الإخوان وإيران.. أفكار خبيثة وأهداف مشتركة - ملف
لقاءات ثنائي الشر تحت مظلة تركيا
أخرها: "لقاءات منير".. "الدستور" تكشف تفاصيل العلاقات بين إيران والإخوان
وخبراء يكشفون الدوافع وراء الحفاظ على العلاقات المشبوهة
في مفاجأة متوقعة منذ سنوات طويلة، نشر موقع "إنترسبت" وثائق إيرانية مسربة تكشف علاقة جماعة الإخوان الإرهابية بإيران وتركيا، حيث ذكرت الوثائق أن اجتماعا سريا عقد في 2014 بين تنظيم الإخوان الإرهابي ومسؤولين إيرانيين في تركيا.
وأشار أن الاجتماع بين تنظيم الإخوان الإرهابي عرض على المسؤولين الإيرانيين التعاون في اليمن ضد السعودية، مؤكدًا على أن ممثل الإخوان الإرهابية أبلغ الجانب الإيراني بأن تنظيم الإخوان يتفق مع إيران بالعداء للسعودية، خلال الإجتماع الذي عقد في تركيا عام 2014.
ولم تكن هذه الوثائق محرفة كما يزعم التنظيم الإخواني في كل بيان أو وثيقة تفضح العلاقة المشبوهة مع أي من الكيان الإرهابية، حيث أكد إبراهيم منير نائب المرشد، على صحة الوثيقة، واللقاءات التي جمعت بين قيادات من جماعة الإخوان ومسؤولين إيرانيين، قائلًا: "أمر صحيح وحدث بالفعل عام 2014، والعلاقة بين الإخوان وإيران لم تتغير".
وأضاف نائب المرشد، في تصريحات له عبر احد المواقع الإخوانية، أن العلاقة بين الجماعة وإيران ثابته ولم تتغير ومستقبل العلاقة بين الإخوان وإيران سيبقى كما هو دون تغيير، ونرجو للجميع الاستقرار والسلام، ولسنا ضد أحد، لافتًا إلى أن هناك لقاءات تجمعهم مع الإيرانيين في بعض الندوات والمحاضرات المفتوحة.
لقاءات في بريطانيا
وفتحت هذه الوثائق تاريخ التعاون الإرهابي بين إيران وتنظيم الإخوان الإرهابي، حيث لم يكن هذا اللقاء الأول حيث سبقه عدة لقاءات واعقبه أيضًا لقاءات عدة، كان من بينها اللقاء الذي جمع إبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، والقيادي الإخواني جمال بدوي، وممثليين عن المرشد الإيراني، علي خامنئي، محسن الأراكي الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب، والدكتور أحمد الحسني، القيادي الشيعي المتواجد في بريطانيا، في عام 2017، وذلك في إحدى الفنادق ببريطانيا.
وتقول مصادر مقربة من جماعة الإخوان الإرهابية، أن هذه اللقاءات الغرض منها التسهيلات التي قام بها إبراهيم منير نائب مرشد جماعة الإخوان، مع عدد من القيادات الشيعية المتواجدة في بريطانيا، لتلقي دعم إيران لجماعة الإخوان الإرهابية ضد دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات.
وأضافت المصادر في تصريحات خاصة، أن اللقاءات مع إيران يكون حلقة الوصل فيها "منير" وعدد من المعممين الشيعيين ويمثلهم إحدى الأذرع القوية وممثل المرشد الإيراني، علي خامنئي، "محسن الأراكي الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب"، والدكتور أحمد الحسني القيادي الشيعي المتواجد في بريطانيا، وذلك لتواجد الطرفين في بريطانيا، كما تقوم المخابرات التركية والقطرية بتسهيل هذه اللقاءات ودعم العمل الإرهابي ضد الدول العربية.
واستمرارًا لمسلسل التعاون واللقاءات الخفية التي تقوم بها الجماعة الإرهابية وإيران على الأراضي البريطانية، أصدرت جماعة الدعوة والإصلاح، أحد فروع جماعة الإخوان فى إيران، في مارس 2016، بيان حول الانتخابات الإيرانية حينها قبل بدأها نشره الموقع الرسمى للتنظيم الدولى "المركز الإعلامى للجماعة فى لندن"، قالت فيه: "بعد مضى سبع وثلاثين سنة من ما أسمته "انتفاضة الشعب الإيرانى" الحاشدة والمناهضة للدکتاتورية، نحن على أعتاب حدثين سياسيين مهمين فى البلاد، وجماعة الدعوة والإصلاح فى إطار سياستها الفکرية المعتدلة والإصلاحية تنبه عامة المواطنين أنه فى العالم الحاضر تعتبر الانتخابات مظهرا من مظاهر إرادة المواطنين لتحديد مصير مجتمعهم وأن معالجة سياسات الحاکمة وربما إعادة النظر فيها إنما تتيسر عبر الانتخابات، مطالبة بالتنسيق بين القوة التشريعية والقوة التنفيذية بغية توصيل قافلة التغيير والإصلاح إلى غايتها ذو أهمية خاصة".
مساعدة إيران للإخوان لحكم مصر
وسبق وأن تداول مواقع إخبارية عربية، خلال عام 2018، وثيقة مسربة من مكتب إرشاد الإخوان عن لقاء سري بين مندوب عن المرشد العام للجماعة وقاسم سيلماني، قائد فيلق القدس، بخصوص أوجه التعاون والدعم الذى يمكن أن تقدمه "إيران" للإخوان؛ لمساعدتهم في الوصول للسلطة، بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١.
وحسب الوثيقة، فإن هذا اللقاء تم في ١٤ أبريل ٢٠١١ بمدينة إسطنبول بتركيا وكان مندوب مرشد إيران يرافقه مساعداه، وحضر اللقاء أحد عناصر الإخوان بالعراق ويدعى "رشيد العزاوى" وهو من أصل تركماني، كما حضر أيضًا أحد أعضاء الجماعة ويدعى «محمد فاضل»، وتناول اللقاء مستقبل العلاقة بين إيران والإخوان.
وقد ذكرت الوثيقة أن مندوب مكتب الإرشاد أكد لـ"سليماني" تأييد الجماعة للثورة الإيرانية وموقفهم المعارض لنظام "صدام حسين" أثناء الحرب بين إيران والعراق، وأوضح مدى توافق الجماعة مع الشيعة وأن موقفهم ثابت، قائلًا: "يجمعنا رب واحد ونبي واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة".
واستنكر مواقف السلفيين تجاه الشيعة في مصر الذين وصفهم بأنهم يقومون بعمليات شق لصف المسلمين، مطالبًا بتدخل إيران للإفراج عن بعض عناصر الجماعة المعتقلين آنذاك في دولة البحرين.
وأكد صلتهم الوثيقة ببعض عناصر التنظيم الدولي للإخوان وذكر صلتهم بالقيادي بحركة حماس "خالد مشعل"، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدا أن الوقت قد حان لربيع الإخوان في المنطقة ويجب الحرص على عدم التراجع، مُتكِئًا على دعم إيران الكامل للجماعة الإرهابية.
تدخل إيران في شؤون مصر
ومع سيطرة جماعة الإخوان الإرهابية على حكم مصر، بدات الجماعة الإرهابية المتمثلة في الرئيس المعزول محمد مرسي، وقتها في استقبال رئيس جمهورية إيران، محمود أحمدي نجاد، والذي زار مصر للمشاركة في قمة "التعاون الإسلامي".
وتعد هذه هي أول زيارة لرئيس إيراني لمصر منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام1979 التي كانت سببا في قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران.
وعن الدوافع الإيرانية وراء استماتة لجماعة الإخوان الإرهابية للحفاظ على العلاقات، قال في كتاب الذى حمل عنوان "الإخوان المسلمون وإيران الخميني – الخامنئي"، والذي كتبه الباحث محمد سيد رصاص، حيث جاء فيه إن "مرسي" كسر حظرًا فرضه سلفاه على نفسيهما بعدم زيارة طهران، وطرح مبادرة تشكيل مجموعة اتصال رباعية، تضم القاهرة والرياض وأنقرة وطهران؛ من أجل معالجة الوضع السوري، ورفضتها السعودية بوعي بخطورة إشراك إيران في شأن عربي، هي جزء من المشكلة فيه.
وتابع: "تجاهلت الجماعة الشواهد المؤكدة بأن التقارب بين مصر بقيادة الإخوان، وإيران الخمينية، لن يكون في صالح العرب ولا المسلمين بأي حال من الأحوال، في ظل ما تقوم به إيران من أعمال تخريبية في أكثر من ساحة عربية، وسعيها إبراز هوية أطماعها الفارسية، التي تعتبر الإسلام عدوها اللدود لقضائه على الإمبراطورية الفارسية، وهذا العداء الذى ظل الفرس يتوارثونه جيلًا إثر جيل".
العلاقات التاريخية
لم تكن العلاقات بين إيران والإخوان وليدة اللحظة، حيث سبق وأن اجتمع الطرفان لعدة مرات، حيث كشفت وثيقة تاريخية ترصد زيارة "مصطفى الموسوي الخميني" عام ١٩٣٨، إلى المقر العام لجماعة الإخوان، وتوثق لقاءً خاصًّا تمّ بين المرشد الأول للجماعة و"الخميني"، الذى أصبح فيما بعد مفجر الثورة الإيرانية.
وعندما تبنى الأزهر الشريف سياسة التقريب بين المذاهب، زار رجل الدين الإيراني "محمد تقي القمي" مصر، والتقى مؤسس الجماعة، وشاركا في اجتماعات التقريب بين المذاهب؛ لذا تزخر شوارع طهران بلافتات إعلانية، تظهر عددًا من مؤسسي الحركات الإسلامية، إذ تضم حسن البنا، ومنظر الإخوان سيد قطب، يجاورون "الخميني" وقائد تنظيم "حزب الله" حسن نصر الله.
ويقول يوسف عبد القادر، الباحث في المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب، إن التعاون "الإيراني التركي الإخواني" في ملف دعم الإرهاب شيء متوقع وطبيعي، حيث إن الثلاثة يعملون بنفس الأيديولوجية، موضحًا أن الأطراف الثلاثة مصالحهم واحدة.
وأضاف عبد القادر، تصريحاته، أن المجتمع الدولي ربما يدعو لاتخاذ موقف من الدعم التركي للجماعات الإرهابية، وكذلك موقفًا من كافة الدول الداعمة للإرهاب، موضحًا أن منظمات المجتمع المدني ستنظر في كافة الاتهامات الموجهة لتركيا، كونها أكثر دولة تدعم الإرهاب.
وأشار إلى أنه من المتوقع زيادة العقوبات على تركيا في الكثير من المجالات، كما أن الاتحاد الأوروبي قائم بالفعل بتعيين لجنة لبحث العقوبات وتحديد الأشخاص والكيانات والمنظمات التركية التي سيفرض عليها عقوبات.
ويقول الكاتب الأحوازي، عباس الكعبي، رئيس المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز، في تقرير له، إن "نشأة إيران والإخوان تعود إلى حقبة زمنيّة واحدة، فبداية الربع الأوّل من القرن العشرين شهدت ولادة الدولة الإيرانيّة بعد احتلالها دولة الأحواز العربيّة عام 1925 وإقليم بلوشستان عام 1928 وكذلك أقاليم آذربيجان وتركمنستان وكردستان في نفس الفترة الزمنيّة، وبعد إتمام احتلالها للأقاليم المذكورة وبمساعدة بريطانيّة لا محدودة، أطلق عليها تسمية “إيران” عام 1936 بعد أن كانت تسمّى بفارس أو الدولة الفارسيّة".
ويضيف الكعبي، بقوله: إنه "وبعد نيلها اسم الدولة الإيرانيّة بعامين فقط، تأسّس توأمها المتمثل بحركة الإخوان في مصر على يد حسن البنّا، عام 1938 الذي استقبل "الخميني" بنفس السنة في المقرّ العام لجماعة الإخوان".
وتابع: "وتوالت زيارات إخوان "الفرس" إلى إخوان "العرب"، وتمّت بموجب دعوات وترتيبات، لا تقتصر على تنظيم الزيارات بل تشمل التنسيق في ما بين الطرفين على مستوى الأهداف والمنهج الفكري وسياسة التوسّع، ونشر الخلايا السريّة لكلا الطرفين في الوطن العربي خصوصا وفي عدد من الدول الإسلاميّة والعالم بشكل عام، وشارك الإيراني محمّد تقي القمي في اجتماعات التقريب بين المذاهب بمعيّة حسن البنّا، وبدعوة من الإخوان، توجّه مؤسّس تنظيم فدائيي الإسلام المسلّح، مُجتبى نوّاب صفوي، إلى مصر عام 1954، فقوبل بمنتهى الحفاوة والحماس رغم ماضيه الحافل بالاغتيالات التي شملت كلا من الكاتب والمؤرّخ الإيراني أحمد كسروي ورئيس الوزراء عبدالحسين هجير وكذلك رئيس الوزراء حاجي علي رَزْمْ آرا".
فيما قال عماد أبو هاشم القيادي الإخواني المنشق، إن جماعة الاخوان الإرهابية كانت على علاقة بالنظام الإيرانى وخاصة جهاز المخابرات الايرانية.
وأشار أبو هاشم فى تصريحات تليفزيونية، إن الإخوانى الإرهابى أحمد حسن الشرقاوى قال له إن المخابرات الإيرانية تبحث عن كل المعارضين للنظام المصرى، لافتًا إلى أن المخابرات الإيرانية تواصلت مع الشرقاوى عن طريق وسيط، مضيفًا أن الشرقاوى أحد الاخوان الهاربين قد أخبره إن المعارضين للنظام المصرى سيلتقون بالمرشد الإيرانى ورئيس الدولة.