«المونيتور»: مصر تعيد تموضعها فى منطقة حوض النيل
قال موقع المونيتور الأمريكي إن هناك تقاربًا كبيرًا في العلاقات بين مصر ورواندا، مشيرة إلى أن القاهرة استعادت مكانتها في قلب القارة الأفريقية وأعادت التموضع في منطقة حوض النيل.
الرئيس السيسي يستقبل نظيره الرواندي
وسلط المونيتور الضوء على استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 26 مارس الماضي، نظيره الرواندي بول كاغامي، في زيارة يعتقد مسؤولون ومراقبون مصريون أنها خطوة مهمة نحو إعادة تموضع القاهرة في منطقة حوض النيل.
وأجرى الرئيسان، نقاشًا خاصًا أعقبته محادثات بين وفود من البلدين، وحضر السيسي وكاغامي بعد ذلك توقيع مذكرات تفاهم بين بلديهما في مجالات التدريب الدبلوماسي والشباب والرياضة والمتاحف وتكنولوجيا المعلومات.
وبحسب بيان صادر عن مكتب الرئاسة، أكد السيسي خلال الاجتماع مع كاغامي مصر حرصها على توطيد التعاون الاستراتيجي مع رواندا في مختلف المجالات وتشكيل لجنة مشتركة بين البلدين في أقرب وقت ممكن.
خبير: مصر تعمل على زيادة التعاون التنموي مع دول حوض النيل
من جانبه، قال عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، لـ"المونيتور": إن مصر تعمل على بناء تعاون اقتصادي وتنموي مع دول حوض النيل بعد استعادة وجودها السياسي والدبلوماسي، مشيرًا إلى أن رواندا شهدت نموًا اقتصاديًا كبيرًا في السنوات الأخيرة.
وتتمتع العلاقات الاقتصادية المصرية الرواندية بمزايا السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)، حيث إن رواندا من الدول التي طبقت تخفيض الرسوم الجمركية بنسبة 100%، وبلغت قيمة التبادل التجاري بين مصر ورواندا 23.4 مليون دولار في عام 2018 مقارنة بـ 16.93 مليون دولار في عام 2017.
في يناير 2021، قامت مصر بتنشيط اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، وسجل حجم التبادل التجاري بين مصر ودول الكوميسا 3 مليارات دولار في عام 2020، بما يعادل نحو 60% من إجمالي قيمة التبادل التجاري المصري مع القارة الأفريقية خلال نفس العام، وفقًا لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.
وفي ديسمبر 2021، بدأت مصر في إنشاء مركز مجدي يعقوب للقلب في رواندا، كجزء من خطة القاهرة لتوسيع قطاع الصحة في وسط أفريقيا.
خبير: زيارة الرئيس الرواندي للقاهرة إعادة للتموضع في منطقة حوض النيل
وقالت أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ "المونيتور": إن زيارة الرئيس الرواندي للقاهرة، كانت انطلاقة مهمة للعلاقات المصرية مع الدول الأفريقية وإعادة تموضع مصر في منطقة حوض النيل".
وتابعت: مع تولي السيسي السلطة في عام 2014، تغيرت السياسة المصرية تجاه أفريقيا، حيث حاولت القاهرة دعم العلاقات مع أقريقيا، تلميع صورة القاهرة، وتابعت: لقد عززت مصر علاقاتها الاقتصادية والأمنية في جنوب السودان وأوغندا والكونغو وجيبوتي والآن رواندا وربما الصومال قريبًا.
وتابعت: “في عام 2021 وحده، وقعت القاهرة اتفاقيات أمنية وعسكرية مع أوغندا، وبوروندي، وكينيا، والسودان، والكونغو. وتستخدم مصر كافة الأدوات الاقتصادية والتنموية والعسكرية لإعادة تموضعها في منطقة حوض النيل، لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، ولحمايتها”.