية التدبير للأموال والدخل ، وهنا يأتي سؤال يحتاج إلى اجتهاد فقهى: فإذا لم ينفق؟ الفقهاء قالوا إذا لم ينفق فلا طاعة له، لأن الطاعة مربوطة بقضية الإنفاق، فإذا لم يستطع أن ينفق، أو لا يريد أن ينفق؛ إذًا قدحت هذه القوامة.