أبرز محطات التعاون بين مصر ورواندا: زيارات متبادلة وعلاقات وثيقة
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظيره الرواندي بول كاجامي، اليوم السبت فى قصر الإتحادية.
ويشهد الرئيس السيسي ونظيره الرواندى توقيع عددا من مذكرات التفاهم المشترك بين مصر ورواندا.
وفور وصول الرئيس كاجامي إلى قصر الاتحادية، بدأت مراسم الاستقبال الرسمية، حيث عزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني للبلدين، ثم استعرض الرئيسان حرس الشرف.
وتتميز العلاقات بين مصر ورواندا بعلاقات طيبة وأخوية تجمع بين البلدين، ولها أهمية خاصة تعود لأسباب جيوسياسية تنبع من كونهما دولتين بحوض نهر النيل، كما أن مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال رواندا عن الاحتلال البلجيكي عام 1962، وكانت كذلك من أوائل الدول التي افتتحت سفارة لها في العاصمة كيجالي عام 1976، وخلال الحرب الأهلية في رواندا عام 1994، كانت مصر هي الدولة الوحيدة التي لم تغلق أبواب سفارتها أو تغادر البعثة الدبلوماسية طوال فترة الحرب.
وترصد الدستور من خلال التقرير التالى محطات تطوير العلاقات المصرية الرواندية.
العلاقات السياسية بين البلدين
تشارك رواندا في ما بين 55 إلى 70 دورة تدريبية تنظمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات المعنية، في مجالات عدة من بينها الشرطة والأمن، الدبلوماسية، الزراعة، الري وإدارة الموارد المائية، الصحة، الإعلام، والكهرباء والطاقة.
قامت الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بإيفاد قافلتين طبيتين إلى رواندا عامي 2012 و2014، فضلا عن إيفادها عددا من الأطباء المصريين المقيمين لتقديم خبرتهم للمستشفيات الرواندية.
ويوجد لرواندا تمثيل مقيم لدى مصر، وفي ديسمبر 1999، أغلقت السفارة الرواندية بالقاهرة لظروف مالية، وعقب مشاركة الرئيس كاجامى في مؤتمر تنمية ودعم الاقتصاد المصري بشرم الشيخ، اتخذ قرارا بإعادة فتح السفارة الرواندية في القاهرة، والتي تم إغلاقها منذ 15 عاما.
ساهمت مصر بدور فعال لإقرار الأمن والسلام في منطقة البحيرات العظمي ، حيث عقدت بالقاهرة في نوفمبر 1995 قمة البحيرات العظمي وكانت بداية طيبة علي طريق إقرار المصالحة الوطنية وتحقيق الاستقرار وإنهاء الحروب الأهلية في هذه المنطقة الحيوية.
كما تم إنشاء اللجنة المصرية الرواندية المشتركة في سبتمبر عام 1989، وعقدت الجولة الثنائية من اللجنة المصرية الرواندية المشتركة بالقاهرة فى الفترة من 7 إلى 10 سبتمبر 2009، برئاسة وزيري خارجية البلدين، شهدت تلك التوقيع على عشر وثائق للتعاون في مجالات مختلفة شملت التعاون الاقتصادي والفني ، والزراعة والجمارك، والشباب، والتنمية الصناعية، والبترول والثروة المعدنية، والتعليم، والصحة، والتعاون العلمي والتكنولوجي، والتعاون الثقافي.
اللقاءات والزيارات الدبلوماسية المتبادلة بين البلدين
فى يوليو 2019 قام على عبد العال رئيس مجلس النواب بزيارة لرواندا، استقبله نيجرنتي إدوار رئيس الوزراء الرواندى.
و بحثا الجانبان سبل تطوير التعاون في النواحي الاقتصادية، خاصة ما يتعلق بالاستثمارات المتبادلة وحجم التجارة البينية الذي لا يرقى إلى طبيعة العلاقات في النواحي السياسية.
فى مارس 2020 قام سامح شكري وزير الخارجية بزيارة لرواندا، استقبله الرئيس الرواندي بول كاجامي، وسلمه شكرى رسالة من الرئيس السيسي بشأن آخر المستجدات المتعلقة بمسار مفاوضات سد النهضة.
استعرض شكرى تفاصيل الموقف المصري ومجمل التطورات على مدار سنوات طويلة من المفاوضات المضنية، والتي سعت خلالها مصر للتوصل إلى صيغة عادلة ومتوازنة لاتفاق يحقق مصالح الأطراف الثلاثة، وهو ما تحقق بالفعل مؤخرا في مسار واشنطن من خلال الاتفاق الذي تم صياغته برعاية الجانب الأمريكي والبنك الدولي.
فى سبتمبر 2021 التقى سامح شكرى وزير الخارجية بنظيره الرواندي فينسنت بيروتا، على هامش اجتماعات الدورة ٧٦ للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، بحثا الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول القضايا محل الاهتمام المشترك.
الزيارات الرئاسية بين البلدين
قام الرئيس السيسي بزيارة رواندا خلال مشاركته القمة الأفريقية الـ 27 التي عقدت فى كيجالي خلال الفترة من 16 حتى 18 يوليو 2016 كأول زيارة لزعيم مصري لرواندا .
وكان الرئيس السيسى هو أول رئيس يستقبله الرئيس الرواندى "بول كاجامى" قبيل تنصيبه رسميًا بعد فوزه بفترة رئاسة ثالثة فى انتخابات الرئاسة الرواندية.
فى إبريل 2017 قام الرئيس الرواندي بول كاجامي بزيارة مصر على رأس وفد رفيع المستوى ضم السيدة روزماري موسيمينالي وزيرة الخارجية الرواندية، وذلك تلبية لدعوة مصر.
فى أغسطس 2017 قام الرئيس السيسى بزيارة رواندا، حيث استقبله بول كاجامى رئيس رواندا.
وبحث الجانبان خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، فضلا عن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وزار الرئيس السيسي النصب التذكاري لضحايا الإبادة الجماعية في رواندا، حيث قام بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري، كما تفقد الرئيس المتحف الملحق بالنصب التذكاري والذي يحوي توثيقا للمذابح التي جرت في رواندا في تسعينات القرن الماضي وقام بالتوقيع في سجل الزيارات.
العلاقات الاقتصادية بين البلدين
تتمتع العلاقات الاقتصادية المصرية الرواندية بمزايا تجمع دول السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا الكوميسا، حيث تعد رواندا من الدول التى طبقت تخفيض الرسوم الجمركية بنسبة 100 %، وتشهد المنتجات المصرية رواجا متزايدا بالسوق الرواندية كالمنتجات الجلدية والأثاث والمنسوجات والسجاجيد خاصةً في ظل إقامة معارض المنتجات المصنوعة في مصر في السوق الرواندية كمعرض مصر والشرق الأوسط الذي يعد علامة هامة على العلاقات الجيدة التي تربط البلدين من أجل تحقيق المنافع الاقتصادية المتبادلة، والاستفادة من المزايا الممنوحة لهما في إطار تجمع الكوميسا.
واتفقت الدولتين على إنشاء منطقة التجارة الحرة الأفريقية فى قمة الاتحاد الأفريقى الاستثنائية لتعزيز التجارة البينية بين الدول الأعضاء، وتعزيز القدرة التنافسية للصناعة فى إفريقيا.
والمنتظر أن يكون مشروعا رائدا ذا أولوية وفقا لأجندة الاتحاد الأفريقى 2063، وخطوة ملموسة على الطريق لإنشاء الجماعة الاقتصادية الأفريقية وفقا لمعاهدة أبوجا لعام 1991.
التبادل التجارى بين البلدين
يجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجارى بين مصر ورواندا بلغ 23.4 مليون دولار خلال 2018، مقابل 16.93 مليون دولار خلال 2017، وفق تقرير صادر عن إدارة الدول والمنظمات الإفريقية ووحدة الكوميسا بجهاز التمثيل التجارى.
وأضاف التقرير أن صادرات مصر إلى رواندا ارتفعت إلى 23.02 مليون دولار خلال 2018، مقابل 16.93 مليون دولار خلال 2017.
وأشار التقرير إلى أن الواردات ارتفعت إلى 381 ألف دولار خلال 2018، مقابل 126 ألف دولار خلال 2017.