الكنيسة الكاثوليكية تحيى ذكرى القديس هوغو أسقف غرنوبلي
تحيى الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكرى القديس هوغو أسقف غرنوبلي، وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلاً: ولد القديس هوجو عام 1053م في قرية بإسبانيا، ومنذ صغره انصب على دراسة العلوم، ولذكائه حاز على أفضل الدرجات على أقرانه. ولما كبر رسم كاهناً قانونياً فأصبح قدوة لجميع الناس بأمثاله الصالحة. ثم انطلق إلى مدينة أونيون بفرنسا مع كردينال أرسله البابا قاصداً إلى هناك.
وفى تلك الأثناء جاء إكليروس مدينة غرنوبلي طالبين إلى هذا الكردينال أن يقيم هوجو الكاهن أسقفاً عليهم. فأجابهم إلى ذلك وتكلم معه في هذا الشأن فتوسل إليه الأب هوجو ألا يكلفه شئياً يفوق طاقته ولا يحمله حملاً لا يقدر على حمله، فلما رأى الكاردينال أن اعتذاره صادر عن تواضعه ألزمه بقبول هذه الخدمة الأسقفية. فأخذه معه إلى روما ورسمه البابا غريغوريوس السابع أسقفاً وأرسله إلى غرنوبلي. وكان أهل هذه البلدة خاليين من التقوى والفضيلة فشرع هذه الأسقف الجديد يفرغ كل همته في اصلاح حالهم ولما لم ينجح الا قليلا تركهم وانطلق إلى دير وسكن فيه مدة سنة.
ولما سمع بذلك البابا أمره بالرجوع إلى مدينة غرنوبلي فأطاع ورجع وأخذ يشتغل فى إعمارها كالأول. وبعد ثلاث سنين جاء إليه القديس برونون مع ستة من رفاقه، واستشاره في إنشاء رهبنة جديدة في إبر شيته، فقبلهم الأسقف هوجو بإكرام وأضافهم عنده.
ثم رافقهم إلى مكان وعر ممتلئ صخوراً يسمى كرتوزة وهناك وضعوا أول أساس لرهبانيتهم، وعمروا لهم ديراً وسميت رهبنتهم رهبنة الكرتوزيين نسبة إلى اسم ذلك المكان، وكان القديس هوجو ينطلق أحياناً إلى هذا الدير الجديد ويمكث فيه اياماً روحية مع القديس برونون ورفاقه الرهبان. وكان هذا الحبر الجليل محترساً في حواسه فكان يطرق بعينيه إلى الأرض إذا ما اقتضى له أن يتخاطب مع امرأة. ويسد أذنيه عن سماعه كلمات بطالة.
واختتم الأب وليم قائلا: أنه كان على جانب عظيم من الحلم والرحمة والقداسة، وكان يساعد الفقراء والمحتاجين. ويعظ بحرارة تلين القلوب الصلبة، ولما شاخ وضعف اعترته أسقام مختلفة فكان يحتملها بصبر. وأخيراً أراد الله أن ينقله إليه في هذه الأسقام فرقد في الرب فى اليوم الأول من ابريل عام 1132م. وعمره ثمانون سنة بعد أن قضى في درجة الأسقفية خمسا وخمسن سنة.