«عادة صوفية لتلاميذ أبوالعباس».. ما قصة الـ«14 محمد» بالإسكندرية؟
مدينة الـ77 ضريحا، هكذا اشتهرت الإسكندرية في العصر الإسلامي وكذلك في العصر الحديث بين ألسنة الصوفيين؛ نظرا لانتشار الأضرحة ومقامات أصحاب الطرق الصوفية، فقد مزجت عروس البحر المتوسط بين جميع الحضارات واللغات والجنسيات، ولكن اتفق أهلها على تقديس آل البيت.
خلّد أهالي الإسكندرية أصحاب الطرق الصوفية وشيوخها من خلال إقامة ميدان خاص بمساجد هؤلاء الشيوخ، والذي جمع بين ثلاثة مساجد كبرى، هى: الإمام البوصيري، وياقوت العرش، وأشهرها مسجد الإمام أبوالعباس المرسي.. وبين طرقات تلك المساجد الشهيرة يقع ضريح أسفل تلك المساجد اشتهر بوجود 14 شيخا، ولكن المفارقة تكمن أن هؤلاء الشيوخ جميعهم اتفقوا على اسم "محمد"، وكانوا من تلاميذ الإمام أبوالعباس المرسي.
حجرة الـ«14 محمد»
داخل حجرة واحدة تحتوي على نوافذ صغيرة صممت من الأرابيسك، يرقد فيها 14 جثمانا كتب على كل نافذة اسم صاحبها، 14 شيخا من تلاميذ أبوالعباس المرسي، وسيدى ياقوت وسيدى البوصرى معلمي الصوفية، فمعظمهم جاءوا من دول أخرى وبلدان شتى وقرروا أن يعيشوا ويموتوا بجوارهم تيمنًا وحبًا بهم.
ولكن العادة التي أطلقها الصوفية على تلاميذ الأئمة الكبار أن من يمت ويدفن من تلاميذ الإمام يطلق عليه اسم محمد، ويأتى الزوار خصيصا، خاصة من الوفود الأجنبية لدول إفريقية وجنوب شرق آسيا، لزيارة الأضرحة وهى الأشهر فى مصر، كما أن هناك من يأتى خصيصا مرة كل عام خاصة فى فترة مولد سيدى أبوالعباس المرسى فى شهر يوليو لزيارة الأضرحة الشهيرة بالإسكندرية.
من جانبه، أوضح محمد فودة وكيل مشيخة الصوفية بالإسكندرية، لـ"أمان"، أسماء الـ14 شيخا وهم: "محمد بركة المتوفى عام 1398، ومحمد غريب اليمنى، وابن وكيع الشهير بأبى نواتير، ومحمد الغريب، ومحمد الشريف المغربى، ومحمد أبووردة، ويوسف الجعرانى، ومحمد بركة، ومحمد الشريف، ومحمد الطرودى، ومحمد الحلوانى، ومحمد إجابة، ومحمد صلاح الدين، ومحمد مسعود، ومحمد المنقعى".
وقال إن الأضرحة بالإسكندرية تعد أكثر من 200 ضريح، سواء داخل المساجد أو مقامات في الميادين، ولكن سيدي أبي العباس المرسي هو الأشهر، والذي يعد قطب الإسكندرية والطريقة الشاذلية، وكذلك تلاميذه الذين يعدون الأشهر بالمدينة: الشيخ البوصيري صاحب البوردة، وسيدي ياقوت العرش، و"14 محمد" ورقم 15 هو سيدي يوسف الجعراني- دفنوا أسفل مسجد ياقوت العرش، سيدي بشر وسيدي جابر وسيدي القباري، وأبوالدرداء.
وأضاف أن هناك أهل الخير هم من يصرفون الأموال للاعتناء بتلك الأضرحة حبا في آل البيت، وليست الأوقاف أو المشيخة، فهناك أضرحة تم تجديدها من أموال أهل الخير مثل ضريح سيدي المتولي.
وأشار إلى أنه تم تطوير المنطقة بالكامل وأصبحت أضرحة يقوم بزيارتها وفود عربية وأجنبية، موضحًا أنه خلال شهر رمضان تقيم الطرق الصوفية ليالى ذكر فى المساجد والأضرحة يوميًا لإحياء ذكراهم، وهى عادة تقوم بها الطرق الصوفية للتجمع وذكر الله.