الانتحار والمخدرات والجنس المحرّم.. الانهيارات الأخلاقية تسيطر على شباب الإخوان
.. وخبراء: الجماعة تمر بأسوأ مرحلة في تاريخها
بين الحين والآخر تسقط لدى عناصر وقادة جماعة الإخوان الإرهابية ركيزة جديدة ضمن الركائز التي وضعها الإخوان خلال السنوات الطويلة الماضية، كان آخر هذه الفضائح ما نشره الشاب المصري الهارب في إسطنبول، عمر مجدي، حيث كشف عن أنه انتحر ثلاثة من شباب الإخوان الهاربين في تركيا، بسبب رفض قيادات الجماعة دعمهم ماديًا في ظل الانهيار الداخلي.
وقال عمر مجدى، فى تدوينته :"أنا بس بفكر الناس.. إن الصيف الماضي انتحر 3 شباب خارجين من مصر لأسباب سياسية، عمرهم دون الـ25 عاما، في ظل غياب كامل لأي مؤسسة دعم وعلاج نفسي في إسطنبول، السبب هو عدم وجود دعم مادي، لكن فيه فلوس لعمل مخيم 3 أيام بميزانية تفوق الـ50 ألف دولار.. رحم الله العقاد صاحب المقولة الشهيرة: (أتقتير هنا وتبذير هناك؟)".
وتعيد هذه الواقعة أزمة الاختلاسات المالية التي قام بها مجموعة من قادة التنظيم الهاربين خارج مصر، والمحسوبين على جبهة القيادات التاريخية، حيث إنه في يوليو الماضي نشر أحد شباب الجماعة الهارب في تركيا، عمر حسن، تسجيلا صوتيا لعضو مكتب الإرشاد أمير بسام، كشف فيه عن قيام قادة الإرهابية باختلاس أموال التبرعات عقب سقوط الجماعة في 30 يونيو وهروب القادة إلى الخارج.
وكشف التسجيل الصوتي، الذي بثه الشاب الإخواني، عن قيام إبراهيم منير نائب المرشد، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة، بالسيطرة على كافة أموال الجماعة والتمويلات المالية، تاركين شباب الجماعة الذين غرروا بهم يتسولون في شوارع تركيا، ويتمتع الكبار بكل الأموال ويجوبون شوارع إسطنبول بكل حرية ويعيشون حياة الملوك بالأموال التي بذل في سبيلها شباب الجماعة دماءهم.
واعترف أمير بسام بتلقي كبار الأعضاء تمويلات مالية باهظة، وترك شباب الجماعة الذين آمنوا بفكر الجماعة يموتون جوعًا ويتسولون في شوارع تركيا، قائلًا: "محمود حسين عندما حضر في آخر الجلسة واعترف أمامكم جميعا بأنه أخذ ما ليس له حق هو ومحمود الإبياري-ا لقيادي في التنظيم الدولي- وإبراهيم منير- نائب المرشد- ومحمد البحيري- مسئول الإخوان في إفريقيا، والقيادي في التنظيم الدولي- وقال إن فعلا فيه شقق وكتبناها باسمنا، لم يتكلم أحد، حقيقة أنا زهدت في الناس كلها الموجودة".
وأكد بسام أن قادة الإرهابية حصل أحدهم على سيارة "بي إم دبليو" ثمنها يتعدى 100 ألف يورو، والطلبة وشباب الجماعة هنا يتذللون من أجل ليرة في الشهر، ويمكثون أكثر من 6 أشهر دون حصولهم على أي دخل.
وهذه ليست الوقائع الأولى التي تكشف العوار داخل الإخوان، حيث سبق وأن نشرت إحدى المجموعات الشبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر مكالمة جنسية تكشف الشذوذ الجنسي بين إبراهيم إسماعيل، أحد قادة الإخوان في تركيا، وشباب آخرين، تشرح تفاصيل العلاقة المثلية بينه وبين ضحاياه.
وبعدها بساعات قليلة اختفى الفيديو في ظروف غامضة، ليظهر حساب جديد على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، يُدعى حسام بلال، يتحدث عن الأزمة، وقام بنشر التدوينة المخرج الإخواني عزالدين دويدار، التابع لجبهة شباب الجماعة، وأكدت مصادر عدة أنه هو المسئول الرسمي عن الصفحة التي نشرت المكالمة الجنسية.
وفي التدوينة التي نشرت باسم "بلال"، بدأها بقوله: "مكنتش حابب أنشر حاجة زى دى أبدا، ومش عارف صراحة هذكرها إزاى لكن لا بد من التحذير.. شبابنا الجميل اللى بيسافروا من مصر، خصوصا اللى بيروحوا تركيا، بالطبع الشباب بتبقى نفسيتهم مضطربة وتأثرهم بترك أهلهم بيكون واضح مع كمية الاحتياج العاطفى اللى بيحتاجوها فى الفترة دى".
وأضاف: "أنا بالطبع مش هقدر أخش لكل أخ أعرفه هيسافر أو سافر وأحذره فليبلغ الشاهد الغائب.. فرب مبلغ أوعى من سامع.. حافظوا على أنفسكم كويس جدا، قد تتعرضون لمحاولات ابتزاز جنسى- كما حدث ومثبت- ممن يصفونه بحامل هم الدعوة، بموقعه السلطوى داخل الإخوان ويسمونه تارة مربّى الشباب وتارة أخرى داعم الشباب.. دعكم من هذه البهلوانات المقدسة.. احذروا كل الحذر حفظكم الله".
وتابع: "لا أعلم تشخيص هذه الحقارة والوضاعة صراحة، لكنه الأقرب إلى فعل قوم لوط- عافنا الله وإياكم- ولا حول ولا قوة إلا بالله"، وحذر: "متسمحوش لحد أبدا إنه يمنّ عليكم فى يوم من الأيام، ويستخدمكم لأغراض شهوانية جنسية شخصية أو سياسية بحتة.. هدايا وعروض ومميزات، احتواء.. استقبال".
وفي نهاية التدوينة المطولة التي كتبها "بلال"، قال: "وما علمته هو استدراج من شخص ما لبعض الشباب بهدف الاهتمام بأمرهم وأخبارهم وأحوالهم ودعمهم ماديا ونفسيا، إلى أن تمتد العلاقة إلى علاقة جنسية، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأشهد الله إنى رأيت ما يثبت ذلك".
وفي عام 2016، حيث بدأ التحول في عقول شباب الإخوان بعد الأزمة الأخيرة التي ضربت الجماعة، وهددت أركانهم بين جيل القيادات التاريخية التي تقود الجماعة، وبين جيل الشباب مطلع عام 2015، حيث كتب عمرو أبوخليل، أحد الأطباء النفسيين المقربين من جماعة الإخوان، في نهاية 2016: إن هناك أزمة نفسية يمر بها الصف الإخوانى بصورة عامة والشباب بصورة خاصة، مشيرا إلى أن أعضاء الجماعة يحتاجون إلى دعم وعلاج نفسى فى الفترة الحالية نتيجة للظروف التى مروا بها.
وحسب التدوينة التي نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، أضاف أن بعض شباب الإخوان وصل إلى الاكتئاب، وبعضهم وصل إلى الإلحاد بالفعل، نافيا أن يكون شباب الإخوان وصلوا إلى ظاهرة التحشيش أو الانفلات الجنسى.
ومن هذه الوقائع سيئة السمعة التي أصبحت من وقتها الحديث الرسمي بين شباب الجماعة، يقول عمرو إسماعيل- اسم مستعار- لأحد أعضاء جماعة الإخوان، في سرده الأحداث التي وقعت داخل الجماعة، إن عددا من شباب الإخوان لجأوا فى فترات مختلفة إلى تعاطى مخدر الحشيش وغيره، نتيجة لعدد من الأسباب فى مقدمتها الضغط الذى طال الشباب بعد 30 يونيو.
ويضيف: بدأت حكايتى مع الإخوان منذ حوالى 10 أعوام عندما التحقت بأشبال الجماعة فى قريتنا لأن والدى كان أحد أعضاء الجماعة، ومنذ ذلك الحين انخرطت تنظيميا فيها، متابعًا: عقب 30 يونيو اعتقل عدد من أعضاء الأسرة الإخوانية التى كنت منتظما فيها، وتمت مطاردتى لفترة وانقطعت صلتى بالمسئولين فى الجماعة لفترة.
وكان إسماعيل، كغيره من شباب الجماعة، يقيم فى إحدى الشقق السكنية التى أجّرتها الجماعة مع عدد آخر من طلاب الإخوان، لكن قوات الأمن داهمت الشقة فى أحد الأيام بينما كانوا هم خارجها، مما اضطرهم للهرب والبحث عن مكان آخر للإقامة به.
ونجح إسماعيل فى وقت لاحق فى الحصول على سكن مع عدد آخر من زملائه غير المنتمين لجماعة الإخوان، وفيه دخن أول سيجارة حشيش فى حياته.
وعن الواقعة يقول: "كان الشباب فى السكن بيجيبوا حشيش ويقعدوا بالليل يشربوه وكنت بقعد معاهم فى أوقات".
ليس هذا فحسب فخلال نفس الفترة، بدأ بإقامة صداقات مع الجنس الآخر، بالرغم من أن جماعة الإخوان تمنع أعضاءها من إتيان مثل هذه الأفعال، وتعاقب من يخالفون تعليماتها بهذا الصدد، ويقول: "كنت أحيانا بكلم بنات لكن كله كان كلام عابر ولم يتطور الأمر عن ذلك".
وقبل شهرين من الآن، سخر أحد شباب جماعة الإخوان الإرهابية، يُدعى أحمد سمير لاشين، من حال شباب جماعة الإخوان، وذلك بعد مرور أكثر من ست سنوات على ثورة 30 يونيو، حيث نشر الشاب الإخواني الهارب، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صورة تظهر كارت مدونًا عليه شعار جماعة الإخوان وعدة كلمات خاصة بها، وأعلى منها علبة سجائر ومجموعة من المواد المخدرة.
واختصر الشاب حال الجماعة وشبابها خلال الفترة الماضية بأنهم أصبحوا مجموعة من المدمنين للمواد المخدرة، كما انضمت مجموعة أخرى إلى الملحدين.
ويعلق القيادي الإخواني المنشق. إبراهيم ربيع، على وقائع الانهيارات الداخلية لجماعة الإخوان الإرهابية، بقوله: إن الجماعة الإرهابية لها العديد من الفضائح التى تكشف حقيقة الهاربين، وسرقتهم الأموال التى يتم ضخها للجماعة، ونهب الأفراد والتابعين لهم، بحيث تكون القيادات هى المسيطرة على كل أموال الدعم التى تأتى للجماعة، وهو ما يؤدي إلى الانهيارات الأخلاقية للجماعة.
وأضاف ربيع، في تصريحاته، أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من تلك الفضائح والتسريبات التى سيتورط فيها العديد من القيادات الإرهابية الهاربة فى تركيا وقطر.
فيما قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن التنظيمات التي تشبه جماعة الإخوان، خاصة المنغلقة على نفسها، تكون مطمعا للجميع، مؤكدًا أن هذا حدث فعليا في تاريخ الإخوان، والآن مع انكشاف التنظيم وتفككه يظهر عمقه، وما يجري بداخله واضح للعيان، وتسهم في ذلك وسائل الاتصالات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح النجار، في تصريحاته، أن "الاستهانة بالإسلام وتشويهه وصلت داخل جماعة الإخوان لذروتها، وهذا معتاد لديهم، حيث احترفوا الوصول لإشباع رغباتهم وغواياتهم بتشويه سمعة الإسلام وصورته من خلال استخدام آيات وأحاديث في غير موضعها".
وقال طارق البشبيشي، القيادي الإخواني المنشق، إن جماعة الإخوان الإرهابية تمر الآن بأسوأ مراحلها التاريخية على الإطلاق، وتعانى قواعدها من الإحباط واليأس.
وأضاف البشبيشي، في تصريحاته، أنه إذا تم تقسيم "تلك القواعد سنجد هناك قسما يحظى برعاية قيادات التنظيم بالخارج منهم، وقسما- وهم الأغلبية- تمت التضحية بهم ويعانون بشدة من دفع فاتورة صدام التنظيم مع مؤسسات الدولة، وهى فاتورة باهظة".
وتابع القيادي الإخواني المنشق: "هؤلاء يعانون بشدة ويشعرون بالحنق والمرارة من قيادات التنظيم التى خدعتهم وتعيش فى رغد العيش بالخارج وتتركهم يواجهون مصيرهم فى معركة خاسرة".