مجلة «نقد 21» تحتفي بشارل بودلير وهاني لاشين
صدر العدد الخامس من المجلة النقدية الشهرية "نقد 21" برئاسة تحرير الناقد محمود الغيطاني، وإدارة تحرير الفنان التشكيلي ياسر عبد القوي.
وتضمن العدد على ملفين مُهمين أولاهما عن الشاعر الفرنسي شارل بودلير بعنوان: شارل بودلير: الشاعر الملعون؛ احتفاء بالمئوية الثانية لشاعر فرنسا الأشهر، بينما خصصت المجلة الملف الآخر عن المُخرج السينمائي هاني لاشين، احتفاء بما قدمه من أفلام في السينما المصرية.
جاءت افتتاحية الغيطاني بعنوان: العدد الملعون، مُفسرا ذلك بأن شاعر فرنسا الملعون/ شارل بودلير لم تقتصر لعنته على زمنه فقط، بل امتدت حتى وقتنا الحالي قائلا: "لم يكن مُجرد شاعر ملعون على مستوى عصره فقط، بل امتدت لعنته حتى وقتنا هذا، حتى أن جل الكتاب، والمُترجمين انتابتهم خشية التعرض للكتابة عنه، أو عن سيرته باعتبار أن الخوض في فنه، أو سيرته من الأمور المُخيفة التي لا بد من الارتكان فيها إلى الدقة، واليقظة التامة إذا ما رغب أحدهم في الكتابة".
يستمر "الغيطاني" في حديثه عن بودلير بقول: نحن بإزاء اسم عملاق- سواء فيما قدمه من فن على المستوى الشعري، والنقدي، والفن التشكيلي، والترجمة، بالإضافة إلى حياته المُنفلته المجنونة التي عاشها، والتي كانت سببا في لعنته من قبل الجميع سواء في زمنه، أو بعد موته الخاطف في الأربعينيات من عمره بعد إصابته بمرض جنسي، الزهري، نتيجة علاقاته الجنسية المُتعددة!
كما لم يفته الحديث عن المُخرج هاني لاشين، مُؤكدا على أن المجلة قد اعتزمت تخصيص ملف سينمائي كل عددين لأحد المُخرجين؛ احتفاء، وتعريفا بأعمالهم السينمائية، قائلا: كنت قد لاحظت أن العديدين من مُخرجي السينما المصرية الذين قدموا الكثير من الأعمال المُهمة في تاريخها، والتي تُعد من العلامات التي لا يمكن لنا تجاوزها قد انزووا مُنسحبين منها ليقفوا موقف المُتفرج عليها، غير راغبين في المُشاركة، وتقديم المزيد من الصناعة رغم مقدرتهم على صناعة كل ما هو جيد- يشهد على ذلك أعمالهم السابقة- ولعل توقف المُخرجين: داود عبد السيد، وخيري بشارة، وهاني لاشين، وغيرهم من مُخرجينا الذين لا يمكن إنكار فضلهم على صناعة السينما المصرية دليل على ما ذهبنا إليه؛ الأمر الذي جعلني أفكر في تخصيص ملف سينمائي كل عددين عن مُخرج منهم للإحاطة بعالمهم السينمائي، وتقديرهم، وتناول ما سبق لهم أن قدموه، والقول لهم: نحن نقدركم، ولم ننساكم. ولعل تذكر هذه القامات والاحتفاء بما قدموه لنا من أفلام يُعد فرض عين علينا جميعا لا سيما إذا ما حاولنا قول ذلك لهم أثناء حياتهم، بدلا من الاحتفاء بالقامات بعد رحيلهم.
كتب في ملف الأدب الذي جاء بعنوان "شارل بودلير: الشاعر الملعون" كل من: الشاعر والمُترجم المغربي المُقيم في فرنسا احساين بنزبير بمقاله "بودلير: مساء الش(ع)ر"، بينما ترجم المُترجم المغربي المُقيم في إسبانيا، عبد اللطيف شهيد، مقالا عن الإسبانية بعنوان "200 عام على وفاة بودلير: لماذا يعتبر أول الشعراء الملعونين" للناقدة الإسبانية أدريانا موسكييو، وترجمت عن الإنجليزية المُترجمة المصرية سماح الجلوي: "إدجار ألان بو يسطع نجمه في فرنسا بفضل ترجمات شارل بودلير" للكاتب البريطاني جاري واين هارنر، ومن لبنان ترجمت عن الفرنسية المُترجمة رولا علاء الدين: "مقالات داعمة لشارل بودلير مؤلف كتاب "أزهار الشر" للكاتب الفرنسي جول باربي ديوريفيلي، في حين ترجمت المُترجمة المصرية كريمة الشريف عن الإنجليزية: "زرعت جنوني باللذة والرعب" للكاتب جورج بريدوتا من هونج كونج، وكتبت الروائية والمُترجمة المغربية سلمى الغزاوي دراسة مُستفضية بعنوان "شارل بودلير: شاعر الجحيم الباريسي"، ومن لبنان كتبت الكاتبة مريم جنجلو مقالها "كن عاقلا أيها الألم" عن شاعر فرنسا الأشهر، وترجم المُترجم المغربي مُصطفى سنون عن الإنجليزية: "بودلير والجمال، والحب، والعاهرات، والحداثة" للكاتب الهندي مناش فراق بهاتاشارجي. وخارج الملف جاءت العديد من المقالات المتنوعة، حيث كتب الناقد العراقي إبراهيم مُصطفى الحمد مقاله بعنوان "رواية النبوءة ونبوءة الرواية: قراءة نقدية في رواية "قبل النهاية بقليل"، ومن الجزائر كتب الناقد الطيب خالدي مقاله "ضمير المُتكلم لفيصل الأحمر: رواية الشاشات الكبيرة، بينما كتبت الناقدة السورية سمر جورج الديوب مقالها "العوالم المتوازية في الأدب التكنو- ورقي"، وكتب الناقد المغربي عبد الإله الجوهري مقاله "أساتذة الوهم للروائي العراقي علي بدر: فظائع الحرب وخسائر التاريخ"، وجاء مقال "شكرا أيتها الكتابة: قراءة في "شكرا أيها الشيطان" لعباس سليمان" للناقد المغربي عبد الله المُتقي، في حين كتب الناقد المغربي عبد الغني الخلفي دراسة مُستفيضة عن الشعر المغربي بعنوان "الشعر المغربي الحديث والمُعاصر من ضيق التحقيب الجيلي إلى رحابة الحساسية الجديدة"، لتأتي الدراسة النقدية للناقدة المصرية رشا الفوال بعنوان "التخييل الذاتي من العالم الحسي إلى العالم المثالي في رواية بعد الحياة بخطوة للكاتب يحيى القيسي - قراءة أدبية من منظور نفسي"، وأخيرا ترجم المُترجم المغربي فهد المقروط عن صحيفة اللوموند الفرنسية مقال "رواية "كلب بلدي مُدرب" لمحمد علاء الدين" للناقدة الفرنسية رفاييل ليريس.
في مجال الفوتوغرافيا كتب الكاتب الأردني صالح حمدوني "الصورة الصحفية: حقيقة وتلفيق وفن"، بينما جاء ملف السينما عن المُخرج السينمائي هاني لاشين زاخرا بالعديد من الدراسات النقدية منها ما كتبه المُمثل السينمائي أشرف سرحان بعنوان "هاني لاشين: مُخرج لا يجيد الرقص في الطرقات"، ومن البحرين كتب الناقد حسن حداد "عمر الشريف.. هاني لاشين: صداقة فنية وتجربة خاصة"، ومن مصر كتب الناقد جورج صبحي "هاني لاشين: أيوب السينما وبحار التليفزيون"، بينما كتب السيناريست المصري عاطف بشاي مقاله "هاني لاشين وجوهر الإبداع"، وجاء مقال الناقدة المصرية ماجدة خير الله بعنوان "هاني لاشين: ثنائية الإبداع والحظ"، وكتب الناقد المصري محمد زناتي "الأراجوز: سرد سينمائي للواقع على الطريقة الأراجوزية"، ليأتي مقال الناقد المصري محمود الغيطاني بعنوان "هاني لاشين: سينما الحرب على الفساد"، وخارج ملف السينما تقدم المُترجمة اللبنانية المُقيمة في القاهرة، تغريد فياض، مقالا مُترجما عن الإنجليزية بعنوان "التصوير السينمائي النفسي في الفيلم الياباني "التجوال في دائرة" للمُخرج الياباني ماساكازو كانيكو" للكاتب البلجيكي بي جي فان هيك، وتختتم الناقدة المصرية شيرين ماهر قسم السينما بمقالها "فانتازيا الخير والشر في فيلم Wolf".
في قسم الكوميكس تكتب الكاتبة المصرية بتول محمد مقالها "المانجا: الكوميكس بالنكهة اليابانية"، في حين يكتب الكاتب المغربي عز الدين بوركة في قسم الفن التشكيلي "الحداثة الجمالية أو بودلير ناقدا ومُؤرخا لدولاكروا" مُستكملا ملف العدد عن شارل بودلير، وتقدم المُترجمة المغربية أسماء الغزاوي مقالها المُترجم عن الفرنسية بعنوان "شارل بودلير والفن التشكيلي" للكاتب الفرنسي كريستوف هاردي، ويكتب الناقد التونسي المُقيم في قطر نزار شقرون دراسته "الاستشراق الفني: أي أثر بصري للغالب على المغلوب".
في مجال النقد المسرحي يكتب الناقد العراقي المُقيم في بلجيكا حازم كمال الدين مقاله المكتوب بالهولندية "النظام المُتكرش والثقافات المُتعددة"، وهو المقال الذي ترجمه للعربية المُترجم العراقي المُقيم في هولندا أحمد الركابي، بينما كتب البروفيسور اللبناني طلال درجاني مقاله بمُناسبة اليوم العالمي للمسرح 2022م بعنوان "قدسية الإبداع"، وفي مجال المُوسيقى كتب الناقد المصري يوسف كمال بعنوان "لغة المُوسيقى"، لتأتي الصفحة الأخيرة التي كتبها مُدير التحرير ياسر عبد القوي، والتي تحدث فيها عن شارل بودلير وقيمته في الآداب العالمية.