المفتى: رؤية النبى فى المنام حقٌّ وهى أمنية كل إنسان
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن رؤية البعض للنبي، صلى الله عليه وسلم، في المنام حق، ويدلُّنا على هذا ما رواه البخاري في "صحيحه" من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ومن رآني في المنام فقد رآني؛ فإن الشيطان لا يَتَمَثَّل في صورتي»، وهذا الحديث فيه دلالة واضحة على صيانة الله تعالى لمقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن يظهر الشيطان في صورته لا في الحقيقة ولا في المنام؛ حفاظًا لمقام الرسول ومقام الرسالة، كما أنها أمنية كل إنسان، والناس متفاوتون في درجة الرؤية، فمنهم من يراه على فترات متفاوتة ومنهم من يراه بصفة يومية، ولا توجد وصفة معينة لحدوث ذلك، بل يحدث من الحب والصدق والقرب مع الله ومع النبي الكريم ومن الاجتهاد في العبادة.
وأضاف مفتي الجمهورية، في رده على سؤال، هل هذا حقيقة أم أضغاث أحلام، وهل هناك وصفة مجربة لحدوث ذلك؟
وعن حكم إخراج زكاة الفطر من أول رمضان قال فضيلة مفتي الجمهورية: الذي نختاره للفتوى في هذا العصر، ونراه أوفقَ لمقاصد الشرع، وأرفقَ بمصالح الخلق، هو جوازُ إخراجِ زكاة الفطر مالًا مطلقًا، وهذا هو مذهب الحنفية، كما سبق، وبه العمل والفتوى عندهم في كل زكاة، وفي الكفارات، والنذر، والخراج، وغيرها، كما أنه مذهب جماعة من التابعين، وفي زكاة الفطر يُخرج الإنسان عن نفسه وزوجته -وإن كان لها مال- وأولاده ووالديه الفقيرين، والبنت التي لم يدخل بها زوجها، فإن كان ولده غنيًّا لم يجب عليه أن يخرج عنه.
ولفت مفتي الجمهورية، النظر إلى استحباب الزيادة لمن أراد على مبلغ زكاة الفطر إن كان يراه زهيدًا، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرة على ذلك.
وردًّا على سؤال يستفسر عن حكم رغبة مريض السكَّر في الصيام، قال فضيلته: إنَّ مرض السكَّر كما يقول أهل الاختصاص في الطب على درجات، منه النوع غير المؤثر، وهذا لا يضره الصوم، وعليه يجب الصيام، بل هناك مَن يقول من الأطباء إن الصوم مفيد له، وهناك نوع من مرض السكَّر ليس بالخطير جدًّا، وله الخيار في الفطر أو الصوم، وعليه اتِّباع الأفضل له وَفق تعليمات الطبيب، وهناك النوع الثالث وهو شديد الخطورة جاز له أن يفطر، بل يجب عليه أن يفطر إذا خشي على نفسه من الهلاك؛ لقول الله تعالى: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]، وقوله تعالى: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195].
واختتم فضيلة المفتي حواره بالتأكيد على أنه يجب على المريض في كل نوع من هذه الأنواع الثلاثة لمرض السكر وغيره من الأمراض أن يستجيب للطبيب إن رأى ضرورة إفطاره وخطورة الصوم عليه.