منشق: شباب الإخوان في السجون كفروا بالتنظيم
علّق عماد علي، المنشق عن الإخوان وأحد قادة مراجعات السجون، على رسائل سجناء الجماعة قائلا: ذكرتني تلك الرسائل والاستغاثات التي بدأت تخرج اليوم من عدد من أفراد الإخوان المحبوسين يطالبون فيها بإيجاد حل لأزمتهم ويلتمسون فيها الخروج من السجن، والتي تعبر عن حالة اليأس والقلق التي يعيشونها- بمشهد من فيلم "جري الوحوش"، حين كان محمود عبدالعزيز يسأل الطبيب بإلحاح عن مصير القرد: "هو لسه بيتنطط ولا بطل تنطيط! "؛ ووجه الشبه أن هذه الحالة النفسية هي ليست جديدة أو وليدة اليوم على عكس ما يبدو، لكنها بدأت في الظهور منذ وقت طويل؛ فلم تمر سنوات السجن الأولى وبالتحديد حتى عام 2016، والتي كان شباب الجماعة خلالها مليئا بالحماسة، حتى بدأت حالة القلق والخوف تلك تظهر في الأفق، فقد كانت نظرة أفراد الجماعة حينها للوضع القائم أنه وضع مؤقت وحدث عارض سرعان ما سيزول.
وأضاف في تصريحاته الصحفية قائلا: ومبعث الأمل في تغيير الوضع في نفوسهم كان هو استمرار القرد في التنطيط واستمرار حراك الجماعة على الأرض، ولكن عندما بدأ هذا الحراك يقل مع الوقت إلى أن اختفى بشكل كامل، بدأ القلق يدب في قلوب الكثيرين داخل السجون، وبدأ اليأس يعرف طريقه نحو النفوس، ثم بدأ التعبير عن الكثير من أحاسيس الخوف والقلق واليأس يظهر في كلام وحديث الأفراد في السجون، وبدأت الهرولة وراء البحث عن طلبات العفو التي كانت تنتشر في السجن من وقت لآخر، وبدأ من كان يُظهر التحلي بالصبر والثبات بالأمس يطالب قيادته بضرورة إيجاد حل للمشكلة.
وتابع: ولما يئسوا من قياداتهم بدأ كل فرد أو مجموعة يسعى كلٌ في طريق يبتغي فيه النجاة من واقع بائس ومصير غامض، ولكن للأسف ما زالوا يدورن في تلك الدائرة المفرغة "دائرة التنظيم" التي لم يدركوا بعد أنها مغلقة محكمة، لم يدركوا بعد أن المشكلة الحقيقية في أفكار التنظيم وفي صلب مشروعه، ولا خروج من هذه الدائرة إلا بمراجعة جادة لتلك الأفكار، تلك المراجعة التي كان يراها الكثيرون منهم بالأمس ضعفا وتراجعا عن المبادئ، واليوم يطلقون التوسلات والاستغاثات المغلفة بالضعف والانكسار، فهل حان الوقت ليدركوا أن مراجعة الأفكار هي منتهى القوة، وأن التوسل هو منتهى الضعف!