«التصوف والدعوة للاستقامة» قضية تناقشها «القادرية البودشيشية» (تقرير)
ناقش عدد من الباحثين وعلماء التصوف بالطريقة القادرية البودشيشية بالمغرب "دور التصوف في الدعوة إلى الاستقامة"، خلال ليالى الوصال الصوفية، التى تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية، ومؤسسة الملتقى بشراكة مع مؤسسة الجمال، حيث تم تنظيم "النسخة الرابعة والعشرين من ليالي الوصال الرقمية"، والتي يتم بثها مباشرة عبر الصفحة الرسمية لمؤسسة الملتقى بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كل أسبوع.
وأسهم في تأسيس فقرات هذا السمر الروحي ثلة من العلماء والمثقفين، مع عرض شهادات حية لمريدي الطريقة من داخل المغرب وخارجه، وشهدت الأمسية تخصيص فقرة لتأبين الراحل الدكتور العلامة أحمد الورايني، الرئيس السابق للمجلس العلمي المحلي بتازة، والذي عُرف بسعة علمه وبأخلاقه الحميدة، مع تقديم العزاء لأسرة الفقيد باسم شيخ الطريقة وباسم سائر المريدين والمريدات.
وبدأت الفعاليات بتلاوة عطرة لآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها على مسامع المتابعين المقرئ المغربي سعيد مسلم، من مدينة الدار البيضاء، لتتلوها المداخلة العلمية الأولى التي قدم من خلالها فضيلة الدكتور عبدالرزاق التورابي، أستاذ التعليم العالي بالرباط، مختارات من كلام شيخ الطريقة القادرية البودشيشية الدكتور مولاي جمال الدين قادري بودشيش، والتي تطرق من خلالها لفضل تحصيل العلم النافع والاستقامة، مذكرا بمقولة مولاي جمال الدين: "الهدف من هذه الصحبة تحصيل الاستقامة".
فيما جاءت المداخلة العلمية الثانية بعنوان "التصوف دعوة للاستقامة"، والتي ألقاها الدكتور محمد الدمناتي، المتخصص في العقيدة والفكر الإسلامي.. بعد ذلك ساهم الدكتور منير القادري بودشيش، مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، بمداخلة علمية تحت عنوان "الكلمة الطيبة وثمارها في النفس والمجتمع"، ألقاها باللغتين العربية والفرنسية.
كما تم تقديم فقرة توعوية بفيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19"، وقدم من خلالها الدكتور عبدالجليل جناني، المتخصص في أمراض السرطان بطنجة، إرشادات وتوجيهات مهمة، وجب الحرص على تطبيقها للوقاية من هذا المرض في ظل غياب العلاج واللقاح.
وقد تخللت هذه الليلة الروحية وصلات من المديح الصوفي لمنشدين متألقين من المغرب وخارجه، شارك خلالها كل من حكيم خزران، وعبدالعزيز حياتي من المغرب، وعادل العمراني من برشلونة، ومحيي الدين من فرنسا، والمجموعة الوطنية للمديح والسماع، والمجموعة المحلية للسماع بزاوية مدينة أزمور.
واختتمت الفعاليات بفقرة "من كلام القوم"، خصصها الأستاذ إبراهيم بن المقدم، لعرض مختارات من كلام الأمير مولاي عبدالقادر الجزائري، استقاها من كتابه الغني عن التعريف "المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد"، تلاها بعد ذلك رفع الدعاء الصالح للبلاد ولسائر المسلمين والبشرية جمعاء.