«فايننشال تايمز»: إصرار بوتين على استخدام الروبل فى مبيعات الغاز سيضر روسيا
أكد تقرير بريطاني، أن أحد أكبر مخاوف أوروبا الاقتصادية منذ غزو روسيا لأوكرانيا كان قطع إمدادات الغاز الطبيعي الروسي.
وأوضحت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير لها اليوم، أن مثل هذا التهديد بدا أكثر واقعية هذا الأسبوع، حيث رفض وزراء مجموعة الدول السبع "G7" مطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالدفع بالروبل الروسي وليس اليورو مقابل الغاز.
من جهتها حذرت موسكو من أنها لن تواصل التسليم "بالمجان"، لتبدأ ألمانيا والنمسا ودول أخرى الاستعدادات للتقنين على الرغم من التهديدات اللفظية الأخرى من الرئيس الروسي ، والتحذيرات الأوروبية من أنهم كانوا يستعدون لجميع الحالات الطارئة ، يبدو أن هناك حلًا يحفظ ماء الوجه في المستقبل، مشيرة إلى أن روسيا تجد صعوبة في فرض "عقوبات مضادة" لا تلحق ضرراً أكبر باقتصادها.
كواليس تمسك بوتين باستخدام الروبل
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الأمر الرئاسي الروسي الذي صدر الأسبوع الماضي والذي يقضي بوجوب سداد مدفوعات صادرات الغاز بالروبل من قبل "الدول غير الصديقة" أمر سياسي إلى حد كبير فيما قال بوتين إن ذلك جاء ردا على تجميد الاتحاد الأوروبي للاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي الروسي.
وأشارت "فايننشال تايمز إلى أن هذا الأمر بدا جزئيًا محاولة لإجبار مشتري الغاز الأوروبيين على التعامل بالروبل المحاصر ، والتفاعل مع القطاع المالي الروسي أو البنك المركزي الروسي لتبادل اليورو أو الدولارات التي يستخدمونها لتسوية الأوراق المالية بالعملة الروسية.
كذلك قد يساعد الطلب وفقا للصحيفة في انتعاش الروبل الأخير ليقترب من مستويات ما قبل الحرب ومع ذلك ، فإن تأثيره سيكون تجميليا إلى حد كبير، وكان البنك المركزي الروسي قد أمر بالفعل المصدرين الروس، بما في ذلك شركة غازبروم ، بتحويل 80 في المائة من إيصالات العملات الأجنبية إلى الروبل.
فيما قالت دول مجموعة السبع إن خدعة بوتين تنتهك عقود الغاز المقومة بالعملات الدولية - وهو أمر طالما تجنبت روسيا فعله منذ أن بدأت في تصدير الغاز إلى أوروبا في الحرب الباردة.
أضرار موسكو من استعمال الروبل في مبيعات الطاقة
وكانت ألمانيا، على وجه الخصوص، قلقة منذ بدء الحرب من أن موسكو قد تغلق صنابير الغاز حتى لبضعة أيام فقط وهو ما يكفي لإحداث اضطرابات شديدة لدولة تعتمد على موسكو في نصف وارداتها من الغاز لكن في الواقع، ستلحق روسيا أضرارًا جسيمة باقتصادها إذا قطعت الغاز عن أوروبا لأي فترة زمنية ويمكن أن تستمر في ضخ الغاز في المخازن لفترة من الوقت ، ولكن مع عدم وجود وجهة أخرى للغاز من حقولها في غرب سيبيريا فسيتعين عليها وضع حد لها فيما يقول محللون إن حقول الغاز ستبدأ في التدهور، مما يجعلها صعبة ومكلفة لإعادة التشغيل.
وأضافت "فايننشال تايمز" " مثل هذه الحسابات التي لا تستطيع روسيا تحملها لتعليق عمليات التسليم قد عززت دفعة من قبل بعض مؤيدي أوكرانيا لفرض مزيد من عقوبات الطاقة على روسيا، على غرار تلك المفروضة على إيران".
واعتبر الصحيفة أن الرئيس الروسي قد يشعر بأنه رد على الغرب بإجباره على الدفع بالروبل لكن في الواقع، سيكون قد أضر بالثقة في موسكو كمورد حتى إذا تم رفع بعض العقوبات كجزء من اتفاق سلام في أوكرانيا، فإن تصميم أوروبا الجديد على إنهاء اعتمادها على غاز موسكو سيبقى قائماً.