كواليس وساطة أمريكا للصلح بين قسد والحكومة السورية
لا تزال قوات سوريا الديمقراطية "قسد" محور خلاف شديد بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والولايات المتحدة الأمريكية، في ظل إصرار أمريكا على فرض قسد على نظام الأسد.
ضغط أمريكي على حكومة دمشق
في ضوء هذا الضغط على الحكومة السورية للاعتراف بقوات سوريا الديمقراطية قسد، طالب الدبلوماسي الأمريكيّ بيتر غالبريث، حكومةِ دمشق بالاعترافْ بالكيانِ السياسيَ الذي حققته قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق سوريا.
ويرى الدبلوماسي الأمريكي أن خصوصية وضع الإدارة الذاتيّة من قبيل التفاعل مع دمشق، والعلاقات التجارية، تحتمان وجود فرصة أكبر للتفاوض حول ترتيب سياسي، لكن الاحتمال ليس كبيرًا.
وأشار إلى أنّ عامل الوقت ليس لمصلحة حكومة دمشق، لأنّ الحدود التي فرضتها الإدارة الذاتية تتجذر أكثر مع مرور الوقت، ما يصعّب المهمة على الأسد في المستقبل.
سبق هذه التصريحات تصريح لـ جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، والذي أشاد فيه بقوات سوريا الديقراطية "قسد"، لأنها أول من استجاب لدعوة الولايات المتحدة لمقاتلة تنظيم داعش المتطرف الذي دمّر عدوانه سوريا.
وأوضح جيفري، في تصريحات صحفية له، أنّ الولايات المتحدة ترى المعركة مع التنظيم طويلةً وممتدةً، ولذلك تعتزم إبقاء عددٍ من القوات لأجلٍ غير محددٍ لدعمٍ مستدامٍ لتجربة، قوات سوريا الديمقراطية، بشقيها العسكري والمدني.
هجوم الحكومة السورية
ورغم الضغط الأمريكي أصدرت الخارجية السورية بيانا مهاجما لـ"قسد"، وسلمت نسخة منه للأمم المتحدة، تتهم فيه هذه القوات بارتكاب جرائم حرب في سوريا تجاه المدنيين.
رد قسد
مجلس سوريا الديمقراطية رد على هذا البيان، حيث شن هجوما شرسا على الحكومة السورية، متهما إياها بإرضاء تركيا عبر اتهامها لقوات قسد، بـ"أباطيل لا أساس لها من الصحة"، على حد تعبيره.
وأضاف المجلس، في بيانٍ أصدره: "لا نَفصُل تلك الاتهامات عن اجتماع يوم غدٍ ما بين (ضامني) أستانة السورية، والتي تهدف دمشق من ورائها إرضاء الجانب التركي وتبحث معه عن طريقٍ للتفاهماتِ والتطبيعِ".
واعتبر مجلس سوريا الديمقراطية بيان الخارجية مُجافياً للواقع ويحمل كمية هائلة من التناقض، وينمُ عن تمسك حكومة دمشق بعقليتها التي تسبّبت بكل هذا الدمار، وسمحت للدول الأجنبية باستباحة الأراضي السورية.