بعد تهديد وزير الداخلية النمساوي بالقتل.. تعرف على خريطة المنظمات الإسلامية المتطرفة في فيينا ( تقرير)
بعد تلقي وزير الداخلية النمساوي كارل نيهمر، تهديدات بالقتل له ولعائلته من قبل عناصر إرهابية متطرفة إثر قيام قوات مكافحة الإرهاب بالنمسا، بمداهمة العديد من بؤر الإخوان الإرهابية لكبح جماح الجماعات المتطرفة المتوغلة في أراضيها، في السطور التالية نتعرف على خريطة المنظمات الإسلامية المتطرفة في هذه الإمبراطورية الشرقية العريقة.
- بداية الزحف الإسلامي إلى النمسا
بدأ ظهور الإسلام والمسلمين المُعتدلين في النمسا منذ زحف الدولة العثمانية نحو فيينا رغبة في الاستيلاء عليها، وبعد توسع إمبراطورية النمسا ضمت إلى جعبتها بعض المناطق التي ينتشر بها الإسلام مثل البوسنة والهرسك.
ولكن الجذور الحقيقة للجاليات الإسلامية الموجودة حاليًا في النمسا، بدأت وفق ما أشار إليه الكتاب "على بن المنتصر الكتاني" و"سيد عبد المجيد بكر" في مؤلفاتهم "المسلمون في أوروبا وأمريكا" و"الأقليات المسلمة في أوروبا" - إلى الفترة ما قبل وبعد الحرب العالمية الأولى عندما هاجر عددًا من المسلمين من أوروبا الشرقية إليها.
ظل المسلمون في النمسا يعيشون في سلام لسنوات طويلة منذ "قانون الإسلام" الصادر عام 1912 للاعتراف بوجود الديانة الإسلامية رسميًا بها، إلى أن شهدت السنوات الأخيرة الماضية تحولًا كبيرًا في المشهد الإسلامي بهذه الدولة العريقة.
فقد خرج من بوتقة الإسلام الصديق والمشارك بسلام في الحياة الاجتماعية والاقتصادية بالنمسا العديد من الجماعات الإرهابية المتطرفة التي أساءت إلى سمعة هذه الديانة السماوية المُتشعبة مُنذ آلاف السنين.
- الهيئة الدينية الإسلامية فى النمسا
ظهرت الهيئة الدينية الإسلامية في النمسا التي كان يرأسها "أنس الشقفة" منذ عام 1999 وحتى عام 2011، والذي احتج عام 2006 على هتافات المتظاهرين ضد العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان آنذاك ونعتها بالهمجية والتصرفات غير مسؤولة.
ووصفها الباحث الإيطالي "لورينزو فيدينو" في دراسته بعنوان الإخوان المسلمون في النمسا عام 2017، بأنها منظمة لعبت دورًا محوريًا في النهوض بمكانة الإخوان المسلمين في النمسا وفي عام 2019 أدرجها المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب من ضمن الجماعات المتطرفة في النمسا.
- أكاديمية التربية الدينية الإسلامية
أسستها الهيئة الدينية الإسلامية في النمسا عام 1998 بهدف إعداد مدرسين للدين الإسلامي بالمدارس النمساوية، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بشبكة الإخوان العابرة للحدود.
ترأستها أمينة الزيات التي تنحدر من واحدة من أبرز العائلات الإخوانية في أوروبا، فوالدها "فاروق الزيات" كان أحد أعضاء جماعة الإخوان بمصر، وكانت عائلتها قد أخرجت 6 أبناء دخل معظمهم في عالم النشاطات الإسلامية المتطرفة، ومن بينهم منال الزيات التي تزوجت من ابن "كمال الهلباوي" المتحدث السابق لجماعة الإخوان المسلمين في الغرب.
- الجمعية الإسلامية الثّقافية في النمسا
تنتمي هذه الجمعية إلى فيدرالية المنظمات الإسلامية في أوروبا، وقد لعبت دورًا بارز في تدعيم نفوذ الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية في النمسا.
- جمعية المللي جوروش
هي أكبر منظمة إسلامية نشطة في دول الغرب، كما أنها بمثابة حركة تركية سياسية دينية لها الكثير من الفروع في الدول الغربية مثل ألمانيا وأستراليا وكندا.
وقد وصفها العديد من الخبراء في شؤون الجماعات الإرهابية المتطرفة بأنها أخطر من جماعة الإخوان المسلمين، كما أنها تتلقى تمويلًا من تركيا وقطر لتجنيد المتطرفين ونشر الفكر المنحرف.
تتبنى جمعية المللي جوروش وفقًا لما قاله السياسي النمساوي "بيتر بيلز" - بعد حصوله على وثائق سرية تثبت ذلك - الكثير من الأهداف والسياسات الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين، كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يستغل المساجد والمنابر الدينية الخاصة بها في التجسس على الدول الأوروبية لصالح بلاده.
- الاتحاد الإسلامي التركي بفيينا "أتيب"
منظمة تركية تمتلك 64 مقرا ومسجدا في ولايات النمسا المختلفة، وتهدف إلى نشر الأفكار الدينية المتطرفة وترسيخ نمط الحياة التركي في المجتمع النمساوي.
و تُعد "أتيب" - وفقًا لصحيفة كوير النمساوية الخاصة – ذارع أردوغان الطولي في النمسا، والساحة التي تحتضن كل مؤيدي التنظيمات المتطرفة التي يُدعمها أردوغان.
كما أنها تمارس أنشطة تجسسية على المعارضين الأتراك المقيمين في النمسا، وقد وصفتها سوزان شروتر "الخبيرة الألمانية في شئون الإسلام السياسي" أنها منظمة قريبة من الإخوان المسلمين ووريثة تنظيم الذئاب الرمادية المتطرفة.