كيف رجحت حرب أوكرانيا كفة ماكرون قبل الانتخابات ووضعت الأحزاب الفرنسية في خطر؟
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الحرب في أوكرانيا، سيكون لها كلمة الحسم في الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستنطلق يوم الأحد المقبل.
وتابعت أن هذه الحرب عززت مكانة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كقائد عالمي، بينما تسببت في وضعًا غير عادي للغاية، فلم يقم الزعيم الفرنسي بأي حملة تقريبا ولم يكن إعلان ترشيحه خطابًا صاخبًا بل خطابًا مكتوبًا، واستضاف أول تجمع كبير له يوم السبت قبل أسبوع من التصويت.
وأضافت أن الحرب تسببت في ضغوط على مرشحي فرنسا من اليمين المتطرف لتشككهم في رسائلهم بشأن روسيا والمهاجرين، حيث تواجه لوبان أسئلة صعبة بشأن علاقاتها السابقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واضطر إريك زيمور إلى شرح سبب حلمه في السابق ببوتين فرنسي.
وأشارت إلى أن الحرب قد جددت أيضًا القلق العام بشأن ارتفاع أسعار الطاقة - وهي قضية قابلة للاشتعال في فرنسا.
وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من ذلك، فإن حرب بوتين لم تغير بشكل جذري التيارات الرئيسية للانتخابات بالطريقة التي توقعها البعض، فلا يزال ماكرون هو الأوفر حظًا وقد تمكن حتى من زيادة تقدمه في الجولة الأولى منذ الغزو، لكن اليمين المتطرف لا يزال في موقع قوي تاريخيًا، وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن جولة الإعادة ستكون قريبة بين لوبان وماكرون.
وتابعت أن اليسار الفرنسي لا يزال منقسمًا ولم يتمكن من اكتساب الزخم إلا مع المرشح اليساري المتطرف جان لوك ميلينشون، الذي يحتل حاليًا المركز الثالث في الاقتراع، لكن مقترحاته متطرفة للغاية بالنسبة للعديد من الناخبين اليساريين.
وأضافت أن استطلاع ايفوب الأخير أظهر أن 27.5٪ من الناخبين يعتزمون التصويت لماكرون في الجولة الأولى، و22٪ لوبان و15.5٪ لميلينشون، إذا كانت جولة الإعادة - المقرر إجراؤها في 24 أبريل - ستجرى الآن، فإن ماكرون سيفوز على لوبان بنسبة 53 في المائة من الأصوات، وفقًا لإيفوب.
قال بيير ماثيو، مدير معهد العلوم بو ليلي، إن ما يحدث هو اختفاء اليسار واليمين المعتدلين، مشيرًا إلى المحاولات الفاشلة التي قامت بها أحزاب يمين الوسط ويسار الوسط في فرنسا لإنعاش نفسها بعد الهزائم المهينة أمام ماكرون في. 2017.
وتابع “ماكرون في طريقه إلى تحقيق نجاح ساحق، وهو امر مثير للقلق لانه يعكس انهيار شعبية الأحزاب، ما يعني أن السياسة الفرنسية تواجه بعض الخطورة”.
وأكدت الصحيفة أن الامتناع عن التصويت قد يصل إلى مستوى قياسي، وفقًا لاستطلاعات الرأي.