طارق لطفي.. «بائع الهوى» الذي كسب الرهان بسلاسة فن التمثيل
حجز مكانه في القلوب خلال السنوات الماضية، بأداء متمكن بعيد عن التكلف أو «الأفورة» فاستطاع النجم طارق لطفي بأداء سهل وبسيط الوصول إلى قمة الهرم التمثيلي في أعمال متعددة كان آخرها «القاهرة كابول» مع كتيبة من النجوم العام الماضي ليصبح فارس الرهان دون منافس.
وهذا الموسم وفي رائعة درامية مكتملة الأركان عبر مسلسل «جزيرة غمام» نسج النجم طارق لطفي وهو يستحق اللقب عن جدارة أن يدخل القول بأداء مختلف وغير مكرر من خلال شخصية «خلدون» زعيم الغجر.. الشرير دون أن تخاف منه.. تبتسم حين ترى ابتسامته حتى وإن كانت تحمل خلفها الكثير من "المكر والدهاء" فـ بأسلوبه السهل البسيط استطاع النجم طارق لطفي تقديم شخصية خلدون «بائع الهوى» الذي يهبط على جزيرة ويدخل وسط أهلها الطيبين ويبدأ في تعليمهم الأساليب التي تعمد على السيطرة على العقول والدخول إلى عالم «المزاج» من خلال المخدرات والقمار ويصبح السكان في حالة انتظار وترقب له كما لو كان هو شخصيا "جرعة مادة مخدرة".
الشخصية التي يقدمها لطفي في جزيرة غمام عبارة عن تكوين داخلي لشخصية ربما يعتبرها البعض أنها إسقاط للكثير من الأمور فمن الممكن أن يعتبره البعض أنه هو شخصيا يمثل الاحتلال الصهيوني حين جاء إلى فلسطين ودخل عناصره بتلك الطريقة ومن المجهور من يراه شخصية أخرى، وحين يصل الشخص إلى تفكير الجمهور ويجعله يضع خيارات اعرف أنه نجح وبامتياز في دوره.
التمكن الذي يقدمه الفنان طارق لطفي في الدور والمزج بين الكلمات الغجرية والصعيدية حين يهبط إلى الجزيرة يندمج مع لغة الجسد والتمثيل بالعينين وكذلك طبقة الصوت التي يتحدث بها فهي طبقة مختلفة تماما عن صوت الفنان طارق لطفي الحقيقية ولكن تحتاجها شخصية الغجري الذي يسير بطريقة "يتمسكن لحد ما يتمكن".
لم ينفرد النجم طارق لطفي بكل مشاهد العمل بل أن يفرش الطريق لكل ممثل أمامه شهيرا كان أم حديثا حتى يخرج المشهد مكتمل الأركان وفيه دراما تمثيلية هائلة، الفنان طارق لطفي في تصريحاته لـ"الدستور" قال وبشكل قاطع ينم عن فنان حقيقي وليس ظاهرة قادتها الظروف للنجاح إن العمل الفني الناجح هو عمل جماعي وأنه ضد فكرة البطولة المطلقة فلم يقدم فنان أي عمل بمفرده.
تكتمل في مسلسل جزيرة غمام عناصر التمثيل المختلفة وعلى رأسها طارق لطفي ومي عز الدين وفتحي عبد الوهاب وأحمد أمين والكثير من النجوم مع الجمل الفريدة لعبد الرحيم كمال مع الصورة الهائلة للمخرج حسين المنباوي ومع الأغنتاج المميز والديكورات المميزة لتظهر لنا رائعة جزيرة غمام التي ينصح بمشاهدتها.