بعد سقطة الحويني.. الصوفية تطالب بـ«الحجر الدعوي» على السلفيين
طالب قيادات الطرق الصوفية، وزارة الأوقاف والمؤسسات الدينية، بضرورة تطبيق الحجر الدعوى على رموز التيارات السلفية في مصر، وذلك على خلفية تراجع الداعية السلفي أبوإسحاق الحويني عن بعض مواقفه ومعتقداته الخاطئة، خلال حديثه المصور منذ عدة أيام، مما جعل هناك حالة من الفوضى والبلبلة في الشارع المصري عامة، والأوساط الدينية خاصة.
وكان "الحوينى" قد اعترف، فى فيديو له، بأنه أخطأ فى تصحيح بعض الأحاديث التى لم يكن له سند أو مخطوط يدل على صحتها، وصحح ما ليس بالصحيح طلبًا للشهرة، واعترف بندمه على بعض كتبه الأولى، وأنه يرى أنه كان من الأفضل أن ينتظر حتى "يستوي"، مطالبا الشباب بألا يتسرعوا حتى لا يندموا مثله، مضيفا: "لا أنكر أني كنت متسرع، وبحب الشهرة، طول ما أنا حي هصلح غلطي».
وكانت الطرق الصوفية قد شنت هجوما عنيفا على أتباع التيارات السلفية في مصر، وذلك بعد اعتراف الداعية السلفي الكبير أبوإسحاق الحوينى بخطئه فى السابق، مؤكدة لهم أن أتباع الطرق الصوفية كانوا على حق عندما قالوا لهم إن شيوخ السلفية لا يعتبرون مرجعا أو مصدرا لتلقي العلم الشرعي وأحكام الإسلام، وينبغى على أتباعهم السماع لعلماء الأزهر والصوفية، لأنهم أهل العلم وأهل الصلاح والفلاح، وهذا باعتراف المسلمين حول العالم وليس في مصر فقط.
وقال الدكتور سيد مندور، نائب الطريقة السمانية، إن الطرق الصوفية تطالب بتطبيق الحجر الدعوى على قيادات السلفيين في مصر، وترك الساحة لرجال الأزهر وعلماء الصوفية، لتعليم الناس الاسلام الصحيح، وهذا أفضل وقت لذلك لأن كبير السلفية اعترف بنفسه بأنه كان على خطأ وأنه كان يضلل الناس واعتذر عن ذلك، فكيف بعد هذا كله لا يكون هناك موقف حاسم حازم لمنع هؤلاء من صعود المنابر.
وتابع " مندور"، في تصريحات خاصة، أن السلفيين متواجدون في الجيزة والمنوفية والإسكندرية بصورة شرسة، وهم في هذه المحافظات يوجهون الناس لعدم الصلاة في المساجد التي بها أضرحة بالمخالفة لدار الإفتاء المصرية التي أفتت بمشروعية الصلاة في هذه المساجد، فيجب على وزارة الأوقاف التدخل الفورى وإصدار قرار بمنع السلفيين من الخطابة في جميع المساجد لأنهم يدمرون عقول الشباب بفتاويهم وأحاديثهم المغلوطة والباطلة، والتي تسببت في السابق في انضمام الشباب للجماعات المتطرفة كداعش وجبهة النصرة وغيرهما.
وقال الشيخ محمد عبدالخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية، إن جميع علماء السلفيين يحبون الشهرة، ولذلك فالصوفية وعلماؤهم حذروا منهم كثيرًا ولكن لم يستمع لهم أحد، وها قد جاء اليوم الذى اعترف فيه زعيم السلفية فى مصر بأنه أخطأ وأنه لم يكن على صواب، ولذلك يجب على كل أتباع السلفية ترك هذا المنهج المتشدد، لأنه منهج به مغالاة وتطرف.
وتابع "الشبراوى"، في تصريحات خاصة، أن غالبية علماء السلفية يرتكبون مئات الأخطاء مثلهم مثل أبوإسحاق الحوينى، ولذلك يجب على الأزهر الشريف والأوقاف والمؤسسات الدينية منعهم من الخطابة بسبب تضليل الناس، معقبا: "كشفناهم من زمان ولم يصدقنا أحد"، وأبرز الشيوخ الذين يجب تطبيق الحجر الدعوى عليهم "محمد حسان وأبوإسحاق الحويني ومحمد حسين يعقوب وياسر برهامي".
من جانبه، قال الشيخ علاء أبوالعزائم، رئيس الاتحاد العالمى للصوفية، عضو المجلس الصوفي الأعلى، إن الأيام تثبت صدق ما قلناه في السابق، وهو أن السلفيين ليسوا أهل علم أو فقه أو أهل دين، هؤلاء دينهم التطرف والإرهاب، والشعب المصرى مش بيتعلم، وهذه مشكلة كبيرة، فكم مرة حذرنا الناس من هؤلاء السلفيين، وكم مرة حذرنا الناس من الإخوان، وفي كل مرة يثبت الله صدق كلامنا وهذا نصر من عند الله، وحقيقة لو أتينا بالأحاديث الكاذبة على رسول الله نجدها كثيرة، ولكن الإخوة السلفيين وشيوخهم "بن باز وابن تيمية" صححوا مئات الأحاديث المغلوطة، ولهذا ينبغي أن تكون هناك محاكمة للسلفيين بسبب ما اقترفوه وما فعلوه في حق الدين.
وتابع "أبوالعزائم"، في تصريحات خاصة: "يجب على الشعب المصري أن يكون واعيا، ولا يسمع لكل ناعق، فالسلفيون لا يأخذ منهم الدين إطلاقا، كيف نأخذ الدين من علماء لا يوقرون ولا يحترمون آل بيت النبي، سلام الله عليهم، كيف نأخذ الدين من علماء يكفرون الناس ليل نهار في مجالسهم الخاصة، الإسلام دين رحمة ومحبة، وهؤلاء أساءوا للإسلام، إذن أين وزارة الأوقاف وأين الأزهر وأين دار الإفتاء مما يفعله هؤلاء المتشددون؟، الدين ليس لعبه في أيديهم يلعبون به كيفما يشاءون".