باحث سياسي: مصر تطرح مبادرة سياسية جديدة لإنهاء الانقسام الليبي (خاص)
تستضيف مصر، اليوم الثلاثاء، عددًا من القيادات الليبية لبحث إنهاء الانقسام في الجارة الغربية، بحسب ما نشرت "العربية".
وفي هذا السياق، قال محمد منصور، الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن لقاءات اليوم تأتي في توقيت مهم وله دلالاته، حيث تأتي استضافة القاهرة للقيادات الليبية الأساسية في المعادلة السياسية الحالية، وهم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، ورئيس الحكومة المكلف من جانب مجلس النواب فتحي باشاغا.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن العنوان الأساسي لهذا الاجتماع هو طرح القاهرة لمبادرة سياسية جديدة، تستهدف إنهاء الانقسام الحالي وازدواج الحكومة في ليبيا، بعد أن عاد المشهد الداخلي إلى الوراء، وأصبحت هناك حكومتان تتنازعان السلطة، الأولى برئاسة عبدالحميد الدبيبة، سحب عنها مجلس النواب الثقة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا.
وتابع أن أهمية توقيت هذه الاستضافة تتمثل في أنها تأتي بعد أيام قليلة من فشل محاولة قادتها مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز، لخلق توافق بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، بشأن قاعدة دستورية يمكن من خلالها عقد الانتخابات المقبلة، وهذا تم بعد أن رأى مجلس النواب في هذه المحاولة، قفزًا على دوره السياسي، ومحاولة لفرض الإرادة الداخلية على الوضع السياسي الليبي.
لذا جاء دور القاهرة لمحاولة خلق معادلة متوازنة يمكن من خلالها توحيد المؤسسات الليبية من جهة، ومن جهة أخرى إعلاء الدور الليبي في تحديد مستقبل البلاد، وهو الدور الذي كانت مصر من أشد الداعمين له، خاصة منذ تولى حكومة الوحدة الوطنيةبرئاسة عبدالحميد الدبيبة مقاليد السلطة.
وأضاف أن الخشية المصرية في هذا الإطار تكمن في تصاعد احتمالات عودة دائرة العنف مرة أخرى إلى ليبيا، خاصة في ظل ازدواجية الحكم، وعودة نشاط تنظيم داعش، واستمرار تواجد المرتزقة والمقاتلين الأجانب على الأراضي الليبية. يضاف إلى ذلك اهتمام مصر المستمر بملف إعمار ليبيا، والذي تتصدره مصر حاليًا، عبر العديد من المشروعات التي تم التوافق عليها مع القيادات الليبية، والتي تم الاتفاق عليها خلال زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى طرابلس في أبريل الماضي، وخلال زيارة رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، إلى القاهرة في ديسمبر الماضي، ضمن الجولة الحادية عشرة للجنة العليا المصرية الليبية المشتركة.
وأردف أن هنا لا بد من التنويه إلى أنه تم الإعلان مؤخرًا عن إقامة مؤتمر دولي للبناء والتشييد في ليبيا، خلال الفترة من 16 إلى 20 مايو المقبل في مدينة بني غازي الليبية، بمشاركة شركات مصرية راغبة في إعادة إعمار ليبيا، وبحضور ممثلي مجتمع الأعمال من ليبيا ومصر.
وتابع أن جمع مصر للفرقاء الليبيين كان دومًا توجهًا مصريًا أصيلًا فيما يتعلق بالملف الليبي، فقد بدأت القاهرة منذ ديسمبر 2016، بحث إمكانية التوصل لحل سياسي للأزمة الليبية، عبر استضافة عدد من الشخصيات الليبية المهتمة بالشأن العام، وفي فبراير 2017، احتضنت القاهرة عدة اجتماعات ضمت عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية آنذاك، وعدد من أعضاء المجلس الرئاسي، والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، وأعضاء من مجلسي النواب والأعلى للدولة، وممثلي أعيان وقبائل ليبيا، وفي سبتمبر الماضي، زار القاهرة المستشار عقيلة صالح، والمشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق الوطني، عبدالحميد الدبيبة جمع الفرقاء، بجانب العمل على مسار إعادة الإعمار، وكذلك مسار توحيد المؤسسات الليبية، مثل المؤسسة العسكرية الليبية التي احتضنت القاهرة منذ سبتمبر 2017 اجتماعات تهدف لتوحيدها، تعتبر جميعها مثال على التعاطي النزيه مع المشاكل العربية، عبر تقديم الحلول وإيجاد البدائل، دون التدخل في شئون الدول أو محاولة تخريب أوضاعها الداخلية.
وكانت صحف عربية قد نشرت أن مصر بصدد طرح مبادرة على طاولة قادة ليبيا بهدف إنهاء الانقسام.
ونقلت قناة "العربية" عن مصادر لم تسمها قولها إن مصر حصلت على ضمانات من الأطراف الليبية الفاعلة بعدم استخدام السلاح، وذلك سعيًا لإنهاء الخلافات، وضمان دعم حكومة فتحي باشاغا في الفترة القادمة.